ماذا لو كان كريسماس هذا العام مُختلفًا؟

2020/12/31


بقلم: عذراء فاضل عذاب
     لو أنَّنا عُدنا قليلًا إلى أصالتِنا وعروبتِنا وقيمِنا الإسلاميةِ الحقيقيةِ، ولملمنا شتات أهوائنا، وتتبعنا آثارَ أهلِ البيتِ (عليهم السلام)، وجَعلنا كريسماس هذا العام مُختلفًا؛ بسبب مُزامنتِه الليالي الفاطمية..
     فلو مَرَّ بنا مرُّ المصائبِ وأُحاطنا غبارُ الشدائدِ لهرعنا إلى بيتِ السيّدةِ الزهراء (عليها السلام)، فلا نبرحُ حتّى تُقضى، ولا نسكنُ حتى نُشفى. أمّا الآن فهل سنهرعُ إلى ذلك البيتِ المُحترقِ ونُطفئه بما نحملُه من صِدقِ موقفٍ أم سيبقى منزلُ الوحي متوقدًا بالنارِ هذهِ السنةِ أيضًا؟
   هل إنَّ ذلك الأحمرَ الذي سيطغى على أضواءِ المُدنِ المُسلمةِ والبيوتِ الموروثةِ من قلوبٍ لم تخلُ من ذكرِ أُمِّ الحَسن (عليها السلام) سوف يُرجحُ على أحمرِ الدماء الطاهرة؟
    ماذا لو رَجعنا إلى مبادئنا، ولملمنا شجرةَ الميلادِ الخُرافيةِ من أعتابِ أبوابِنا؛ مواساةً لذلك البابِ الذي تلطخت أعتابُه بالدماءِ الزكية؟
   ماذا لو أبدلنا الأحمرَ بالسواد، وحلوى الميلاد بالثوابِ، ونشر الأهازيج بالعزاء؟
   فلو كانت بدايةُ عامٍ جديدٍ تقتضي كُلّ هذا الاحتفال لما بدأتِ السنةُ الهجريةُ بشهرِ المُصاب!
     فلنكتم نغماتِ أفراحِنا قليلًا فإنَّ الإمامَ عليًا (عليه السلام) مُتجوِّلٌ في الطُرُقاتِ حائرًا بينَ البيتِ المُخلِّفِ فيه الأيتام الذي اُطفئت فيه شُعلةُ الحُبِّ المُصابِ بصقيعِ الفراقِ وبينَ نورِ الجنةِ المُتلاشي تحتَ التراب..
    لو أنَّنا أغلقنا أبوابَ المنازلِ وجلسنا نستمِعُ إلى عبراتِه التي يُطلِقُها في البئرِ شاكيًا تشتُت الأهواءِ وضياعِ النفوسِ وفرطِ الوحدة..
 ماذا لو كانَ كريسماس هذا العام مُختلفًا؟
      ماذا لو حَدّثْنا أطفالنا عن سيّدةٍ صُفِعتْ في دارِها التي أُحرِقَتْ بابُها، وعُصِرتْ حتى تكسّرتْ أضلاعُها، وضُربتْ حتّى جلسَ أطفالُها يجمعون أجزاءَ أقراطِها المُنتثرةِ على أعتابِ الدار..؟!
     ماذا لو حَدّثناهم عن منزلٍ صغيرٍ يُشرِقُ منهُ نورٌ كبيرٌ يُضيءُ أزقةَ المدينةِ كُلَّ يومٍ، لم يردّ سائلًا أو يتيمًا، هو أمانٌ لكُلِّ فقيرٍ ومسكينٍ، يسكنُ فيه ستةُ أفرادٍ تسطعُ وجوهُهم نورًا. ثم جاءَت شِرذمةٌ من الذين انقلبوا على أعقابِهم وقيّدوا الأميرَ وضربوا أميرَته القادمةَ من الجنةِ حتى سقطَ جنينُها. ففرَّ أطفالهما بينَ نيرانِ الحقدِ المتوقّدةِ على أعتابِ الدارِ في ذلك الشَفَقِ الحزينِ ولا زالوا يفرّون؟!
     ماذا لو حَدّثناهم عن خُرافةِ (بابا نؤيل) وأنّهُ لا يُوجدُ رجلٌ يُحقِّقُ الأمنياتِ ويأتي بالهدايا سوى ابن تلك الأميرةِ المظلومة؟!
     ماذا لو حَدّثناهم عن ليلةِ الجُمُعةِ بأنّها ليست ليلة كريسماس التي تأتي بالهدايا، بل إنّها ليلةُ الإمامِ المهدي (عجل الله فرجه) القادمِ بالرحمةِ الإلهيةِ، لو أنّنا جهّزنا له الهدايا الروحانيةَ لوجدنا هداياه الخفيّةَ تسودُ العامَ الجديد؟!
أخترنا لك
#ليلة_القدر

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف