تأمل في ثنايا بحث ادبي

2020/01/02


علي حسين الخباز كتبت 2-6-2011
تحت شعار الملحمة الحسينية الخالدة ملهمنا الثر لبناء مسرح الرسالة الحسينية العظيمة اقامت الامانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية المؤتمر التأسيس الاول لمسرحة الشعائرالحسينية للفترة من 13 ـ 14 / 11 / 2009م  شغلت الرؤيا المؤدلجة مساحة واسعة في تفسير ظاهرة التعازي الشيعية حتى اصبحنا نتداول تلك التفسيرات وكأنها تمثل واقعا فكريا وهي في الاساس تعتمد على فهم خاطىء يرى ان هذه الممارسة تعبر عن الندم العميق عند الشيعةوكأنهم هم عليهم تحمل مسؤولية الحدث المأساوي فهم من قتلوا الحسين في كربلاء وهم من يبكونه اليوم في عاشوراء تفسير فضيع ومؤذي ...وهذا ما جعل مسؤولية الناقد كبيرة عليه ان يدخل محاور ومفاهيم متنوعة تكون الرؤية الدينية والتاريخية والفنية من أجل خلق وعي لمقاربة تصحيحية ومثل هذا السعي يكون جهدا خلاقا يعيد لنا قراءة هذه الظاهرة بمعناها الحقيقي المبدع ـ وفي بحث (التعازي الشيعية بين الشعائرية والمسرح) للناقد (عبد علي حسن) نجد سعي حقيقي لعرض مرجعية عاشوراء التاريخية ومكوناتها الثقافية والنفسية والفنية .. فتلك المراسم شعائر الله وهي مرتبطة بمجريات الحدث العاشورائي المتضمن لعبر سطرتها المواقف الشجاعة وانتجتها رباطة الجأش ومثل هذه الرؤيا تتجاوز جميع المضمرات الايدلوجية الى مكون صيرورة عاشوراء تتمظهر في مظاهر عشق الله والاخلاص والفناء في الله والجهاد في سبيله .. فالدين القويم يمثل المرجعية الواقعية التي امتلكت مشروعية دينية ودنيوية وقدرات ابداعية صاغت قدراها التداولية عبر العديد من الممارسات .

 
مجالس العزاء ومحاضرات فكرية ووعظية واستنباط الموروث والصبر والتصابر والاخلاق ويفضح في خطاباته اساليب الطغاة في تعاملهم مع ائمة اهل البيت عليهم السلام .....واقامة مهرجانات شعرية ورثائية ومواكب زنجيل وكراديس لطم ومنشدين يرفعون شأن اهل بيت الرحمة عليهم السلام ...وكذلك مراسم اطعام وقراءة المقتل العاشورائي وتمثيل مشاهد الواقعة في الساحات العامة وفي الهواء الطلق ولأجل تعميق الرؤية النقدية والبحث في كوامن السبب االمتوهج يرى الناقد عبد علي حسن لابد من توضيح اهداف اقامة هذه المراسم كالاعلان عن شرعية النهضة الحسينية وتوضيح معناها وافقها المفهومي والغاية التي قامت من اجلها اظهار مظلومية هذا الامام (ع) وكشف قساوة ووحشية المد السلطوي والسعي لديمومة عوامل النهضة ولذلك نرى دراسة الظاهرة من كل جوانبها ستمنحنا المعرفة الكافية لتلك الاشكال والتقاليد الدينية والاجتماعية كانت عبارة عن مظاهر تمسرح اشكال ماقبل مسرحية ومثل هذا التشخيص الذي وصلنا وكأنه يعبرعن ظاهرة النكوص الفني اي عدم السعي لتطوير هذه الشعائر الى اشكال مسرحية متطورة كما فعلتها باقي الحضارات بتقاليدها الدينية ..ويرى الناقد عبد علي حسن ان هذه الظاهرة تكونت اثر خصوصية ايمانية لكون الرجل المسلم لايمتلك صراعات نفسية فهو لايمتلك صراعا مع الله ولا مع الدين وليس لديه تناقضات وانما يمتلك سلاما وايمانا بارادة الله وقضاؤه الذي لايرد والسبب الثاني هو عدم اكتشاف امكانيات اللغة المسرحية ...ومن ثم مكننا البحث من الحصول على الناتج الفكري كتقييم مؤثر بفعل التجربة الحضارية التي جعلت من تلك الشعائر كاستثناء لقاعدة الغياب المسرحي في المجتمع العربي الاسلامي كونها اعطـت الشكل الدرامي الوحيد ليبرز لنا شكل الصراع الحقيقي في هذه الشعائر هذا الصراع الذي منحها شرعية القبول كمأسآة وجدانية صراع الواقع الثابت التاريخي لمرجعية الواقعة بين المشروع الاسلامي الرسالي والعبث السلطوي صراعا مشروعا ... وبهذا يصبح اكتشاف المسرح عند الشيعة ناتج من مرجعية فكرية ومذهبية ودينية وجمالية عامة أي من فضاءات متميزة تنبثق عنها جملة التصورات التي ستكون بمثابة رد واضح لقول الدكتور محمد عزيزة في كتابه الاسلام والمسرح على ان الشيعة قد اكتشفت السرح لأنها مرت بتجربة الانفصال عن الدين وانها تعاني من الندم العميق لأنها مسؤولة بشكل ما عن مصرع الحسين عليه السلام لذلك أكتشفت الشيعة الشعور بالذنب وزفرات ضمير شقي حسب قوله ..أحس بالشفقة على هذا الجهل الاكاديمي اللامبالي بالبحث عن الحقيقة وربما يعود اللوم على الظروف السياسية والاجتماعية التي حرمت مثقفي الشيعة ومسرحيهم من تعريف الجهد الاكاديمي العربي والخوض في هذا المفهوم يجعلنا نقرأ الوقائع برؤى متنوعة ...والدكتور محمد عزيزة الصق بنا فلسفة التطهير ويعني ان الشيعة تريد ان تتطهر بهذا الشقاء من الذنب الذي اقترفته تلك والله محنة يعيش العالم العربي والاسلامي باغترابه عن قضية جوهرية .... وفعلا يشعر المتأمل انه يحتاج ان يدخل معنى ما يثيره عزيزة او غيره من اللذين تبنوا تفسيراته وفي حقيقة الامر لم يكن الشيعة بحاجة الى التطهير بل انهم بحاجة تعبيرية لرثاء الامام الحسين عليه السلام ....مواساة الرسول (ص) والبحث عن الجذر العاشورائي يتطلب منه البحث المساند التاريخية . فهو يرى ان من قدم من اهل الكوفة لحرب الحسين هم غير شيعة علي (ع) ثم يبحث في البؤر للمعنى كالخوارج والمروانيين وغيرهم من اصحاب المواقف المعروفة في عداء اهل البيت عليهم السلام ..والشيعة كانوا يعيشون التعسف والجور السلطوي المرير من سجن وتنكيل وقتل وتشريد ويذكر التاريخ العام للمسلمين عمليات زرع العيون والسيطرة على الطرق منعا لالتحاق الشيعة بالامام الحسين وجرائم القتل على التهمة ويحتفظ التاريخ باسماء زعماء الشيعة من الذين قتلوا والذين اعتقلوا في السجون ..هذه هي نقطة الارتكاز الجوهرية لقيمة التعازي خلقت اجواء معايشة وسعي مضموني يريد اخراجنا من الحياد الى المشاركة الفاعلة والبكاء وعي حضوري يتعلق بواقع شهد غياب المرشد .. الدافع لهدم العقبات وما ذنب الشيعة ان كان الدكتور محمد عزيزة وغيره يرى ان نهضة الحسين خروجا على الدين ...نحن كأمة بحاجة الى قراءة التاريخ قراءة سليمة والى استنهاض القيم الصحيحة لتدرك حجم الاسقاطات التي تعرضت لها موضوعة التعازي ومنبر المفاهيم التي راوغ افكارها ليعكس لنا مبدأ التطهير الذي لاعلاقة له بهذه الشعائر لكونها استلهاما للمنظومات القيمية المتعددة للخطاب الحسيني.... ولكي لاتبقى الدراسة في خضم التاريخي التفسيري وقد ذكر الناقد المسالك الحقيقية التي تم من خلالها استلهام المنظومة كالشكل الذي يتوفر فيه الصراع ـ الممثلين ـ الجمهور ـ ساحة العرض عناصر العرض المسرحي ... والذي كان السبب لعد هذه المظاهر فعلا مسرحيا ...والبحث لايراها كذلك بل شعيرة دينية ... امتلك الباحث الاداة المعرفية المثقفة والمختصة الى تحليل مهمة العرض الشعائري وعلل بقائها في منطقة اللاتكامل الفني كمسرح قائم الادآة ..كان اثرا قصديا يسعى لابقائه في مفهوم الشعيرة .وبهذا يصبح فخرا للجهد الولائي الشيعي اكتشافه شكلا دراميا يعبر عن حاجته الايمانية ووسيلة اضاءة للتراث الاسلامي المبارك ... فالشكل لتعبيري ممارسة الشيعة من قبل ان تعرف المسرح وهي لم تكن سوى مظاهر ما قبل مسرحية ويرى السيد الباحث ان بالامكان اعادة بناء عناصر تلك التعازي وفق التصورات الشكلية لآليات البناء المسرحي من اجل الاستفادة من المعطيات المعاصرة 

أخترنا لك
( الارغفة الشعرية )2

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة