نرجس مهدي
حانت من قلبي إليها التفاته ، فرشت روحي على أعتابها ،
تساءلت عن حالها وعيني بالدمع ترنو إليها ، لا ارى لها أثر ؟
اين القبر ؟
ابحث في ارض المدينة عنها لمَ لا أجدها ؟!
هل من المعقول ليس لها قبر معلوم إبنة الرسول ؟
كيف ذاك ،حبيبة النبي وروحه التي بين جنبيه مفقودة الأثر ؟؟!
توجهت الى قبر حبيب الله أبحث في دليل قوله عن روضة الجنان بين قبره
والمنبر ، جلست هناك اتلمس الأرض وادقق النظر لم اجد لها أثر
!
يافضة الخير :أجيبي ما الخبر ؟!
عن زهرة الجنان اسأل عن سورة القدر ..
لمَ عف قبرها سراً ؟!
لمَ ليلاً دفنوها ؟!
لمَ كل تلك الحفر ؟!
أجابت : والدمع يحكي ماجرى وقلبها يترجم آهات ونار تستعر ؛
في نهار الحزن ذاك في البيت الصغير الذي حوى تفاحة الفردوس التي ليس
لها نظير ..
نعم ؛ بيت صغير ورماله الناعمة هي للأرض حصير ، ترينها حزينة ،نحيلة
قد فقدت قرة عينها وملاذها الكبير ..
اضرم الطواغيت نار حقدهم على باب الجنان ..
امتلأ البيت دخان !
عجباً المثل بيت الطهر هذا يُداس ويهان ؟!
واركانه تشهد بنزول آية الصلاة والأذان ؟!
انطوت قديسة العوالم خلف باب دارها ، تكلّم الاصحاب مابالكم ؟!
ماذا جرى ألا تخشون المآب ؟!
أجابها منافق يقود حفنة أعراب : سندخل الدار عليكم لا تكثري العتاب
.
دفع الرجس عليها بابها ، وملائكة الرحمن تلطم وتنوح لحالها..
سقط محسنها على التراب ..
صاحت من هول ماجرى الأفلاك ..
بعد أن غفت عين الرسول كشر عن انيابه النفاق..
وأنت يامسمار ؛ مالك وقلب عالم الأسرار ؟!
مارايت في قلب البتول ؟
أعرش الرحمن أم ملكوت ربي فصرت في ذهول ؟!
الله اكبر كسروا ضلع الوديعة !
من جحر أفعى نسجوا حبال غدر أسسوا حكم السقيفة !
ولسياط متنها ولطمها حكاية ، اخاف ان أرويها فتنطبق السماء على
الغبراء بمن فيها ..
فصارت الصديقة الطاهرة مغصوبة محنية ؟!
قديسة الأكوان شاحبة عليلة ؟!
مخلوقة من نورها الجنان ، معصوبة الرأس دموعها أريقت ، والحرمة من
بيتها أزيلت ؟!
على بابها يستأذن الرسول بالدخول ..ويهجم اللئيم عنوة على البتول
؟!
باب فردوس العلي العالي تضرم بالحطب ؟!
وقلوب محبيك تستعر فيها اللهب ..
لاتنطفئ قلوبنا حتى ظهور المهدي ، ليجتث أصل الظلم والتعدي ..
كلنا لذاك اليوم قلوبنا تحن ، وتبقى الى الحشر شيعتكِ يازهراء تَئِن .