مفكرة والدي

2020/12/26

 

للكاتبة (طوى علي)

في خطوات عُمري الأولى كنتُ كثيراً ما أرى أبي وهو يمسك كُراسه و يدون لا أعلم ما يُكتب لكن كان يبهرني كيف أنه يملأ الصفحة بالكلمات بقي هذا المشهد راسخاً في ذاكرتي و لم أنسَ مطلقاً مفكرة ابي ذات الغلاف الأحمر ، حين سار بنا قطار العمر الى محطة المراهقة اصبحت الورقة رفيقتي فأدون فيها كل ما يخالج صدري لكن لم يُخطر  لي مطلقاً اني أشابه أبي في موهبته ظننت أن ما اكتبه هو مجرد تفريغ لشحنات النفس ..

اسرع بنا القطار الى محطة الشباب و في بدايته كنتُ أحرق كل ما اكتبه خَوفاً من الاستهزاء بما اكتب حتى دونتُ خوفي في تلك الوريقات المحترقة بعد اشهر او ما يقارب السنة قررتُ أن أجازف أنا أشعر ان لدي القدرة على الكتابة لكن ما ان اطرحها في مجلس العائلة حتى يبدأ الاستهزاء بي اين انتِ من الكتابة؟؟!  فقررتُ ان لا اتكلم بعدها و ان اعمل فقط و الاهم ان لا أحرق اي كلمة ساكتبها فسرتُ في هذا الطريق و كتبتُ و كتبتُ واحتفظتُ بجميعها حتى وفقني الله و كتبتُ في عدة مواضيع  و التقيتُ بمن شَجعني و رافقني في طريقي حينها علمتُ ان مفكرة و الدي قد ورثتها مُخيلتي و ما زلتُ اسعى لتطويرها .

أخترنا لك
لقاء مع " الحاج عباس كريم عماش " والحديث عن مواكب الزنجيل في كربلاء

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف