مقتطفات من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11: 20 (ليتكم تحتملون غباوتي قليلا! وإن كنت عاميا في الكلام، اقبلوني ولو كغبي، ولا عجب.الذي أتكلم به لست أتكلم به بحسب الرب، بل كأنه في غباوة، فإنكم بسرور تحتملون الأغبياء، إذ أنتم عقلاء! لأنكم تحتملون: إن كان أحد يستعبدكم! إن كان أحد يأكلكم! إن كان أحد يأخذكم! إن كان أحد يرتفع! إن كان أحد يضربكم على وجوهكم! على سبيل الهوان والمذلة).
هذا الكلام البائس الذي يُريد بولص تسويقه لبسطاء الناس حتى يحتملوا الحاكم الظالم ويُطيعوه على ظلمه ولا يعترضون عليه حتى وإن ضربهم وصادر اموالهم . كلام بولص هذا وجدت مثله عند المسلمين في حديث غريب عجيب ايضا يدعو إلى الذلة والهوان والمسلمون تقبلوه بكل رحابة صدر كما يقول بولص بكل سرور.
الحديث ورد في اصح الكتب بعد كتاب الله ، صحيح مسلم والبخاري. تقول الرواية ينسبونها لنبيهم : (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهُداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جُثمان إنس . قلت : كيف أنصعُ يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع وتُطيعُ للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع).(1)
و عن سويد بن غَفَلة قال : أخذ عُمر بن الخطاب بيدي فقال : (يا أبا أمية اتق الله ربك وأطع الإمام وإن كان عبدا حبشيا مُجَدّعا ، إن ضَرَبك فاصبِر ، وإن أهانك فاصبر ، وإن أمرك بأمْرٍ يُنقِص دِينك فقُل : طاعة). ولذلك نرى عبد الله بن عمر بن الخطاب عندما قيل له : أن يزيد بن معاوية اصبح عليك خليفة ؟ قال : (إن كان خيرا رَضِينا ، وإن كان شرا صَبَرْنا). (2)
هذه مدرسة تُعلّم أتباعها الخنوع والذلة والانكسار وطاعة الظلمة والصبر على الفاسقين والمنافقين وأن يُصلّوا وراء الفاجر حتى وإن ضربوهم وسلبوهم اموالهم او على قول عمر بن الخطاب : وإن ضربك فاصبر ، وإن أهانك فاصبر ، وان امرك بالكفر فقل : طاعة . فهل هذه المدرسة تستحق الاتباع والدراسة فيها.
إذا كانت الاحاديث النبوية تأمركم بالسكوت والصبر على الحاكم الظالم
حتى لو سلب اموالكم واهانكم وضربكم ، وامركم نبيكم بالصلاة خلفه كما
فعلتم مع الحجاج بن يوسف. فلماذا لا تُطبقون ذلك مع حكامكم اليوم في
بغداد المالكي والجعفري والعبادي مع انهم لم يضربوكم ولم يسلبوكم بل
اعطوكم ثروات الجنوب وفضلوكم على انفسهم فلماذا تنقلبون عليهم
وتخرجون عليهم بينما احاديثكم تقول لا يجوز الخروج على الحاكم
الظالم.
ممكن تفسير؟
المصادر :
1- صحيح مسلم ج6 ص 20.
2- كتاب السنن الواردة في الفتن بن سعيد المقري الداني حديث رقم
145.