ورطة رجل اعلامي ح9

2021/02/08

لحظة صمت أخذتني الى عوالم هذه الصرخة الرائعة، الى أعماق البحث ورجاحتها، فكم استفدت من هذا اللقاء، وكم معلومة سأنقلها الى الناس, سألني: مامعنى الجلوس؟ قلت: القعود. فقال: وما معنى القعود؟ قلت: الجلوس. فقال: يابني اذا كان معناهما واحدا كان الاستغناء عن أحدهما أوجب، ولكن لابد لهما من استعمالات خاصة.
 قلت: صحيح، نهض من الأرض الى الكرسي أي (الى مرتفع) يسمى جلوساً، وأما من الكرسي تنزل الى الارض (الى منخفض) يسمى قعوداً. 
قلت: ولكن في الجلسة المستوية يستخدمان سوية. قال: كيف؟ قلت: يقال أقعد متربعاً أو اجلس متربعاً. فأجاب: بُني اجلس، وفي هذا شأن الناس الخلط في كثير من المفردات، وعدم تفريق المعنى كما في الحسن والجمال. قلت: الحسن للصورة والجمال للفعل.
 صاح: رائع انت ايها الاعلامي الجميل.
قلت مازحاً: (هي بقت بيها اعلامي)؟ قال: لا يابني المسألة ليست معقدة لكنها تحتاج الى متابعة، الآن مثلاً لو قرأنا قوله تعالى: (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) ماذا تعني (كريم) هنا؟ طيب لنقرأ قوله تعالى: (وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً) ماذا تعني (كريماً) هنا؟ قلت: تعني الحسن. قلت: وهذا يعني إن الكريم أشمل من الجود. فقال: هذا طبيعي لكن هل تعرف لماذا؟ قلت: إن الجود سمة العطاء. فقال: صحيح، ولكن العطاء هنا إن كان بطيب نفس أو من غير طيب نفس فهو جود. أما الكرم فالاعطاء بطيب نفس. 
قلت: وقد يكون عطاء الجود مع السؤال. فصاح: جيد يابني جيد. أما الكريم فهو الذي يُعطى من غير سؤال. قلت: ياحاج هناك مسألة مهمة لابد أن تستوقفنا فسأل: وما هي؟ قلت: تقديم صفة الجود على صفة الكرم لله سبحانه تعالى، وهو الجواد والكريم. 
قال: هذه يابني تأتي لسمات الـترقي في الصفات من الادنى الى  الاعلى. انظر قوله تعالى: (وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) فما معنى يحض، والناس لاتفرق بينها وبين (يحث)؟ قلت: صحيح ماهو الفرق؟ ضحك فقال: الحث يكون في السير والسوق. وهل تعرف ياولدي الفارق بين الحلال والمباح؟ 
قلت: هذه بسيطة وأغلب الناس عندنا يعرفونها ياحاج؛ فالحلال خلاف الحرام. 
صاح الحاج: جميل، والمباح؟ قلت: خلاف المحظور. 
صاح الحاج: جيد جيد يابني... وهذا يعني إن الحلال ماينص الشرع على حله، والمباح مالم ينص على تحريمه في حكم خاص أو عام
أخترنا لك
زيارة أمّ شهيد

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة