تكتظ مواقع التواصل الإجتماعي وتزدحم بشبهات وتساؤلات كثيرة
تستهدف المشاريع التي أنشأتها العتبات المقدسة منذ عام ٢٠٠٣ الى يوم
الناس هذا تقابلها ردود وتوضيحات وشرح مفصل وآخر موجز ليدحضها بالحجة
الواضحة والدليل الناصع، لكنها - الشبهات - على مايبدو تنشطر وتتكاثر
معلنة لحالة من التشويش المتعمد الذي جعل من إنجاز مشاريع العتبات
المقدسة أمرا غامضا بالنسبة للبعض الذي إعتاد ترديد مايقال دون ورع أو
تحقق من أصل هذه المقولات .
لو ألقينا نظرة خاطفة إلى حجم هذه الهجمة التي تستهدف العتبات المقدسة
ومشاريعها المنجزة ولنأخذ مثلا صفحات التواصل الاجتماعي فهي الوسط
الناقل الذي يتصدر المشهد الإعلامي لوجدنا أن حجم الهجمة كبير جدا
تقابلها ردود وتوضيحات على المستوى الرسمي وهي ردود ناهضة ومعتد بها
لما فيها من توثيق وشواهد وأدلة، ولكن .. هل أن كل من أثار الشبهات
ومن صدقه واعتقد به قد اطلع على الردود والتوضيحات ؟ وهل أن البيانات
الصادرة من الجهات المعنية والتقارير المصورة والواقع الملموس
للمنجزات هل هي بمتناول الجميع ؟ مع وجود جهات يزعجها أن تكون هنالك
مؤسسات ومشاريع تعمل بظل العتبات المقدسة الأمر سيكون عرضة للتشويش ..
ومع وجود البعض ممن يسهل استغفاله واستدراجه الى الامتعاض لمجرد
الامتعاض سيستمر التشويش وستبقى الهجمة .
هذا الكلام ينطبق على العتبات المقدسة بهذا العنوان، وينطبق على
مشاريعها فهنالك أجندات خاصة تستهدفها وتعمل جاهدة على إشاعة روح الشك
والريبة، وإن الاستغلال الأمثل لذلك هو في تضمين منشورات الفيس بوك
وتويتر وغيرهما من المواقع بأكاذيب وأباطيل تنتشر كالنار في الهشيم،
ولو افترضنا صدور أكذوبة معينة حول عمل العتبات المقدسة ومشاريعها،
سنجد لها صدى واسعا تعقبه تعليقات تصل إلى أرقام كبيرة ملحقة بالردود
المؤيدة لها .
الجهات التي تتبنى هذه الأجندات تستغل الوضع الاجتماعي والاقتصادي
والمعيشي بشكل خاص فتسلط الضوء على ( المرجعية الدينية والعتبات
المقدسة ) دون أن تتسم أطروحتها البائسة بالمصداقية وإنما هي خلط
للاوراق وتضييع للحقائق مستغلة بذلك فئة تجيد النقر على لوحة مفاتيح
الموبايل لتردد محتوى الاسطوانة المشروخة فالكلمات هي هي وإن اختلفت
التعابير وبعضها مستنسخ حتى بأخطائه الاملائية، كل ذلك يقابله ردود
معتبرة ومهذبة من الجهات المعنية والمهتمة بهذا الشأن لكنها وللأسف
لاتقابل الا باللامبالاة بسبب هذا الكم الهائل من الاكاذيب الذي أوصل
البعض الى حد التخمة منها والامتلاء .
مستشفى الكفيل التخصصي التابع للعتبة العباسية المقدسة والذي
افتتح في سنة ٢٠١٥، المشروع الأكثر عرضة للهجوم والانتقاد وقد سلطت
عليه الأضواء بشكل يدعو للدهشة حتى يخيل للبعض أنه المستشفى الوحيد في
العراق، نموذج لمشروع أعلنت عليه الحرب دون نظر لما قدمه خلال السنوات
السابقة، وقد اعدت له تهم جاهزة رددها من غفل عن النظر الى الحقائق أو
تغافل عنها .
لذلك سنطرح مجموعة من النقاط المهمة ونرفق مجموعة روابط لمواقع ومقاطع
فديو مرفوعة سابقا على اليوتيوب لعلها تنفع البعض للأفاقة من هذه
الغفلة التي وصلت الى حد الغيبوبة .
١ - النقاط :
أولا - بني المستشفى وجهز من خلال قسم المشاريع الهندسية في العتبة
العباسية المقدسة وبأموال الدولة العراقية بنسبة ١٠٠./. المرصودة من
تخصيصات خطة المشاريع الاستثمارية التي خصصت أموالها الدولة العراقية
للعتبة العباسية المقدسة عن طريق ديوان الوقف الشيعي، لا كما يتوهم
البعض أنها أموال الفقراء أو الحقوق الشرعية من خمس أو زكاة أو من
واردات الشباك الشريف أو النذورات .
ثانيا - أنجزت في المستشفى عمليات بلغ عددها ٤٥٠٠٠ عملية تقريبا بلغت
نسبة النجاح فيها ٩٦./.
ثالثا - سبب إرتفاع أسعار العمليات هو ارتفاع سعر الاجهزة المتطورة
اضافة الى انها تتطلب أموالا لقطع غيارها ولصيانتها هذا من جهة ومن
جهة اخرى هو نوع الاطباء المستقدمين من خارج المستشفى من العراق
وخارجه إذ أنهم متميزون ومختصون من جامعات عالمية فيذهب مانسبته ٥٠
بالمئة من مبلغ العمليات الى هؤلاء الاطباء .
رابعا - النصف الآخر من مبالغ العمليات التي يدفعها المريض يذهب
للمستشفى ويصرف في أربعة موارد :
أ - المقيمين والممرضين وهم بالمئات وتبلغ رواتبهم ( ٦٨٠ ) مليون
دينار شهريا .
ب - تغطية كلف اندثار الاجهزة وتبديل قطع غيارها ومصاريف المستشفى من
الماء والكهرباء وباقي الخدمات التي تقوم بجبايتها الحكومة المحلية في
محافظة كربلاء المقدسة وتبلغ أكثر من ٢٧٠ مليون دينار شهريا
.
ج - المورد الثالث هو تغطية تذاكر وتأشيراتوإقامة وحماية الاطباء
الاجانب المستقدمين من الخارج .
د - المتبقي لتغطية حاجة من يستطيعون مساعدتهم من المرضى الفقراء
والحشد .
خامسا - إن المتبقي من نصف الأرباح لايكفي لتغطية التخفيض فيتكفل مكتب
السيد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي بدفع
الباقي من الحقوق الشرعية والخيريات التي ترد إليه ( وليس من
أموال العتبة ) لأنها وقف ولايجوز شرعا صرفها في غير شأن الوقف
.
سادسا - الهدف من إنشاء المستشفى هو توفير خدمات طبية متميزة لم تكن
موجودة في العراق سابقا، وبذلك توفر على المرضى وذويهم ملايين
الدولارات التي تصرف في رحلات علاجية خارج العراق تضاف إليها مبالغ
السفر والإقامة .
سابعا - قدمت المستشفى خدمات طبية بقيمة ٣ مليارات دينار للقوات
الأمنية والحشد الشعبي بالإضافة الى مشروع (اطباء بلا اجور) وهو مشروع
خيري اطلقته المستشفى يسعى لمعالجة ذوي الدخل المحدود والساكني
في القرى النائية وفي جميع محافظات العراق وبالمجان وعلى يد أمهر
الأطباء المحليين والعالمين، ومشروع (القائمة المدعومة) والذي يتضمن
عمليات اطفاء الاجور عن الايتام بالكامل او نصفها او ثلثها عن الحشد
والفقراء والصرف مستمر لحد الان وقد بلغ حوالي (4) مليارات
دينار.