قد أكون غريب الاطوار كما تقول ، او وصلت ذروة
اجرامي، الا اني اتمتع في القتل، وخاصة عندما اظفر بكميل بن زياد ،
والقي دهشتي لصموده الى الأرض كجثة تعانق موتها ، انا معجب بهذا
الرجل وربعه فهم يمتلكون بسالة روح ، وامر بسالتهم امر لا
يعجبني ، لكونه سيكون مشهدا مؤثرا عند الناس ،المريح انك حين
تقتل واحدا من هذه الرؤوس التي والت علي بن ابي طالب ان ترى في عينيه
الخوف ، وهو يتوسلك بالنجاة ويستحلفك لتعفيه من القتل ، انا
اليوم سعيد لأني اهدرت دم الكميل بن زياد ، لكني اريد سبيلا اكبر
للظفر به ، ثم قال لي ..أولا اسألك انت هل تعرف كميل ؟ اتعرف من
تسأل عنه وجئتنا من عالم آخر ومن زمن آخر ، لا شغل لديك سوى
السؤال عنه ، أنني اختنق لأنه يتنفس نفس الهواء الذي اتنفسه ،،
هو من اليمن من قوم مالك بن الاشتر وهلال بن نافع وسواده
بن عام ، اتعرف انه وقف مع من وقف ضد سعيد بن العاص
والي الكوفة ، حتى صدر امر نفيه الى الشام ، بأمر الخليفة
الثالث ، واعيد الى الكوفة ثم نفي الى حمص ، ثم عادوا بعد
خروج واليها ، كميل عندنا ليس بريئا ، مشكلتي اني
لا احب ان اراهم يكافحون ويواجهون الموت بشجاعة انا احب ان
اراهم يعيشون الخنوع والمذلة، كم جميل منظر الخوف بعينيهم ، الهي متى
سأظفر بكميل ؟ لأريه كم هي المسافة بين السيف والرقبة ،لأريه كيف يدخل
الى قصر الامارة مع من معه ويخرجون خليفة الوالي ،
ويمنعون سعيد بن العاص والي الكوفة من العودة اليها ، يا
الهي متى سأظفر بكميل لأريه معنى الظفر ، هذا الرجل
الذي بايع وشايع علي بن ابي طالب بعد مقتل
عثمان ، الا تعرفه انه من ثقاة علي ، الهي متى
سأظفر بكميل وقال بسخرية لأقرأ معه دعاء كميل ، هذا
الرجل حامل سر علي ، اشترك معه في صفين ، الهي سأظفر
بكميل وهذي امنية عمري وعرشي ، هو الذي كان العامل على
بيت المال ، وعينه واليا على هيت ، فتصدى لمحاولات
معاوية ، الهي اليس هذا الرجل هو الذي بايع
الحسن بن علي وقاتل معه ، فهل يكفي الموت اذا ما
عثرت عليه ، ليس لدي سوى وسيلة واحدة استفز
بها كرامة هذا الشيعي هو ان اقطع العطاء عن قبيلته ،فكرة ذكية
بل فكرة مجنونة ستجعله يخضع لحكمي ومحاكمتي ، سيقف
امامي متوسلا ارجوك اغفر لي ، وحينها ساكون في غاية السعادة وانا
اذبحه ،لكني أقول ربما سيفاجئني بانه سيتلقى الموت بشجاعة وانا
اريد لهم الخنوع ، واذا به يقف امامي ليقول لي :ـ(
انا شيخ كبير قد نفد عمري ، لا ينبغي ان احرم قومي من
عطاياهم ، ولهذا انا أتيت ، قلت :ـ انا احب ان اجد عليك سبيلا
، اجابني بجرأة لا تصرف عليّ انيابك ولا تهدم علي
فو الله ما بقّي من عمري الا مثل كواسل الغبار ، فاقض ما انت
قاض ، فان الموعد الله وبعد القتل حساب ، لقد أخبرني
مولاي امير المؤمنين عليه السلام انك قاتلي ،
أجبته :ـ لقد وضعت الحجة عليك ؟ فقال :ـ ان كان القضاء
اليك ، انا الحجاج أيعقل ان لايبقى امامي حجة
؟ قلت قد كنت فيمن قتل عثمان .. اضربوا عنقه، دفناه
في ظهر الكوفة ، قد أكون برأيك غريب الاطوار ، وصلت
ذروة اجرامي ، لهذا قررت ان اقتل الكميل
فقتلته لكنه للأسف مات شجاعا ،