هل هو إله أم نبي مُرسل؟

2021/02/06

في موارد كثيرة من الإنجيل بيّن يسوع أنه مُرسل من الله ، وانه غير قادر على ادخال الناس إلى ملكوت السماء من دون موافقة الله الذي يرفع الناس مكانا عليّا في السماء فقال : ( لا يقدر أحد أن يقبل إلي إن لم يجتذبه الله الذي أرسلني). فقد أكد يسوع هنا على أنه غير قادر على فعل اي شيء غير هداية الناس لانه نبي مُرسل من الله وأن الله وحده القادر على ادخال الناس إلى ملكوته.

ولكننا نرى هذا النص مع الاسف يتغير بعد اسطر قليلة من نفس الاصحاح حيث تم استبدال كلمة (الله) بكلمة (أبي) لكي يتم ترسيخ أن يسوع ابن الله فيقول النص : (لا يقدر أحد أن يأتي إليَّ إن لم يُعط من أبي).(2)

ولمعرفة أسس الإيمان الذي يُدخل الناس إلى الملكوت الأعلى (الجنة) فقد بيّن بولص شرط قبول الله للمؤمن بأنه عليه ان يؤمن اولا بأن الله موجود وانه هو وحده الذي يُجازي على الافعال فقال: ( أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود، وأنه يجازي الذين يطلبونه).(3) هذا هو مدخل الإيمان الحقيقي لأي دين أن يؤمن الإنسان بأن الله موجود وأنه وحده الذي يُجازي العباد على أفعالهم وهذا ما قاله يسوع المسيح بكل وضوح : (وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته).(4)

فإذا كان يسوع يُعلن بأن الله الحقيقي واحد ، وان يسوع ما هو إلا نبيٌ مُرسل من قبله فعلى اي اساس استندنا في قولنا بأن يسوع هو الله؟؟

لماذا تركت المسيحية وصيته العظمى التي كان يُرددها على اسماع الناس ويبكي حيث كان يقول : (إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة ــ أدعوكم لما يُحييكم ـــ أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين، ودينونتي عادلة، لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الله الذي أرسلني. لأن الأعمال التي أعطاني الله لأكملها، هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الله قد أرسلني والآن علموا أن كل ما أعطيتني هو من عندك لأن الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم، وهم قبلوا وعلموا يقينا أني خرجت من عندك، وآمنوا أنك أنت أرسلتني).(5)

ثم وبعد رحيل يسوع المسيح جاء بولص ليؤكد هذه الحقيقة فيُبين أن يسوع إنما جاء لكي يفعل إرادة الله (ثم قلت ــ يعني يسوع ــ : في درج الكتاب مكتوب عني، لأفعل مشيئتك يا ألله . هنذا أجيء لأفعل مشيئتك يا ألله). (6)

فمع ان اصل الكتاب المقدس يذكر إسم الله ، وأن بولص الذي جاء بعد يسوع المسيح اكد على هذه الكلمة (الله) إلا أننا نرى الطبعات الأخرى وخصوصا العربية منها ابدلتها إلى كلمة (ابي أو الأب)، لتخدم غرضا معينا.

ومن اجل معرفة اسباب قيام المسيحية باستبدال كلمة (الله) إلى (الأب) لم نجد مصدر يتكلم عن ذلك في المسيحية واليهودية كلها ، فلجأت إلى القرآن الكتاب السماوية الذي فيه اخبار الأديان التي سبقته فرأيته يقول عن ذلك : (وقالت النصارى المسيح ابنُ الله ذلك قولهم بأفواههم يُضاهئون قول الذين كفروا من قبل . قاتلهم الله أنا يؤفكون، اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .. وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا). فتبين أن سبب ذلك هو الاحبار والرهبان الذين قاموا باستبدال كلمة (الله) بـ (الأب) ، فأطاعهم الناس.

المصادر: 
1- إنجيل يوحنا 6: 44 .
2- إنجيل يوحنا 6: 65 .
3- رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 11.
4- إنجيل يوحنا 17: 3.
5- إنجيل يوحنا 5: 28 . و 17: 7 ـــ 8. 
6- رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 10: 7 .رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 10: 9.

أخترنا لك
الصدوقيون وحربهم على الشيعة الناصرية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف