القارئ المرحوم السيد أمين الحسيني.. رِحلة قرآنية من البصرِ الى البصيرةِ

2021/02/27

القرآن الكريم دستور الإنسانية، ومسلة الهية مليئة بالقوانين العادلة، كما أنّه مرآة للنفس وإستقراء للمستقبل، ومقياس للتصرفات السويّة، وهو الفسحة التي يطَّلع من خلالها المخلوق على رؤى الخالق العظيم، فضلاً عن كونه منجما للعلوم والبلاغة والأحكام الشرعية؛ لذا أكّد النبيُّ الأكرم محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم-  مراراً وتكراراً على أهمية تعلّمه وتعليمه، والغوص في أعماقه، والخوض في مضامينه، كما أكَّد أهلُ البيت - عليهم السلام- على ضرورة المواظبة على قراءة كتاب الله تعالى والتمعُّن فيه.. والكثير من الأحاديث الشريفة والروايات المباركة تثبت أنّ في قراءة القرآن والإبحار في علومه أجراً عظيماً، ومنافعَ جسديّة وروحيّة ومعنويّة كثيرة، وكلّ هذا الأجر وهذه المنافع تكون من نصيب الأنسان السليم المتمتِّع بكامل قواه الجسدية، فكيف بالإنسان الذي يعاني من نقصٍ جسدي ما؟ وماذا يكون جزاؤه على قراءة القرآن، بلا شك أجره سيكونُ مضاعفاً، وإذا كانت قراءة القرآن تقوّي البصر لدى السليم، فإنها تقوي البصيرة لدى البصير، خصوصاً إذا كان هذا البصير ليس قارئاً فحسب، وإنّما من حملة القرآن ومقرئاُ معروفاُ، كما هو السيد أمين الحسيني (رحمه اللهُ تعالى).
 ولد السيد أمين يوسف علي الحسيني في مدينة كربلاء المقدّسة عام 1910م، كفّ بصره منذ نعومة أظفاره، فلم يجد أنيساً له سوى قراءة القرآن الكريم، فدرس أصولَ التجويد وأتقن قواعد التلاوة، فأسندت إليه قراءة القرآن الكريم والتلاوة ورفع الأذان من مئذنة الروضة العبّاسية المطهرة.
أمضى سنيّ حياته في رحاب القرآن الكريم معلِّماً ومتعلِّما وقارئاً، حتى توفّي عام 1991م عن عمر ناهز الــ 81 عاماً، فشيّع تشييعاً مهيباً إلى مثواه الأخير في الوادي الجديد بمدينة كربلاء المقدّسة.
أخترنا لك
عطلةٌ رسمية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف