الشكر للاخ ماجد المهدي على هذا التحقيق الرائع.
.....
التوفيق لا ينطلق إلا من قاعدة متينة راسخة اهم مرتكزاتها الدين
والثقافة المتنوعة التي تخوّل صحبها ان ينطلق في عالم المعرفة فيضع
للناس كل ما من شأنه أن يرتقي بهم نحو التكامل.
هاتان المفردتان من أهم ما يعتمد عليه الكاتب في (الفتق والرتق).
(1) العلمي لأن الدين يُحيط الموضوع بالتقوى . والثقافة تؤطره
بالوضوح. واما ما عدى ذلك فقد ابتلينا به في عالم التواصل الاجتماعي
الذي سمح لكل من هب ودب أن يتطفل على ما ليس له قدرة على نواله فوقع
الناس في حيص بيص واصبحوا يتخبطون في فوضى عارمة.
ماذا تقول لشخص يقول لنبيٍ شجاع جرئ قوي امين (تُخرج بني إسرائيل
لتُضلهم وتُفسدهم) وماذا تقول لشلخص يقول لنبي مسالم صادق (يسوع
الكذاب الذي يتعلم من بعلزبول). (2) وماذا تقول لشخص يقول لأكرم
الخلق واصدقهم واعدلهم (اعدل يا محمد).
هناك الكثير من هؤلاء الناس وفي مختلف الأديان وهم سبب البلاء الذي
اصاب كل دين او فكر او نظرية.
ما اريد ان اقوله هو ان هناك عقول تُفكر ، فما عجزت عن تفسيره
المسيحية مثلا قام به احد الاخوة الكرام وهو الاخ ماجد المهدي الذي
كتب معقبا على موضوع قتيل شاطئ الفرات فوضع الموضوع التالي :
اختي الفاضلة ايزابيل باركك و اسعدك الله سبحانه و تعالى
.
اختي الفاضلة ايزابيل . لقد وقعت بين يدي مصادفة مقالة (قتيل شاطئ
الفرات) الرائعة التي تفضلت بكتابتها و انا لدي نفس الشغف الذي قادك
للبحث و القراءة في هذه العلوم الاهوتية و عندما قرأت مقالتك هذه
استوقفني اسم المدينة ( كركاميش) على انها تعني مدينة كربلاء و
اعتقد اني توصلت لحل هذه المسألة ان شاء الله سبحانه و تعالى.
لقد لفت انتباهي عدة اشارات و تلميحات قد تساعدنا في اثبات ان الاية
المذكورة في الانجيل في سفر يهوديت و التي تذكر الذبيح على نهر
الفرات هو الامام الحسين عليه السلام و نظرا لان معلوماتي محدودة
جدا حول تاريخ و خفايا و تفسيرات الكتاب المقدس الانجيل فلابد ان
اعرض عليك هذه الاشارات و التلميحات لاعرف مدى حجيتها و مصداقيتها
عند المحاججة بها لان الواحدة ستقودنا الى الاخرى الى ان تكتمل
الصورة عندنا .
1- الايات التي ذكرت الذبيح في سفر يهوديت تذكر ان نبوخذ نصر انتصر
على ارفشكاد بمعركة في منطقة (رعاوي) قرب دجلة و الفرات و لكن
العجيب ان التوراة تقول ان نبوخذنصر ملك اشور و انه كان مالكا
لمملكة نينوى و لقد ذكر هذا الامر عدة مرات مع اننا نعرف ان نبوخذ
نصر هو ملك بابل و ليس ملك اشور فهل معقول ان الله سبحانه و تعالى
لا يفرق بين ملك اشور و ملك بابل .
2- المنطقة التي دارت بها تلك الحرب هي صحراء ( رعاوي ) و هي تقع قرب نهري دجلة و الفرات و نهر اخر اسمه ياديسون ( وجدت ان كلمة رعاوي هي نسبة الى احد ابناء اسحاق و اسمه ( رعو ) و ذكر ان اسحاق تزوج رفقة بنت باتور و ولدت له ( عيسو ، صفو ، رعو ) و سكن رعو صحراء رعاوي وقرب طريف و تزوج سولافة ... ) و هي اي رعاوي كما تشير المصادر منطقة صحراوية تقع ما بين بحيرة الرزازة قرب كربلاء و منطقة ( طريف ) في السعودية و من ظمنها منطقة ( عرعر ) و كما ان قبيلة ( الشوايا ) و هي من القبائل العراقية (مثلا فلان الفلاني الشاوي ) ﻻ يزالون يسكنون تلك المنطقة و يقال انهم من نسل رعو بن اسحاق !!
3 -بالنسبة لنهر ياديسون فهو كما تذكر بعض المصادر انه يعبر من قناة صغيرة تسمى بلابوكاس كانت تنبع من عين دخنة المتفرعة من بحيرة الرزازة في كربلاء و كان هذا النهر الصغير يخترق صحراء رعاوي و يمر بقصر الاخيضر ليصل الى سكاكا ثم تبوك و يصب في وادي ثرف. و هذا ما تذكره بعض المصادر على انه يوجد مكان قرب كربلاء يسمى ( نينوى) اليس هو نفس اسم المدينة او المملكة العظيمة التي ذكرت في سفر يهوديت ؟؟!!
ومن المعلوم إن قرية كربلاء القديمة كانت ترتبط برستاق نينوى من طسوج مدينة سورا التي تجاور مدينة بورسيبا (برس) تقريبا وتقعان على نهر الفرات ، وكان النبي ابراهيم الخليل (ع) قد ظهر فيها وكذلك في مدينة سورا والفلوجة السفلى « الكفل وما جاورها ». وهذه المناطق الثلاث متجاورة وأصبحت المساحة التي تنقل فيها النبي إبراهيم (ع) بما فيها حدود مدينة النجف الحالية لنشر دينه الذي يعتمد على وحدانية ألإله الواحد ألأحد ، قبل أن ينتقل إلى الشام وثم إلى مصر، وإلى الجزيرة العربية .
4- قاموس الكتاب المقدس نفسه يقول ان نهر بلاكوباس ( يقال انه نفسه نهر الكوفة) ربما هو رابع انهار الجنة الاربعة و هو نفسه نهر فيشون و على اساس انه يصب في شط العرب موقع جنة عدن .
5- لفت انتباهي ان كلمة (كركميش) و تعني حصن كميش و كميش هو اسم
لاله تلك المنطقة تم ذكره في نصوص ( ابلا) التي وجدت في كركميش اي
جرابلس الان لو انتبهنا الى الاسم و معناه المدينة اسمها كركميش و
النصوص منسوبة لمكان او شخص او اي شيء اسمه ( ابلا ) اصبح لدينا
ثلاث مقاطع ( كر ) ( كميش ) ( ابلا ) لو دمجنا الكلمتين تصبح (
كرابلا ) و هي كربلاء المعروفة و حتى لو اخذنا ( كر كميش ) فكميش هو
اله يعبد اي متن معنى الكلمة هو ( حصن الاله ) و ما هو حصن الاله
الا هو المصلى او المعبد اي بيت الله و الان ما هو اسم كربلاء الا
(حصن الله ) او ( مصلى الله ) فكل التفاسير تقول ان اصل كلمة كربلاء
هو ( كرب ايل ، كرب ايلا ، كربلة ..... ) و حتى ان كلمة ( كر ) و (
كرب ) تكادان تكونان واحدة و على الاكثر مصدرهما واحد و الباء اما
مضافه هنا او مهمله هناك و هذة الحالات طبيعية جدا و اكثر من ان
تحصى .. اعتقد اني قد اوضحت الاشارات و التلميحات التي استطعت
الوصول اليها خلال الفترة القليلة لاني لم تمضي علي ربما اكثر من 24
ساعة بقليل منذ ان قرأت مقالتك الرائعة حول الذبيح على نهر الفرات
... ارجوا اكون وفقت في بيان ما توصلت اليه و الله يوفقنا جميعا لما
يحب و يرضى.
ارجوا التفضل بقبول خالص الاحترام و التقدير.
المصادر والتوضيحات :
1- لا اعني الفتق والرتق بمعناهما المتداول. وانما اقصد به تقويم
الكلام وتوسعته وفصل أطرافه عن بعضها للوصول إلى قلب المعنى المراد
، والرتق هو سد الذرائع عن طريق احكام الموضوع.
2- بعلزبول تعني الشيطان ويقصدون أن كل ما يقوم به يسوع من معجزات
كان بوحي من الشيطان. كما نقرأ في إنجيل مرقس 3: 22 ( وأما الكتبة
فقالوا: إن معه بعلزبول! وإنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين).