كتاب أدب الطف أو شعراء الحسين عليه السلام ، بأجزاءه العشر التي اعتنى بجمعها السيد جواد شبر ليقدم للتاريخ موسوعة أدبية ضخمة جمعت بين طياتها ما جادت به قرائح شعراء الامامية في حبهم وعشقهم للامام الحسين عليه السلام ولاهل البيت عموما ، وأرى أن في استعراض هذا الكتاب والتمعن به ونشر مضامينه رسالة يجب توجيهها الى كل من يظن ان الشيعة لا يحملون تراثا فكريا أو أدبيا أو أنهم لم يعتنوا - عبر تاريخهم - بالكثير من الفنون الادبية ، ولا شك ولا مراء بأن السياسات التي اتبعتها الانظمة السياسية الحاكمة قد فرضت واقعا يجانب الحقيقة ويغاير الواقع فأشيع ما يخرج الشيعة من دائرة التوجهات الادبية والفلسفية وسائر المعارف الاخرى ليصور للناس أنهم فرقة ضالة متخلفة صغيرة الحجم والرؤية ولا تمتلك أدوات الفكر بل أنها لا تعتني حتى بقضايا التفسير وعلوم القرآن .
لذلك ترى وحتى يومنا هذا أن الادب والبلاغة والتفسير وغيرها قد جيرت لصالح اسماء معينة اعتدنا على سماعها وهضمها منذ الصغر عبر المناهج الدراسية والاعلام الموجه المركزي .
نحن لانريد أن نبخس الشعراء والادباء والمؤرخين والمفسرين حقهم وجهدهم ، لكن علينا بيان أن التاريخ الذي كتب بأيدي وعاظ السلاطين وبأشراف حكام الجور والفتن قد ظلم التراث الشيعي وما غفى لحظة عن طمر هذا التراث حتى لايقال أن الشيعة اهل ادب وفكر وحتى لاتكون ابداعاتهم الفكرية مدعاة للتأمل والتسائل فضلا عن التفاعل مع مضامينها والذي قد يشكل هزة عنيفة تزلزل عروش الطغاة الذي قامت دولهم على أشلاء ودماء الشيعة طيلة 14 قرنا مضت .
علينا أن نعيد النظر في قراءة تراثنا الفكري والادبي والعلمي وتضمين منشوراتنا في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها بمضامين هذا الفكر المظلوم ولننصف أدبائنا وغيرهم المئات ممن اعتنوا بجوانب الحرفة الكلامية الابداعية على الأقل ليحظوا ولو بشيء مما حظي به شعراء الجاهلية او شعراء قصور الطواغيت .