هل هي قضية عالمية كونية ؟

2021/02/06

قضية كربلاء ما زالت تتمدد على قدر مساحة الزمن الممتد أمامنا ولازالت تقضّ مضاجع الظالمين حتى باتت قضية الحسين اشهر من مآساة جميع الانبياء، لأن ثورة الامام الحسين هي من سقى شجرة الدين وجعلتها باسقة شامخة بعد أن احاطت بها فؤوس الظالمين.

هناك تصورات اثارت تساؤلات ولدتها قراءات معمقة لما حدث في وادي الرافدين وخصوصا في هذا البقعة من ضاحية بابل ـــ كربلاء حاليا ـــ وما جاورها هذا التساؤلات اثارها من نقبوا منذ البداية في بابل وسومر وآشور وربلا Ribla والذين اشاروا اشارات واضحة إلى واقعة تاريخية دونتها كل موروثات تلك العهود فلم يجدوا لها جوابا إلا بربطها في واقعة كربلاء حيث اجمع مستشرقون كبار هم كل من (أيردمن وشتريك ومايسنر) على أن ما حدث في وادي الرافدين من مناحات تشبهها كل مناحات وشعائر وطقوس الدنيا لأنه انطلق من هذه البقعة مع الهجرات الأولى من أور وبابل وسومر، فكانوا يتعجبون من مناحات المقدسة عشتار على اخيها تموز (اله سين ) فلم يجدوا لها شبيها سوى مناحات المقدسة زينب على اخيها المقدس الحسين وفي نفس البقعة التي جرت على مسرحهها تلك الاحداث ضاحية بابل.

ولعل الذي اذهل هؤلاء المستشرقين هو انهم وجدوا أن أب هذا المقدس الشهيد اسمه ايليا وابنه اسمه سين أو (اله سين) وأن المناحة كأنها لا زالت تتوغل في احزان آرام وشنعار على مر العصور ولفت انتباه هؤلاء المستشرقين كلمة لا زالت تترد على السنة العراقيين منذ آلاف السنين وهي كلمة (ويلاه واويلاه) التي ذكرتها المدونات الشنعارية على انها ندبة بإسم إيليا (علي) وبين (اله سين ) الحسين والتي تدل على مظلوميتهم فقد جاء سين الى بابل في شهر تموز، واعتقلته أبالسة الشر ومنعت عنه الطعام والشراب حتى مقتله يوم الاثنين يوم القمروهو مصير الأمام الحسين نفسه الذي قُتل ممنوعاً من الماء والزاد، في شهر تموز أيضاً، ويوم الاثنين وفي كربلانو التي يعني اسمها ضاحية بابل . 
يقول هؤلاء المستشرقون : صرخت المقدسة عشتار لمقتل المقدس سين، وبكت نائحة: ويلاه ويلاه، ويلي عليك يا ولدي وأخي سين. لقد اختلط دمك بالتراب، وعفّر وجهك الأرض. يا فتيات مزّقن جيوبكنّ، والطمن صدوركنّ. وبقيت صرختها حتى زمن حزقيال القرن السابع قبل الميلاد حيث نراها تلوح في مرثيته، ولا زال دويها مستمرا إلى يوم القيامة . في رأيي ان هذه القضية رشحت من مسامّ الأنبياء في حركة تبليغهم الرسالة للناس فلا يوجد نبي إلا ومرّ بما يشابه وقعة كربلاء على يد فراعنة زمانه، وهذا ما رأيناه يلوح وبكل وضوح في أقوال آخر نبي محمد عليه البركات حيث بكى على الحسين قبل مقتله وهو الدليل على ان الأنبياء قبله ايضا بكو على هذه المصيبة قبل حلولها خصوصا إذا قرأنا في بعض زيارات الحسين (عظمت مصيبتك على اهل السماوات والأرض). فإذا كان العرش يهتز لقطع صلة الرحم فما بالنا بصلة رحم اعظم الانبياء وبهذه الطريقة الوحشية المأساوية التي لم يجر مثلها إلا على يوحنا الذي قطعوا رأسه ووضعوه في طست واهدوه إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.
فلا نعجب إذا اطلقوا على العراق أرض الآنبياء ، فلماذا مرّ كل الأنبياء على أرض العراق؟ ‏

تنزيل (8)

أخترنا لك
سؤال وجواب

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف