مافيات الفساد والانتخابات القادمة

2020/07/09

لم يتبقى سوى أشهر قلائل تلك التي تفصل الشعب العراقي عن انتخاباته البرلمانية القادمة والتي ستتشكل بموجبها الحكومة  ، وسط اجواء من الامتعاض الشعبي من هذه التشكيلة الحزبية والتيارات والائتلافات والحركات التي أفرزت البرلمانات والحكومات السابقة .
ونتيجة لمخلفات ونتائج عملها الذي اتسم بطابع الفساد الاداري والمالي وسوء الخدمات وكثرة الصراعات والنزاعات ودخول البلد في دوامة الحرب مع داعش ، فقد تعددت السيناريوهات في أذهان المحللين السياسيين والطبقات المثقفة التي تعنى بالشأن العراقي حول ما ستؤول اليه نتائج الانتخابات القادمة وكيف سيكون شكل البرلمان القادم وهل سيكون بمقدور الشعب أن يغير تلك الوجوه بوجوه تجلب الخير للبلد ، أم أن الاحزاب والتيارات سيكون لها كلمة أخرى ستكون الفيصل بين الارادة الجماهيرية في تغيير الواقع وبين الارادة الحزبية في فرض وجودها كواقع مرير مرة أخرى .
وهل ستكون الانتخابات نزيهة من حيث فترتها الدعائية ومن حيث إجراءاتها الرسمية ؟ 
وهل سيكون للشارع العراقي ذلك الفعل المؤثر الذي يجبر الراسخون في السلطة على مغادرة عروشهم بطريق شرعي هو انتخاب الاصلح ؟ 
نحن أمام تحد كبير يفتح باب الشك على مصراعيه في كون الانتخابات القادمة ستغير تلك الوجوه لسبب واحد لا مراء في قوته وهو أن المافيات لن تستسلم ، ذلك لان من اعتاد على جباية خراج البلد بواقع ملياري القيمة لن يوفر جهده في سبيل الحفاظ على منصبه أو على الاقل البقاء ضمن دائرة السلطة بأي شكل من الاشكال .
نحن أيضا أمام صراع بين معسكرين الاول معنوي مليء بالشعارات والامنيات والعواطف والبساطة والحالم بعدالة الصندوق الانتخابي متمثلا بالشعب ، يقابله معسكر شرس مدجج بالحيل والمليارات والسلاح متمثلا بالاحزاب ، التي تنتظر مناصبها الجديدة بفارغ الصبر لتنقض على منابع التمويل في وزارات الدولة وتشكيلاتها وهيئاتها القديمة والمستحدثة .
ومما تجدر الاشارة اليه في معرض السيناريوهات المطروحة ،ذلك الحراك الحزبي الذي سيستغل فقراء العشوائيات وسيستغل فطرة البعض في عشقهم لرمز معين وسيستغل أزمة الثقة الطائفية وسيستغل كل شاردة وواردة في سبيل نيل ثقة نمط من الجماهير التي لا تشخص مصلحتها كما يشخصها الفطن الواعي ،لذلك سيصطدم أصحاب مشروع الخلاص بأعداد كبيرة من السذج والمنتفعين يكفي وجود أصواتهم لهدم كل مشروع اصلاحي .
لذلك - ولانتمنى ذلك - سنبقى في انتظار دولة المؤسسات والكفاءات كأمنية تتجدد كل أربع سنوات وكم أربع سنوات بقيت في أعمارنا وكل حزب بما لديهم فرحون ؟
أخترنا لك
هل نحن بحاجة الى اعلام مركزي ؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف