كتبت :  تبارك صباح
لموضوع الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) سمات إيمانية لا تحتاج إلى أدلة، كونها ولدت بالنص الرسالي المحمدي، وربما  هذا الأمر لم يكن مقنعا عند البعض الذي يقيس تلك المسائل الربانية قياسا فكريا دنيويا، ويطالبنا بالمصادر وكأنها اهم من الموضوع نفسه، بينما الحقيقة هناك وجوب الإعتقاد الإيماني بأن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه، فالحجة في أزمنتنا هذه هو القائم المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وهو الذي اخبرنا عنه النبي (ص) بإسمه ونسبه، وقال عنه: (انه يملأ الأرض قسطا وعدلا...)، وقد ولد لنا هذا الحديث عن طريق مصادر كثيرة يصعب إيرادها جميعا، مثل الشعراني في كتاب (اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر)، يقول الشيخ محي الدين: لابد من خروج المهدي (عج)، وأسهب الحديث عن أوصافه المحمدية، ومهمته الرسالية، وتجدها ايضا في كتاب ابن الاثير، وقد وردت ضمن فتاوي جلال الدين السيوطي في كتابه (العرف الوردي في أخبار المهدي)، والمطبوع ضمن كتابه الحاوي للفتاوي، وكذلك في مسند أحمد بن حنبل، وسنن ابن ماجه، وكتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان) للكنجي الشافعي، و(الفصول المهمة) لإبن الصباغ المالكي، وورد حديث: (يملأ الأرض قسطا وعدلا...) عن ابي سعيد الخدري، وحديث قيس بن جابر عن ابيه عن جده، ورواه حذيفة وورد في أحاديث ابن عمر، وابي هريرة، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، أليست هذه الطرق العامة، ام هناك شيء آخر سواها، رغم اختلاف يسير في التفاصيل؟
فالبعض يرى المهدي من بيت النبي، والآخر يراه من عترته، والثالث من ولده، مع تأكيد البعض على انه من ولد الحسين، ومع وجود الكثير من التفاسير القرآنية الواردة في هذ المجال وهي كثيرة ولأغلب علماء العامة مع ما هو مأخوذ ومقتبس من أئمتنا عليهم السلام مع ورودها عند بعض العلماء بأوجه مختلفة مثل إخبار النبي (ص) عنه، ونزول عيسى بن مريم والصلاة خلفه.
ويعتقد البعض ان هذه المواضيع شيعية بحتة، بينما المدارس المذهبية بأنواعها انفتحت على هذه الموضوعة بتفهم واع، وهناك من أورد (البرهان في علامات مهدي آخر الزمان)، مثل الكنجي وقد وردت في صحيح مسلم، وسنن ابن ماجة، ومسند ابن حنبل، وهكذا وردت في الكثير من المصادر مواضيع تخص الاعتقاد بالمهدي الموجود عند الشيعة لاغير. ولو بقي في غيبته عمر الدنيا فلن يكن القائم غيره، وقد ورد هذا الكلام في (الذكرى والوسائل والغيبة) للنعماني، وعند كمال الدين، والطوسي، ومسند ابن حنبل. وذكر امير المؤمنين علي (ع): ان للقائم غيبتين، وورد في بعض الروايات، تحت عناوين مستقاة من النبي (ص) وأخرى عن الإمام علي (ع) وذهب البعض الى إيرادها من سيدة نساء العالمين الزهراء (ع)... وللحديث تتمة.