قبره في العراق وكأنه يُريد ان يُحشر من هذه البقعة التي سوف تقوم عليها مملكة لن تنقرض . دانيال.
لم يعترف احدٌ بدولة اسمها إسرائيل ، إلا الدول التي تنتفع من وجود
هذا الكيان في هذه المنطقة المهمة من العالم ولذلك لا تجد لها
سفارات كثيرة في العالم وكذلك لم تكن إسرائيل تعتبر نفسها دولة حتى
يوم الأمس عندما اعلن المجلس القومي الديني الأعلى في إسرائيل بأن
إسرائيل دولة لكافة اليهود في العالم وان عاصمتها القدس وأن اللغة
الرسمية هي العبرية. هذه الاعلان الخطير الذي لربما يمر على البعض
مرور الكرام هو بداية احداث جسيمة سوف تمر على العالم بسبب هذه
الدولة اللقيطة التي ستكون سببا في اقتراب يوم الدولة
العالمية.
نبوخذ نصر تنبأ بقيام هذه الدولة العالمية على ارض بابل التي تشمل
العراق حاليا وبعض الدول المجاورة ولذلك يُعتبر سفر دانيال من اصح
الاسفار في التوراة مع انه قصة وليس وحيا إلا ان رؤيا دانيال
ونبوئاته انطلقت من وحي نبي الرب (دانيال).
لقد كان الاعتقاد الشائع لدى كل الأنبياء بأن يوم الخلاص قريب جدا
وان الرب ادّخر رجلا ليوم عينه مسبقا يُدين المسكونة به مع شخص آخر.
ولذلك ترى أن كل البشارات التي جاءت على لسان هؤلاء الانبياء تتكلم
عن موعد قريب جدا ولكن لأمرٍ ما كان الرب يؤجل ذلك . ولربما كان
الناس يتعاملون مع هذه النبوءات وفق القياسات الزمنية الأرضية ،
بينما الرب يتعامل معها وفق مقاييس الزمان الماورائية التي يكون
فيها اليوم عند الرب كألف سنة كما جاء في الكتب السماوية (1) ولذلك
نرى أن دانيال هدد نبوخذ نصر بهذا (القائم) القادم ومن هنا ثارت
ثائرة الملك ا لجبار وامر بإلقائه في جب الأسود.
وفي جب الأسود زاره هذا الشخص (القائم) وتكلم معه وكشف بصره ليرى
شخصين يقفان على حافتي نهر الفرات كل واحد يقف على ضفة وتكلم معهم
دانيال وسألهم ولكن شخصا واحدا اجاب وهو كما يبدو الشخصية الأهم في
قضية يوم الخلاص .
خرج دانيال من الجب بعد ان خاف الملك منه لما رآه من تصاغر الأسود إليه وركوعها بين رجليه ، فقام دانيال بتهديد نبوخذ نصر البابلي الجبار وهو في اوج قوته قائلا له كما في : سفر دانيال 2: 46 ((ليكن اسم الله مباركا يعزل ملوكا وينصب ملوكا يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبدا، وملكها لا يترك لشعب آخر، وتسحق وتفني كل هذه الممالك، وهي تثبت إلى الأبد )).
فماذا يحكي لنا دانيال عن رؤياه ؟
في نص يعضد ما جاء في الإنجيل عن شخصية (يسّي والقائم) تكلمت
التوراة على لسان النبي دانيال حول هاتين الشخصيتين وركزت على
القائم اكثر حيث ابتدأ هذا الشخص الروحي الذي زار دانيال في الجب
يقول كما في كما في سفر دانيال 12: 1 ((وفي ذلك الوقت يقوم ميخائيل
الرئيس العظيم (القائم )، ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلى
ذلك الوقت. وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون،أما أنت يا
دانيآل فأخف الكلام واختم السفر إلى وقت النهاية)).
مما تقدم اعلاه نفهم ان قضية (القائم) قضية عالمية كانت معروفة منذ زمن سحيق قبل نبوخذنصر وانها سوف تقيم دولة عالمية وان الكثير ممن كان يتمنى أن يكون جنديا مع هذا القائم سوف يخرجون من قبورهم وهم من اخلص الشخصيات الدينية في كل مرحلة. تتشقق الأرض عنهم سراعا، يظهرون على ضيق عظيم بدأت ملامحة تتضح شيئا فشيئا وما نمر به في هذه الايام هي الضيقة العظيمة التي بدأت تطل برأسها لتفرز الشعوب وتغربلها في عملية تمحيص ينفرز فيها المخلصون ليكونوا جنودا في اليوم العظيم.
المصادر :
1- كما جاء في الكتاب المقدس في رسالة بطرس الرسول الثانية 3: 8
قوله : (أن يوما واحدا عند الرب كألف سنة)). أو كما في القرآن
المقدس في قوله : (في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون . وفي مكان
آخر : في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة).