فزتُ ورب الكعبة

2021/05/02

 في رمضان سنة اربعين من الهجرة استيقظ العالم على هتاف بين الأرض و السماء علا

 تهدمت والله أركان الهدى وانطمست النجوم  وأعلام التقى وانفصمت  العروة الوثقى قتل ابن عم  المصطفى (صلّى الله عليه وآله) قتل الوصي المجتبى قتل علي المرتضى، قتل سيد الأوصياء، قتله أشقى الأشقياء.
 صدق كلام رسول الله ووقع ما أخبر به زوج البتول . «... كأني بك وأنت تصلي لربك، وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة صالح فيضربك ضربة على مفرق رأسك، ويشقه نصفين ويخضّب لحيتك من دم رأسك»
ها قد انبعث اشقاها وضرب سيد الوصين وصهر النبي الامين ضربه على ام راسه تكاد السماوات أن يتفطرن منها وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً،
 نبع الدم العبيط من هامة الإمام وسال على وجهه المنير، وخضب لحيته الكريمة
 لم يفقد الإمام وعيه وما انهارت أعصابه بالرغم من وصول الضربة إلى جبهته وبين حاجبيه، فجعل يشد الضربة بمئزره ويضع عليها التراب، ، وعوضاً من التأوه والتألم والتوجع كان يقول (صلوات الله عليه): فزت ورب الكعبة! 
أنه قسم لو تعلمون عظيم ، قسم نطق به الايمان كله في بيت من بيوت الله.

لقد فاز الإمام واي فوز  اعظم من فوزه؟
لقد جاءه الأجل المحتوم بين يدي الله
وذكره بين شفتيه  وهو ساجد  في اقدس بيت من بيوت الله وفي أعظم شهر من الشهور واجله عند الله

لقد فاز امام الحق لأنه أرضى ضميره الحي فلم يخادع منذ بدايه حياته الى نهايتها وقد قتل على غير مال احتجبه ولا دنيا  اصابها ولا سنة  في الإسلام غيرها
لقد فاز أعظم فوز فقد أفاض عليه الخلود لباس البقاء ليكون مظهر للعداله وعنوان للحق ومثالا الانسانيه الكامله التي ارتقت سلم الكمال إلى نهايته
لقد فاز الامام واي فوز أعظم من ان يذكر
قرينا للحق والعدل وتذكر مبادؤه  المقدسه أعجوبة لقادة الفكر الانساني في جميع مراحل التاريخ
▪️عظم الله أجورنا وأجوركم في مصاب أبي الحسن المرتضى وجعلنا من شيعته الصادقين الصابرين....  

فاطمة السعيدي

أخترنا لك
صديقي الكتاب... (العويص)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف