هل سنِّ يسوع صياما ، ومن الذي شرّع له الصيام؟

2021/02/06

لم يسن يسوع صوما في شريعته فقد كان ينتظر امر السماء ان تٌشرّع له الصيام ولذلك نرى نصوص الإنجيل تقول بذلك فقد جاء إليه الكثير من اتباعه واتباع يوحنا قائلين له : (لماذا نصوم نحن كثيرا، وأما تلاميذك فلا يصومون؟) وفي نص آخر قالوا : (لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيرا وأما تلاميذك فيأكلون ويشربون؟). (1) فماذا كان جواب يسوع ؟ (فقال لهم يسوع: هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا ما دام العريس معهم؟ ولكن ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون).(2)

تفسير هذا القول : لماذا لايصوم هو واتباعه ، بينما اتباع يوحنا واليهود وغيرهم يصومون فقال لهم يسوع : بأنه ما دام موجودا بينهم فلا داعي للصيام ولكن عندما سوف يرحل عنهم وجب عليهم ان يصوموا.
ولكن فجأة ينزل تشريع الصيام ولكن ليس من الله ، بل من إبليس ، حيث جاء ابليس وسحب يسوع المسيح إلى البرية ليختبره كما في نص متى (ثم أصعد يسوع إلى البرية ليجرب من إبليس. فصام أربعين نهارا وأربعين ليلة). (3)

الغريب أن مرقس ولوقا في إنجيليهما انكرا ان يكون يسوع صام بأمر الشيطان فحذفا كلمة (صام) ولم يذكراها كما نقرا في نص إنجيل مرقس 1: 13(وكان هناك في البرية أربعين يوما يجرب من الشيطان). اختفت كلمة (صام !!).

وكذلك لوقا ايضا حذف كلمة صام كما نقرأ في إنجيل لوقا 4: 2 (أربعين يوما يجرب من إبليس. ولم يأكل شيئا في تلك الأيام. ولما تمت جاع أخيرا).

وعلى الرغم من انكار مرقس ولوقا لصيام يسوع بأمر إبليس إلا أن المسيحية لا زالت متمسكة بقول متى من أن الصيام إنما تم تشريعه بناءا على رغبات الشيطان الذي حاول ان يختبر يسوع فأمره بالصيام أربعين يوما. ولازلنا نحن متلزمون بهذا الصوم الذي يُخالف حتى صيام الشيطان حيث ان يسوع صام اربعين يوما من دون طعام او شراب كما يقول النص : (فصام أربعين نهارا وأربعين ليلة لم يأكل شيئا) ولكننا اليوم نصوم بالامتناع عن الدهون واللحوم فقط ولكن جاز لنا ان نشرب العصائر وناكل الفاكهة ونُدخن ونمارس الجنس ونشرب الخمر ونحن صائمون.

المصادر والتوضيحات : 
1- إنجيل متى 9: 14.
2- إنجيل لوقا 5: 33. الغريب ان مرقص يخالف متى في إنجيله ، يقول متى بأن يسوع قال : (هل يستطيع بنو العرس ان ـــ ينوحوا ــــ ما دام العريس معهم). بينما مرقص حذف هذه الكلمة ــ ينوحوا ــ وكتب مكانها ـــ يصوموا ـــ كما في إنجيل مرقس 2: 19(هل يستطيع بنو العرس أن يصوموا والعريس معهم؟).
3- إنجيل متى 4: 2.

أخترنا لك
منصب البابا بين السيمونية الخفية ، والرشوة العلنية .وما خفي كان اعظم !

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف