تعميم الاحكام ووضع النسب

2020/07/09

يحلو للبعض عندما لاتنسجم ثقافته مع ثقافات أخرى أن ينتقدهم ويذمهم ويلصق بهم من التهم بما لا يتلائم والخلق الاسلامي الذي يفترض أن يكون المنهج والمرجع في التعامل .

ولعل تعميم الاحكام وو ضع نسب مرتفعة للمتهمين بمثلبة ما قد أصبح من الظواهر الكلامية الشائعة في مجتمعنا أقل ما يقال عنها أنها ظاهرة تنافي المروءة ولاتمت للخلق الاسلامي بصلة .

وقد لو حظ هذا الامر في الحوارات اليومية المباشرة وعلى صفحات التواصل الاجتماعي عند تناول موضوع معين ، فمثلا عند التطرق لموضوع عمليات السلب والنهب التي حدثت أثناء الغزو الامريكي للعراق نلاحظ هذه المقولة : ( 90 بالمئة من الشعب سرقوا ونهبوا ..... ) وكذلك عبارة : ( 90 بالمئة من الشعب جهلة ) و( 90 بالمئة لا ينفع معهم الا لغة القوة ) والكثير من هذه العبارات مضاف اليها عبارات تنتقص من قدر المجتمع العراقي الكريم وتنسبه الى الغدر والشقاق والنفاق ، مستشهدين ببقايا إرث حاقد مزيف عمد فيه الاعداء الى أن يكون ثقافة سائدة تقتل كل أمل لدى الانسان العراقي وتجعله يؤمن بأن عليا عليه السلام قد خصه بصفة الشقاق والنفاق وأن أسلاف هذا الشعب هم الذين تخلوا عن مسلم بن عقيل ع وقتلوا الحسين ع وهم الآن يبكون عليه وغيرها الكثير من المفاهيم الخاطئة التي لوحظ أنها راسخة في عقول البعض قلوا أو كثروا فهم مصدر مهم في نشر هكذا فكر هدام .

أتذكر ذات يوم انني اطلعت على تعليق لأحد مدعي الثقافة والتحضر يصف المجتمع العراقي بأبشع الصفات ( النفاق ) تحديدا ، وقد نال طرحه من الاعجابات والثناء ما لا يحتمل ، كنت اتابع الموضوع باهتمام حتى سأله أحد المتداخلين معه هذا السؤال : ( عزيزي استاذ فلان انت وضعت نسبة 90 بالمئة لمجتمع يتكون من 35 مليون إنسان وقلت أنهم منافقون ، وأنت من أبناء هذا المجتمع فمن أي الفريقين أنت من فئة المنافقين ام من المؤمنين ؟ فأن كنت من المنافقين فلا يهمنا رأيك وتقييمك وإن كنت من المؤمنين فعلى أي شيء استندت في استثناء نفسك وتزكيتها ؟ ) .

ثم أضاف : (وإني أستغرب من هؤلاء المعجبين بطرحك كيف ارتضوا لك أن تصفهم بالنفاق وتعمم حكما جائرا عليهم ويسكتوا عنك ؟ ) .

هذا نموذج بسيط لهذه الظاهرة التي أتمنى أن لا تكون ظاهرة بالمعنى الحقيقي ، لأنها ثقافة تهدم ثقة المجتمع بشخصيته ولابد من التصدي لها والتصدي لكل شبهة تنتمي اليها .

أخترنا لك
الفيس بوك وانفعالاتنا .

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف