فالنتاين ، عيد الحب.

2021/02/06

في مخالفات صريحة للإنجيل وما جاء به يسوع حفلت المسيحية بأشكال ((البدع)) التي لم يرد فيها نص في الكتاب المقدس. ومع أن الكتاب المقدس شدد على ذم البدعة واعتبرها مهلكة مانعة من دخول الانسان للملكوت إلا أن بريق الذهب وجشع رجال الدين وسيَرهم في ركاب الملوك والأباطرة جعلهم لا يلتفتون إلى هذه التحذيرات الشديدة.

ففي رسالة بطرس الرسول الثانية 2: 1 قال : ((سيكون فيكم أيضا مُعلمون كذبةٌ،الذين يدُسون بدع هلاك)).

وفي رسالة غلاطية 5 : 20 قال : ((زنى عهارة نجاسةٌ دعارةٌ عبادة الأوثان سحر عداوة خصام غيرة سخطٌ تحزبٌ شقاق ـ بدعة ـ حسد قتل سُكر بطر إن الذين يفعلون مثل هذه الأمور لايرثون ملكوت الله )). فعد بولس البدعة من ضمن هذه الموبقات وجعلها مانعة من نيل رضا الرب والدخول إلى ملكوته .

أحد هذه البدع التي بدأت تتسرب أيضا إلى الأمم الأخرى التي ليس لها علاقة بالمسيحية اطلاقا هي بدعة ((عيد الحب أو عيد فالنتاين)) الذي يمر هذه الأيام والعجيب أن المسلمين من دون سائر الأمم يحتفلون به بشكل غريب ولا أدري السبب الذي يُسارع فيه المسلمون إلى تبني مثل هذه الأعياد التي لم تعترف بها الكثير من المذاهب المسيحية نفسها وتعدها من البدع الشيطانية.

فما هو هذا العيد ؟؟

في البداية نأخذ اشهر الكتب وادقها لكي تُعرّف لنا هذا العيد وهو كتاب سير القديسين فيقول فيه : ((لا نعلم الكثير عن القديس فالنتين، بالرغم من القصص الخيالية الكثيرة التي كُتِبت عنه. فقط نعلم أنه كان أولًا رئيسًا لدير، ثم صار أسقفًا مبشّرًا في راهيتا Rhaetia، ثم تنيّح ــ مات ــ سنة 440 م. دُفِن أولا في مدينة مايس Mais في تيرول، لكن جثته نقلت إلى ترنت Trent عام 750 ثم نقلت إلى باسو Passau عام 768. ثم نقلت كنائس عديدة رفاته وتقاسمت عظامه للبركة وما تبقى منه لازال في تيرول Tirol حيث لا يزال يُحتفظ بجمجمته وبعض عظامه في صندوق)) (1) فقد تم دفنه ونبشه اكثر من عشر مرات توزعت فيها عظامه على ارجاء المعمورة.

إذن هي قصة خيالية ليس لها علاقة بالدين ، ولكن مع ذلك فقد منحها آباء الكنيسة قدسية ورفعوا من شأن هذا الراهب إلى مصاف القديسين وعملوا له التماثيل والإيقونات التي تدر عليهم ربحا كبيرا واغلبهم لا يعرف من هو.

أصل العيد يعود للرومان حيث يحتفلون بعيد يدعى (لوبركيليا) في 15 فبراير من كل عام، وفيه عادات وطقوس وثنية ؛ حيث كانوا يقدمون القرابين لآلهتهم المزعومة، كي تحمي مواشيهم من الذئاب، وكان هذا اليوم يوافق عندهم عطلة الربيع؛ ولكنهم غيّروا هذا اليوم ليصبح عندهم 14 فبراير في روما في القرن الثالث الميلادي. وكثيرا ما تُصاحب هذا العيد عربدة وفسق لا مثيل له. كما نراه اليوم أيضا في أوربا . وعلى الخير أصبحنا نراه اليوم ايضا عند المسلمين.

في القرن الثالث بعد ميلاد المسيح، كانت النسخة المعدلة من المسيحية في بدايتها تتقاذفها الأيدي وتتلاعب بها الأهواء ، حينها كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور ((كلايديس الثاني))، الذي حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، لكن القديس (فالنتاين) تحدى هذا الحظر، وكان يُقيم عقود الزواج سراً للجنود، ولكن سرعان ما افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام، ولكن فالنتاين في سجنه قام هو بمخالفة الشريعة البابوية التي تُحرّم الزواج على القساوسة حيث وقع في حب ابنة السجان استريوس هو ضابط روماني كان مكلفا بحراسته ، وكان حبه سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان تكوين العلاقات العاطفية، فاستغل الامبراطور نقطة الضعف هذه فعرض عليه أن يعفو عنه على أن يترك المسيحية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له، إلا أن (فالنتاين) رفض هذا العرض فنفذ فيه حكم الإعدام يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير عيد (لوبركيليا) (2) فأطلقت عليه الكنيسة لقب قديس. وبما أنه أعدم في عيد لوبريكيليا حولت الكنيسة هذا العيد إلى عيد ديني واطلقت عليه اسم ((عيد القديس فالنتاين)) واهم طقوسه وعلاماته الوردة الحمراء ، وملاك صغير يحمل قوس ونشاب يطلقون عليه اسم ((كيوبيد)) ، وبعد علم الكنيسة بأن فالنتاين وقع في حب ابنة سجانه قيل لهذا العيد (عيد الحب) وذلك بعد مضي قرون على ذلك ، لكي لا يُعاب على القساوسة كسرهم للشريعة . ونظرا للاموال الطائلة التي تحصل عليها الكنيسة من هذا العيد تم توزيع عظام فلنتاين على اكبر عدد من الكنائس.

وأنا لا أدري لماذا خرافات الغرب عندكم دين يا شباب المسلمين . تقلدونهم في كل شيء ثم تقولون عنهم كفّار!!

المصادر
1- سير القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القديس الأنبا فالنتين الأسقف. 
2- قصة القديس فالنتاين - بقلم القس حنا منصور feter Saint Valentin c feter le jour de son deces ... donc

أخترنا لك
سألني عن تخصصي ؟!

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف