رسالة الى صديقي الشيخ محمد عبده

2021/02/07

لقد حدثتني كثيرا عن تلك الصدفة التي جمعتك بكتاب نهج البلاغة، وقلت انك رمته تسلية، لكن فحواه اسرك دون موعد وتمكن من هواك.. تلك اشياء صرت احفظها عن ظهر قلب يا صديقي العزيز، لكني اليوم صرت في ريبة من الامر، فدخولك الى نهج البلاغة واحتواؤك له لم يكن مثلما ارى مجرد صدفة، بل هو ابعد من الذي قلت، وعندي الادلة على ذلك، مع الاحتفاظ باحترامي لجهدك العظيم. 

فقد كانت الغاية مثلما أرى تريد ان تحافظ على البنى الفكرية التي انشطرت وتعددت اثر التباينات الملحوظة عند كل جيل حول شخصية هذا الجليل سيد الاوصياء.. حقيقة انا ابارك لك هذا الجهد شريطة ان لاتكون تلك التوافقية على حساب التاريخ لكونه أمانة في الاعناق يا سيدي الشيخ.. 

 لقد جاء في مقدمة شرح النهج إنك لم تتعرض لتعديل ما روي عن الامام علي عليه السلام عن مسألة الامامة أو (تجريحه) ولا أدري من أين يأتي التجريح، وأنت تقر انه اشرف الكلام، وأبلغه بعد كلام الله تعالى، وكلام نبيه (ص).. اليس هذا قولك؟ أم هو قولي؟ على كل حال لقد أقسمت انك لاتقصد في شرحك تأييد مذهب ولا تقصد مشرب!! وهذا يعني انك ستحتفظ بمصداقية ما ترويه مع البحث لتنقله الى الاجيال بهيبة توقيعك، لكني وجدت اشياء اذهلتني حقا في الشرح، لقد رويت واقعة الشورى مع حذف مالا يرضيك، والحذف هنا مذهب ومشرب!! ولقد غيّرت الكلام!! وقوّلت الامام ما لم يقل!! وللتذكير فقط انك قلت: أقبل عبد الرحمن بن عوف وقال لعلي بن أبي طالب عليك عهد الله وميثاقه لتعمل بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين من بعده.. فقال علي: أرجو ان افعل واعمل مبلغ علمي وطاقتي.. 

 سيدي الشيخ تلك مواربة ذكية من مواربات الاعلام المتعوب عليه، والمشتغل بعناية مركزة، فالامام علي عهد بالعمل على كتاب الله، وسنة رسول الله (ص) فلِمَ تناور في القول؟ و(مبلغ علمي) قالها بعد الرفض، وها أنت امام اي حدث تاريخي لايعجبك تقول (قالوا.. وروي.. وقيل) ولكن ما يعجبك لاتضع امامه تلك القال والقيل. 

 ها صديقي... ألم اقل لك انك ايضا صاحب غاية ومذهب وطالب مشرب.. أنا زعلان منك..

أخترنا لك
يقولون اسم هذه الكاتبة نور العيون

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة