للقلم قلب ومشاعر جياشة وانين ، ربما تجد سطورا تمر عليك وهي من الدمع
السخين وهذا القلم يختزل الصبر بغصة ويسجر مهجا تذوب لتسأل ، مامعنى
ان يمر ابو جهل على جراح امرأة اثقلها الحجر واوجعتها جراح عائلتها
وهي تعذب معها ، وكأنه قرأ خور ذاته فسألها الخذلان ان تعلن براءتها
من النبي محمد (ص) ويطلق سبيلها ، فاغاضته بما تحمل من شكيمة صبر
ومعاقل قوة وحصون اصرار ادهشته قلاعها واسمعته غلظة قول اردت فيه
جبروته فطعنها بحربة في قلبها فاستشهدت ، وارى ان مثل هذا النموذج
لابد ان يسقي خصوبة الدين نقاءا والمسلمون يعيشون نصرهم خلافة وفتوحات
واذا بي اقرأ عن خليفة راشدي يتجاوزعلى عمار بن ياسر ابن هذا التأريخ
المجلود ، واعتدى عليه وظلمه قولا وفعلا مرة بعد أخرى، وذلك كله
معروف، والشواهد عليه كثيرة جدا، وإليك بعضها: قال ابن قتيبة: " اجتمع
ناس من أصحاب النبي عليه السلام، فكتبوا كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه
من سنة رسول الله وسنة صاحبيه ، فمضى حتى جاء دار الخليفة فاستأذن
عليه فأذن له في يوم شات، فدخل عليه وعنده مروان بن الحكم وأهله من
بني أمية، فدفع إليه الكتاب فقرأه فقال له: أنت كتبت هذا الكتاب؟ قال:
نعم، قال: ومن كان معك؟ قال: كان معي نفر تفرقوا فرقا منك قال: ومن
هم؟ قال: لا أخبرك بهم، قال: فلم اجترأت علي من بينهم؟ فقال مروان: يا
أمير المؤمنين، إن هذا العبد الأسود، - يعني عمارا - قد جرأ عليك
الناس وإنك إن قتلته نكلت به من وراءه. قال الخليفة: اضربوه، فضربوه
وضربه معهم حتى فتقوا بطنه فغشي عليه، فجروه حتى طرحوه على باب الدار
فأمرت به أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأدخل منزلها، ثم ندم
الخليفة وبعث إليه طلحة والزبير يقولان: اختر إحدى ثلاث أما أن تعفو
وأما أن تأخذ الأرش وأما أن تقتص، فقال والله لا قبلت واحدة منها حتى
ألقى الله.، ، تختلج بغصة هذا الدمع ثورة موقف تكحل عين الثبات دعوة
نبي كريم يرفع يد الدعاء الى رب كريم : «صبراً يا أبا اليقظان، اللهم
لا تعذب أحداً من آل ياسر بالنار) هي بشارة كرامة عبرت على السراط
مفلحة منجحة ، وفي ملتقى آخر يراك تكوى بنار احقادهم المريضة فيدعو لك
بكرامة الهية الوجدان بابجدية قرآن عزيز يماثل بها جراح نبي كريم «يا
نار كوني برداً وسلاماً على عمار، كما كانت برداً وسلاماً على
إبراهيم» فلم تصله النار ولم يصله منها مكروه.نبي يرث المعنى متوهجا
في اوردة الغيب نبوءة جرح لتكون معيار شهادة تكشف للعالم هوية البغي ،
ويصبح الجميع راشدين أهل الخير بصلاحهم وأهل الغي بعروشهم السقيمة ،
فليدرك الجميع خطوات مناله : «ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم
الى الجنة ويدعونه الى النار». للقلم المجهد قيامته تهيجها عواصف
الجراح يحرض المعنى على ان يسقي الارض عسى وردا يفيض من معانيها شذى
منهج يعبق بالصلاح ،أمير المؤمنين عليه السلام جاء إليه ساعة مقتله
ووضع رأسه في حجره وقال:«إنا لله وإنا إليه راجعون إن إمريء لم يدخل
عليه مصيبة من قتل عمار فما هو من الإسلام بشيء» ثم قال عليّ عليه
السلام: «رحم الله عماراً يوم يُسأل فوالله فقد رأيت عمار بن ياسر وما
يذكر من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ثلاثة إلا كان رابعاً ولا
أربعة إلا كان خامساً. إنَّ عماراً قد وجبت عليه الجنة من غير موطن
ولا موطنين ولا ثلاث، فهنيئاً له الجنة فقد قتل مع الحق والحق معه
ولقد كان الحق يدور معه حيث ما دار فقاتل عمار وسالب عمار وشاتم عمار
في النار ، وعند هذا المعنى يبتسم القلم بنزيف يبارك الشهادة هدي
ورحمة