ألف حالة إصابة جديدة تسجل في الموقف الوبائي للعراق .. ولنكتب
التاريخ للتاريخ ( يوم الجمعة في الخامس من حزيران سنة ٢٠٢٠ م ) ..
ماذا يعني هذا الرقم ؟ الف حالة للمرة الأولى منذ بداية الجائحة ..
هل فقدنا السيطرة ؟ وهل كان الوباء حقا تحت سيطرتنا أم أنها عوامل
أخرى جعلته يسير ببطء ويتم التعافي منه، كونه مثلا من الصنف الثالث
C الأقل فتكا بحسب تقارير طبية بهذا الشأن .
ألف حالة جديدة ماذا تعني مع واقع صحي أنهكه الواقع السياسي الفاسد،
وهنا ينبغي التمييز بين هذا الواقع وبين جهود الكوادر الطبية
والتمريضية التي لم تدخر جهدا في سبيل حفظ أرواح الناس ولو بالتضحية
بأرواحها ..
ألف حالة جديدة ماذا تعني في وسط اجتماعي ماتزال فئات كبيرة منه لا
تؤمن بوجود الوباء وتعتبره لعبة سياسية ( هذا ما أخبرني به صاحب
التك تك ) وهو يسخر من كمامتي ..
ألف حالة جديدة ماذا تعني لو أن الفيروس قد طور نفسه إلى الصنف
الأخطر من نوع A وبطريقته هو التي لا أستطيع تصورها وشرحها فلست من
المختصين بهذا المجال لكنني أسمع في الأخبار أنه الصنف الذي أبتليت
به دول أوربا وغيرها من الدول .
لنأخذ مثالا عن دولة بلغت فيها حالات الإصابة قرابة الألف حالة في
يوم واحد وهي واحدة من أشد البلدان تضررا بالوباء .. إنها إيطاليا
ولنلاحظ مالذي حدث فيها بعد بلوغ عدد الإصابات في سكانها هذا الرقم
مع ماتمتلك من إمكانات طبية كونها من الدول المتقدمة :
- اعتبارا من 1 مارس / آذار 2020، كان هناك 984 حالة
مؤكدة .
- بحلول 24 مارس، كان ما يقرب من 7000 شخص في مقاطعة بيرغامو قد
ثبتت إصابتهم بالإصابة بـ كوفيد-19، وتوفي أكثر من 1000 شخص بسبب
الفيروس - مما جعل بيرغامو أكثر المناطق تضررًا في جميع أنحاء
إيطاليا خلال الوباء .. ثم توالت الأيام لتعلن أن ايطاليا قد نكبت
بفقد الأحبة .
مثال آخر لدولة أخرى هي مصر، فقد سجلت ألف أصابة للمرة الأولى فيها
بتاريخ ٢٨ / ٥ / ٢٠٢٠ حيث تداولت وسائل الإعلام خبرا مفاده :"إن
البلاد سجلت 1127 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، وهي أعلى
حصيلة يومية تشهدها البلاد منذ بدء تفشي الوباء في العالم" ..
وعندما بلغ الرقم هذا الحد أثيرت عدة تساؤلات منها ما قاله استاذ
إقتصاديات الصحة الدكتور إسلام عنان : ( لماذا تخطت مصر حاجز
ألف إصابة بكورونا؟..) وهو تساؤل لم يصدر قبل هذا الرقم فلربما هو
يعني اتساع دائرة تفشي الوباء مما يعني عدم قدرة الدول على مواجهته
وإن كانت ذات إمكانات طبية متقدمة ..
هناك أمثلة كثيرة لدول بدأ انتشار الوباء فيها بالتسارع حين تخطت
حاجز الألف إصابة يوميا لكننا اخترنا النموذج الايطالي والمصري
كشاهدين ربما لاختلاف صنف الفيروس فيهما فكان الصنف القاتل في
ايطاليا والآخر في مصر ..لأن ما يهمنا ان الأرقام بعد الألف تكون
مرعبة .
ماحدث في العراق وبتخطيه هذا الرقم دعا الجهات الصحية إلى تكثيف
جهدها الإعلامي في التوعية بهذا الشأن فالإمكانات الطبية على حالها
ولابد من التوعية لتكون عاملا مساعدا .. ودعا أيضا الكثير من
المواطنين إلى تكثيف تصوير مشاهد الموت والجنائز وفقد الإحبة
تتخللها المناشدات والرجاء، وكانت المقاطع والمنشورات تستهل بعبارة
( الى الذين لايصدقون بوجود كورونا ) ..
ولأهمية الأمر وجه مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظلّه) الدعوة
الى رعاية الإجراءات الوقائية بعد تزايد عدد الإصابات بوباء كورونا
في العراق جاء فيها : " في هذه الأيام الصعبة حيث تزداد أعداد
المصابين بوباء (كورونا) في مختلف المناطق بصورة غير مسبوقة ـ ولا
سيما في العاصمة العزيزة بغداد ـ نتوجّه اليكم مرة أخرى لنناشدكم
وندعوكم الى مزيد من الحيطة والحذر، ونؤكد عليكم بضرورة الاهتمام
بتطبيق الإجراءات الوقائية التي توصي بها الجهات المعنية كتجنب
التلامس مع الآخرين والاحتفاظ بمسافة معينة منهم واستخدام الكمامات
والتقيد بغسل اليدين بالمواد المنظفة او تعقيمهما ونحو ذلك.
إن الالتزام الصارم بهذه الإجراءات ونحوها يساهم بشكل
فاعل ـ كما يقول أهل الاختصاص ـ في الحدّ من انتشار هذا الوباء
وتقليل عدد الإصابات به، ومن هنا فإن رعايتها يتسم بأهمية كبيرة
وبات أمراً ضرورياً لا يصح التساهل والتسامح بشأنه، ولا سيما مع ما
يعاني منه البلد من ضعف الإمكانات المتاحة لتوفير العناية الطبية
اللازمة للأعداد المتزايدة من المصابين التي تغص بهم العديد من
المستشفيات وغيرها.
إن الحيلولة دون انتشار هذا الوباء بأوسع مما هو
عليه في الوقت الحاضر مسؤولية الجميع مواطنين ومسؤولين ... " . وقد
صدرت دعوة المرجعية العليا في اليوم التالي بعد إعلان هذه الأحصائية
الجديدة ..
عندما بلغت الإحصاءيات هذا الرقم، علينا أن نكون أكثر حذرا .. وكل ما نعول عليه هو الوعي والإلتزام وعدم الإنصات لأصوات نشاز تثرثر بأن الوباء أكذوبة .. ولسنا نعلم هل أن صاحب هذه المقولة الفذة يعيش في كوكب آخر أم أنه قاصد لإثارة هذه الشبهة أم أنه أحمق دأبه أنه يريد أن ينفعك فيضرك