هذا ما رواه المعلم صابر عبد الله..
عن فضل الليالي البيض سألني أحد الطلاب يوماً عن الليالي البيض، وسبب
تسميتها؟ واحتاج الى توضيح عن أهميتها، نظرت الى لوحة السبورة، فرأيت
تموجات تكبر شيئاً فشيئاً، حتى بان منها ملامح وجه آدمي لرجل يرتدي
زياً من أزياء التراث الإسلامي، خفت، ارتعبت من فكرة أن تكون تهيؤات
لمرض نفسي، أو قد يصل بي الى مرحلة الشعور بالجنون..! لكني رأيت
الطلاب مرعوبين، يريدون الهرب من الصف هدأتهم وسألته: ـمن أنت؟
أجابني:ـ أنا ابن طاووس، قال جعفر بن محمد (سلام الله عليهما): أُعطيت
هذه الأمة ثلاث أشهر، لم يعطها أحد من الأمم: رجب، وشعبان، وشهر
رمضان, وثلاث ليال لم يعط أحد مثلها: ليلة ثلاث عشرة، وليلة أربع
عشرة، وليلة خمس عشرة من كل شهر. قلت:ـ يا ابن طاووس، هل فعلاً هناك
توصيات مباركة من النبي (ص) لصيامه، فجأة اختفت الصورة دون أن يجيب
سؤالي، وظهرت تموجات تكبر شيئاً فشيئاً حتى بان منها ملامح وجه آدمي
لرجل يرتدي زياً من أزياء التراث الإسلامي، نظرت الى الطلاب بدأت أشعر
أنهم تآلفوا مع المشهد، قلت له:ـ سيدي من انت؟ فأجابني:ـ أنا أبا ذر
الغفاري، جئت لأجيب عن سؤالكم: (أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم أنْ نصومَ منَ الشَّهرِ ثلاثةَ أيامٍ البِيضِ: ثلاثةَ عشَرَ
وأربعةَ عشَرَ وخمسةَ عشَر، وفي روايةٍ عنه، قال لي رسولُ اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم: إذا صُمتَ منَ الشهرِ ثلاثةَ أيامٍ، فصُمْ ثلاثةَ
عشَرَ وأربعةَ عشَرَ وخمسَةَ عشَرَ)، وفجأة اختفت الصورة، لكن
التموجات عادت من جديدة لتظهر صورة أستاذ في زي عصري قال:ـ ظهرت في
الأعوام الأخيرة أبحاث علمية كثيرة مفادها أن القمر عندما يكون بدرا،
أي في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، يزداد التهيج العصبي
والتوتر النفسي إلى درجة بالغة، وإن لليالي البيض في أشهر رجب وشعبان
ورمضان منزلة عند الله سبحانه وتعالى, وإن الله سبحانه وتعالى قد بسط
موائد رحمته للعاملين فيها, يمنحهم من عظيم العطايا ما لا يصفه
الواصفون, ولذا فإنه حري بالإنسان العاقل أن يغتنم هذه الفرص الذهبية،
وألا يضيع أوقاتها.
أخترنا لك
