نبئني بتأويله إني أراك من المحسنين

2021/02/09

في زواج أمير المؤمنين (عليه السلام) من السيدة أم البينين (عليها السلام) جئت مرتقاك سيدي يا نبي الله يوسف (عليه السلام) دفعتني الحاجة اليك دخيلا، جئتك أصارع هواجسي رؤيا مثقلة بالتأويل، خذني اليك فأنت من رعى فيافي الرؤى خصباً وأمنيات عذاب، جئتك سيدي ولمثلك سلمت حكتها المعجزات، كنت في سفر يا سيدي، فرأيت في نومي كأني جالس في أرض خصبة، وقد انعزلت في ناحية عن جماعتي، وبيدي درة أقلبها، وانا متعجب من حسنها ورونقها، وإذا بي رأيت رجلاً قد أقبل إليّ من صدر البرية على فرس له، فلما وصل إليّ سلم فرددت عليه السلام، ثم قال لي الرجل وقد رأى الدرة في يدي:ـ بكم تبيع هذه الدرة؟ قلت:ـ إني لم أعرف قيمتها حتى أقول لك، ولكن أنت بكم تشتريها؟ اجابني:ـ وأنا كذلك لا أعرف لها قيمة ولكن اهدها إلى أحد الأمراء وأنا الضامن لك بشيء هو أغلى من الدراهم والدنانير، قلت:ـ ما هو؟ قال: أضمن لك بالحظوة عنده والزلفى والشرف والسؤدد أبد الآبدين. أجبته وأنا بشدة فرحي:ـ أتضمن لي بذلك؟ قال:ـ نعم، وأكون انا الواسطة في ذلك أعطني إياها فأعطيته إياها. يا سيدي يا يوسف اعطيته اياها، فأني جئتك لتنبئني بتأويل ما رأيت، فابتسم حينها يوسف (عليه السلام) لي وقال:ـ سترزق بنتا يخطبها منك أحد العظماء، وتنال عنده بسببها القربى والشرف والسؤدد. قلت له:ـ سيدي، سهل لي التفسير أرجوك ووضحه لي، فقال (عليه السلام) سترجع من سفرك وستلد لك زوجتك ثمامة بنت سهيل فاطمة سمها فاطمة يا حزام وكنها بأمّ البنين، ستكبر ابنتك يا حزام وستكون مبلغ النساء ومضرب المثل في الجمال والعفاف وفي العلم والأدب والأخلاق، ستكون موضع اختيار عقيل بن أبي طالب لأخيه أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، صحت من شدة فرحي:ـ سيدي يا نبي الله يوسف هل سيخطب عقيل بن ابي طالب ابنتي لمولاي امير المؤمنين؟ اجابني:ـ سيمر ضيفاً، فتسأله ليقول لك عقيل:ـ جئتك يا حزام بن خالد بالشرف الشامخ والمجد الباذخ:ـ ستقول له:ـ وما هو يا ابن عم رسول الله (ص)؟ يجيبك:ـ جئتك خاطبا ابنتك الحرة فاطمة أم البنين الى يعسوب الدين والحق اليقين وقائد الغر المحجَّلين وسيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. صحت حينها فرحا في محضر النبي يوسف:ـ هل سيتزوج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (سلام الله عليه) ابنتي فاطمة؟ فأجابني:ـ نعم يا حزام، وسيكون لك منها اربعة احفاد ابطال: العباس (أبو الفضل) وعبد الله، وجعفر، وعثمان.. سيستشهدون جميعهم تحت راية الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، وسيقيمن نساء اهل البيت (عليهن السلام) العزاء في بيتها، حزنها لم ينقطع على الحسين وإخوته (عليهم السلام)، وستذهب كل يوم إلى البقيع ترثيهم بتفجّع حتى ان مروان على قساوة قلبه سيبكي لرثائها, ولم يخبُ أنينها حتى تفارق الدنيا بلوعة، وأسى، قلت:ـ يا نبي الله يوسف عليك من الله السلام، لقد بشرتني بخبر يسر رغم شجاه.
أخترنا لك
مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثالث عشر مشروع انساني (4)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة