أخفى الرب (الساعة)، وتبعا للتفسيرات في الأديان والتي بعضها اجتهادات شخصية ، فإن الاديان اختلفوا في ذلك فمنهم من قال ساعة يوم القيامة ، ومنهم من قال ساعة خلاص البشر على يد قيادات دينية كبيرة . ومنهم من قال ساعة انتهاء الفترة الزمنية لهذه الارض ووووو والاقوال في ذلك متضاربة ، ولكن الذي نريد ان نعرفه هو أن هذه الساعة مجهولة بالنسبة لنا البشر كما أن الموت مجهول ، وسبب هذه المجهولية هي حتى يبقى الانسان مستعدا دائما ويبقى مترقب في كل ثانية ومع دقة كل نبضة قلب لحلول هذه الساعة إن كانت يوم القيامة او الموت او نهاية الأرض او خروج المصلح الموعود العالمي.
الأديان اتفقت على أن هذه الساعة مجهولة ومن ذلك ما نراه متطابقا في المسيحية والإسلام كآخر الأديان وهما المرشحان لقيادة العالم في نهاية المطاف ــ قيادة العالم ستكون من خلال دين التوحيد فليس من المعقول ان يكون شعار القيادة شخص مصلوب ــ
يقول يسوع لتلاميذه بعد أن سألوه عن تلك الساعة : (وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا الملائكة الذين في السماء ولا الإبن ، إلا الآب). (1) هنا تأكيد على ان هذه الساعة حتى الملائكة والانبياء لا يعلمون بها فقط الله هو الذي يعلم وقتها .
وفي القرآن يقول : (يسئلونك عن الساعة أيان مرسها قل إنما علمهما عند ربي).(2( باختصار مفيد كما قال يسوع لتلاميذه قال نبي المسلمين بأن علم هذه الساعة حصري بالله فقط.
يسوع المسيح بيّن ان هذه الساعة سيأتي فيها شخص يُطلق عليه (ابن الإنسان). وبما أن يسوع في نظرهم هو (ابن الله) فقد اخذ الجميع يتسائلون عن ابن الانسان من هو يقول يسوع موصيا اتباعه : (اسهروا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم.كونوا أنتم أيضا مستعدين، لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان).
شخصيتان سيأتيان وهما ربهم الذي هو حسب عقيدتهم يسوع المسيح وشخص آخر يُطلق عليه ابن الانسان. هذا كله يحصل في الساعة الأخيرة.
ونظرا لقرب حلول الساعة فقد قال لهم يسوع : (هوذا تأتي ساعة، وقد أتت الآن والقمر سوف يُطمس). (3)
وهو نفس قول الرب في القرآن المقدس : (اقتربت الساعة وانشق القمر).
(4)
وبطرس أشار للساعة على انها التي يأتي بها الأعور الدجال (ضد
المسيح) كما يقول : (أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أن
ضد المسيح يأتي). (5) واما يوحنا فقد بيّن لنا بأن الساعة هي التي
تحدث فيها (الصيحة في السماء) فيقول : (وخرج ملاك يصرخ بصوت عظيم قد
جاءت الساعة للحصاد، إذ قد يبس حصيد الأرض).(6)
من كل ذلك يتبين لنا أن الساعة المذكورة ليست قيام القيامة بل تتعلق بمجيء شخص قد عيّينهُ الرب مقدما ليُدين المسكونة بالعدل. (لأنه أقام يوما هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل، برجل قد عينه، مقدما للجميع). (7)
السؤال هو : من مِنّا مستعد للقاء هذه الساعة؟ خصوصا وأن الكتب السماوية حذرتنا بأنها سوف تأتي بغتة وان شروطها حلّت بمجيء الاسلام كما قال النبي : (بُعثت أنا والساعة كهاتين) او قول القرآن المقدس : (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها). (8) وهو نفسه الذي قال عنه يسوع المسيح : (هذا اليوم سيأتي سريعا الذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئا، والذي في الحقل فلا يرجع إلى ورائه ليأخذ ثيابه). (ويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام!ــ يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها).
كن مستعدا فلن تخسر شيئا ولا تكن في غفلة.
ملاحظة : قد يتسبب تهور الانسان وتفرعنه بحدوث مآسٍ مروّعة وكوارث ولربما خراب هائل ولكنه ليس مرتبط بالساعة لان ذلك أيضا ليس في أيديهم . الساعة هي الساعة وإن استعجل الانسان حلولها بوسائله الجهنمية وادواته المدمرة يقول الرب : (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم). الناس تسعى نحو الشر ولكن الرب الله لا يسمح به. لأنه يعلم لو سمح به لكان فيه الاجل والزوال.
المصادر :
1- إنجيل مرقس 13: 32.
2- سورة الاعراف آية : 187.
3- إنجيل يوحنا 16: 32 و إنجيل متى 24: 29.
4- سورة القمر آية : 1.
5- رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 18.
6- سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: 15.
7- سفر أعمال الرسل 17: 31.
8- سورة محمد آية : 18.