في ذمتك كعبة مذبوحة الوريد.. يزيد...
صداك الوحشي يتسلل عبر ميراث الخنوع، يركع عند محاريب اليأس، الممرات
التي اعتمرتها ضيقة، فمن أي باب تدخل لك الرحمة، واتباعك الطاعون
منتشرون في كل دهر وموت..؟ ينفخون في بوق لها زعيق أخرس، يحاولون
تبرئة مثواك من جريمة احراق الكعبة، معتمدين على رواية مبتكرة يكررها
العابثون في كل مستند وثبور، كيف لهم أن يبرئوك، وفي دمك شهقة الحقد
والحرق والموت القسري؟ أليس أنت من استباح المدينة، وأباد جيشك أهلها؟
أي دم فيك يحمل سموم التخريب؟ بعد عام من حكمك اللعين، سجلت حكومتك
أبشع جريمة عرفها التاريخ، وذلك بقتلك الامام الحسين(عليه السلام)،
وأهل بيته وثلة من اصحابه.. أي أدمغة تلك التي تدافع عنك ليحملوا
نيابة عنك وزر جرائم يهتز لها الضمير الانساني الى اليوم؟ فهل هي
النشوة برغوة العبث، والله حيرة..؟ عن أي مجرم يدافعون، وأي جريمة
يدفعونها عنه..؟ المدينة المنورة استباحها جيشك، والذي قتل اكثر من
عشرة آلاف مسلم وسبعمائة صحابي من حملة القرآن.. أليس هذا خريف
الجلجلة، لتتهيأ بعد ذلك لحرق بيت الله الحرام..؟! يزيد... المسعودي
في مروج الذهب يدينك بجملة من الجرائم، وهي مثالب عجيبة، مثل الفسق،
والفجور، وسفك الدماء، ولعن الوصي على المنابر، وقتل ابن بنت رسول
الله(ص) وهدم البيت..! فماذا تفعل ابواقك يا يزيد وفي ذمتك كعبة
محترقة الأوداح..؟ بعثت لها جيش الشام بقيادة الحصين بن نمير بالمسير
نحو مكة المكرمة، ومحاصرتها، ورميت الكعبة والمتحصنين بعشرة آلاف
صخرة، وأشعلوا النار فيها..! تواردت أحجار المجانيق والعرادات على
البيت، ورمي مع الأحجار النار والنفط ومشتاقات الكتان، وغير ذلك من
المحرقات، وانهدمت الكعبة واحترقت البنية، ووقعت صاعقة، فأحرقت من
أصحاب المجانيق أحَدَ عشر رجلاً.. أما اليعقوبي.. فقد أشار في تاريخه
إلى "أن الحصين بن نمير قائد جيش يزيد رمى الحرم بالنيران حتى أحرق
الكعبة"، كما أضاف: "وكان قاضي ابن الزبير ينادي عند احتراق الكعبة:
يا أهل الشام.. هذا حرم الله الذي كان مأمناً في الجاهلية يأمن فيه
الطير والصيد، فاتقوا الله يا أهل الشام..!"، غير أن جيش يزيد لم يأبه
لذلك حتى التهمت النيران جدران الكعبة..!
أخترنا لك
