مما يؤسف له أن أرى انحدار بعض من يتصفون بالعلم ، أو يصفون أنفسهم به . مع أني اعرف انهم ليس كذلك . فالسيد كمال الحيدري كنت استمع لبرنامجه مطارحات في العقيدة ، فكان الطرح جيدا وإن دل على أنهُ ليس وحده من يقوم بالإعداد لهذه المطارحات بل أن هناك من يهيأ له كل مفردات البرنامج وهم مجموعة من الشباب ممن كان وهابيا او سلفيا ثم استبصر، وأنا أعرف واحد منهم من البحرين ولي اتصال به لأنه من رواد صفحتي وأراني صوره مع الحيدري وهم يفترشون الكتب في مكتبه للبحث عن الروايات التي سوف يقوم بطرحها الحيدري من خلال برنامجه، لا بل اسمعني بعض الاشرطة الصوتية والفيديو والتي يبدو فيها الحيدري كأنه تلميذ صغير بين أيدي هؤلاء الشباب اليافعين الذين نبذوا الوهابية واعتنقوا التشيع .
ولكن وعلى ما يبدو أن الحيدري استغل هذا البرنامج لكسب جمهوره ومقلديه والترويج لمرجعيته خصوصا بعد أن سمعته يزعم في نفس البرنامج فيقول : ان الفقيه المجتهد يجب أن يكون عالما بكل العلوم. وهذا محال والسيد الحيدري يعلم ذلك لأنه يعلم أنه شخصيا ليس كذلك.
فبعد ان وصم الحيدري عقائد وتراث الشيعة بأنه مأخوذ من اليهود والنصارى والمجوس سمعتهُ اخيرا قبل أيام يطرح طرحا غريبا مريبا لا ينطق به عاقل ضد مذهبة وهو قوله : (اجمع علماء الشيعة على تكفير المسلمين ووصفهم بالكلاب والخنازير). هذا الكلام خطير جدا لأنهُ يعطي المبرر للمنحرفين ان يتخذوه ذريعة لتصفية حسابات قديمة مع الشيعة. والذي ازعجني أن اسمع شيخ وهابي يقول : (لم يترك لنا الحيدري صاروخا لنطلقه على الشيعة).
حسب اطلاعي وبعض الاتصالات من الاخوة المقلدين للسيد كمال الحيدري فإن الغالبية من مقلديه محرجين جدا من تصريحاته وحملاته الشعواء ضد المذهب. ومن اجل الاجابة على اسألتهم قررت أن اتريث وادرس الموضوع ، وبعد متابعات لأقوال العلماء وتصريحات الفضلاء من المذهب وكذلك متابعة تصريحات خصوم الشيعة من وهابيين وسلفيين وغيرهم واستماع جيد للفيديو ، وجدت أن الحيدري وفّر اجواء خطيرة للغاية ستؤدي إلى المزيد من العنف والدماء.
فبينما كان الشيعة هم المتصدين الحقيقيين الأوفياء لكل حركات التكفير وخصوصا السعودي الوهابي وأعطوا الكثير من الدماء الطاهرة لتحرير مناطق السنة قبل الشيعة، أصبح الوهابي اليوم يستشهد بكلام الحيدري من أن (جميع علماء الشيعة يقومون بتكفير المسلمين، وأنهم يرون المسلمين ادنى من الكلاب والخنازير).
لصالح من يتكلم الحيدري هكذا ؟ خصوصا هو مقيم في إيران ومن إيران يتكلم وهو يحمل جنسيتها لكونه مواطن من مدينة كاشان، ولهذا دلالات عميقة في وجدان اهل السنة خصوصا المتشددين منهم ، ألا يعلم الحيدري أن في إيران الكثير من الطوائف والاثنيات والقوميات والمذاهب وأن الأرضية الآن مهيأة جدا للأمريكان وإسرائيل ودول الخليج ان تقطف ثمار تآمرها على الشيعة خصوصا في لبنان واليمن وسوريا والعراق وباكستان وأفغانستان وغيرها من أماكن يتواجد فيها الشيعة المكشوفين من دون دعم إلا من الرب.
وهابي كتب لي مستبشرا : (وينك سيدة ايزابيل، تدافعين عن الشيعة
وهؤلاء علمائهم يعترفون بأن الشيعة هم من يقوم بتكفير
المسلمين).
فقلت له : يا أخي ، الحيدري لا يُمثل المذهب وهو شخص ابدى رأيه لا
سباب لا يعرفها أحد.
فقال الوهابي : لا . هو يُمثل المذهب وكان له برنامج من إيران
الشيعية يتكلم فيه ويستمع له المسلمون ويفرح به الشيعة .
فقلت له : يا اخي هل تؤمن انت بكلام الحيدري وان ما قاله صحيح
.
فقال: نعم أن كل ما قاله الحيدري صحيح وأنا اؤمن به
.
فقلت له : إذن انا استشهد ايضا بكلام الحيدري من أن الوهابية
والسلفية حركات تكفيرية تقوم بقتل وذبح كل من يخالفها الرأي.ثم
ارسلت له رابط فيديو فيه اقوال الحيدري بتكفير الوهابية والسلفية.
فارتبك وقال : لا هذا ليس صحيح.
فقلت له : لماذا كلام الحيدري على الشيعة صحيح وكلامه على الوهابية
التكفيرية ليس صحيح .
فشتمني وخرج.
أقول لكل من سألني وبكل صدق وإخلاص . تريثوا في التقليد وادرسوا
شخصية من تقلدوه فكثير من الذئاب ترتدي جلود الحملان. كما قال يسوع
المسيح : (لا تدينوا لكي لا تُدانوا، بالكيل الذي به تكيلون يُكال
لكم. لا تعطوا العلم للكلاب ، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير، لكي
لا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتُمزقكم. احترزوا من الأنبياء الكذبة
الذين يأتونكم بثياب الحملان ، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة.من ثمارهم
تعرفونهم . كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تُقطع وتُلقى في النار).(1)
فكثير من أتباع الأنبياء واصحابهم سقطوا بعد أن خدعتهم الدنيا ، فلا
نعجب من سقوط من هم دونهم.
المصادر:
1- إنجيل متى 7 : 1 ـ 19.