بدلا من انتظار السيد المسيح أصبح العالم المسيحي ينتظر سانتا كلوز او بابا نويل الدجال البقرة التي تفيض خيرات وهدايا فيتراكض خلفها الناس ،وهكذا تم تربية اجيال واجيال على انتظار ان يطل عليهم (بابا نويل) ونسيت هذه الاجيال السيد المسيح واصبح غريبا لا يكاد يذكره احد فهدايا بابا نويل : ساعات ذهبية وسيكار كوبي فاخر هافانا وويسكي وجن وشمبانيا فاخرة للشخصيات المهمة، وهدايا بسيطة لعامة الناس وأما الفقراء فلهم روث غزلانه التي تجر عربته روث يتساقط على بيوتهم ورؤوسهم ثم وبعد ان يتم جولانه وطيرانه في ارجاء الدنيا يتجه إلى بيته في المنطقة المهجورة من القطب الشمالي بعيدا عن الناس يخطط ويُهندس للعام الجديد وكيفية خداعه للناس وبناء دولت الدجال على رؤوسهم.
يسوع المسيح لم يؤسس للفرح ولم يأمر باقامة الفرح او يؤسس لعيد ميلاده فليس هناك اي نص في الكتاب المقدس يقول أن يسوع اسس (لأعياد الميلاد) ، الشيء الذي لربما سيذهل الجميع ان يسوع ((اسس للحزن جعل مأتمه عيدا)) وليس للفرح وهذا بشهادة واتفاق الاناجيل ، وانا اتحدى العالم المسيحي برمته ان يأتيني بنص من الكتاب المقدس بكل فصوله يقول ان يسوع أسس للفرح. لا عيد ميلاد ولا بعثة ولا هجرة ، كل ما فعله يسوع المسيح هو إحياءه لأعياد اليهود وعلى رأسها عيد الفصح اليهودي فهو استخدم القص واللصق، ولم يأت بشيء جديد .
هذا اولا
والثاني كل ما جاء في الكتاب المقدس حول ولادة يسوع كاذب
.المسيحييون لا يعرفون متى ولد نبيهم وأين، والكتاب المقدس لم يذكر
شيئا عن طفولة يسوع منذ ولادته وحتى سن الثالثة والثلاثين الذي بُعث
فيه.
ولكن الثابت ان يسوع أسس (للحزن). ففي ليلة العشاء الأخير وضع يسوع اساس اليوم الحزين حيث اعلن وبكل وضوح قائلا : ((فقال لهم : نفسي حزينة جدا حتى الموت. امكثوا ههنا واسهروا معي. ثم خر على وجهه). إنجيل متى 26: 38 لقد كانت آخر ليلة وهي ليلة الوداع وبعد أن وضع اساس الحزن ليوم ذكراه الأخيرة قال لهم : ((اصنعوا هذا لذكري)) .
ثم بين لهم يسوع اسباب تأسيسه لهذا اليوم الحزين فقال لهم : ((سوف
أسلم إلى أيدي الناس فيقتلوني ، فحزنوا جدا )). إنجيل متى
17:
23
وسبب تأسيس يسوع (لمناسبة حزن) لأنه قتل يوم العيد وبقتله فقد الغى
يوم الفرح حسب اجماع روايات الأناجيل. فقبلها بيوم طلب منه تلاميذه
ان يأتي لعيد (الفصح) معهم فلم يوافق وقال لهم : أنا لا اذهب إلى
هذا العيد. فهو قبل ليلة امرهم أن يصنعوا هذا اليوم الحزين (لذكره).
وإذا بهم في اليوم التالي صباحا يعصونه ويُبكرون للذهاب للعيد
ليفرحوا يشربوا الخمر متناسين انه كان تلك الليلة حزين لابل انه قال
لهم وبكل وضوح : (( نفسي حزينة جدا حد الموت)) .
والسؤال هو : ما علاقة اصحاب يسوع وتلاميذه بهذا العيد الوثني ؟ ولماذا يذهبون إليه وفيه فقط مظاهر الفسق والفجور وارتكاب المحرمات وشرب الخمور . ولكنهم صحابة الانبياء في كل جيل هكذا هم لا يسمعون ولا يطيعون إلا القليل النادر.
تخيل نبي يقول انه حزين حد الموت .تصور اي حزن هذا الذي يشعر به نبي وما هو حجمه مع الاسف ان الناس لا تفهم الانبياء. وصحابته اقرب الناس إليه يخذلونه.
العيد الذي لم يصعد يسوع إليه كان عيدا وثنيا ولذلك قال لهم يسوع :
(أنا لست أصعد بعد إلى هذا العيد). إنجيل يوحنا 7: 8 ولكن الغريب أن
الكتاب المقدس يقول بأن التلاميذ صعدوا إلى العيد ثم لم يُبين لنا
الانجيل لماذا صعدوا ليحتفلوا به، فهو عيد روماني وثني : ((وكان
أناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد)).يسجدوا لأصنامهم،
إنجيل يوحنا 12:
20
وعلى مر القرون أدخلت تدريجيا إلى هذا العيد ذو الطابع الوثني
الروماني ، العادات التي كانت متبعة في الاحتفالات الشتوية وخصوصا
تلك التي كانت تقام في أوربا الشمالية ، مثل شجرة عيد الميلاد
الوثنية وشخصية بابا نويل ، حتى أصبح الناس لا يعلقون أي أهمية
لميلاد السيد المسيح الذي لا يعرفونه بالاساس، بل في كثير من
البلدان اختفى تقريبا ذكر المسيح من أعياد الميلاد، وحل محلهُ شخصية
( بابا نويل) الذي يتسلل في جوف الليل البارد من المداخن وهو يمتطي
عربة طائرة يجرها وعلان ، ليوزع الهدايا على الأطفال .
وبدلا من ان ينتظر المسيحييون مسيحهم ومخلصهم على رأس كل سنة كما
اخبرهم بأنه سوف يعود ، ينتظر هؤلاء بابا نويل ساهرين الليل الطويل
طمعا في الحصول على هداياه ومناه الذي يحمل لهم بشرى العيش للسنة
القادمة.
ثم بدأت الحقيقة تختلط بالأسطورة.. وحل اسم بابا نويل ككلمة فرنسية
تعنى أب الميلاد وظن البعض أن موطن بابا نويل هو السويد وذهب البعض
الآخر أن موطنه فنلندا خاصة أن هناك قرية تدعى قرية بابا نويل
يروجون لها سياحيا على إنها مسقط رأس بابا نويل .
ولم تكن اسطورة بابا نويل منتشرة كثيرا فقد كانت تجري في بعض البيوت
والكنائس بهدوء ، ولكن ومع اكتشاف أمريكا حمل المهاجرون معهم
قديسيهم ومنهم القديس نيكولاوس أو سانت نيقولا وتطور الاسم حتى صار
سانتا كلوز..
أما الصورة الحديثة لبابا نويل، فقد ولدت على يد الشاعر الأمريكي كلارك موريس الّذي كتب سنة ( 1823 ) قصيدة بعنوان الليلة التي قبل عيد الميلاد يصف فيها هذا الزائر المحبّب ليلة عيد الميلاد.
وفي عام 1881، قام الرسام الأمريكي توماس نيست في جريدة هاربرس
بإنتاج أول رسمٍ لبابا نويل، كما نعرفه اليوم، ببدلته الحمراء وذقنه
البيضاء الطويلة وحذائه الأسود!!
ولكن السر الكامن وراء انتشار اسطورة بابا نويل انتشارا واسعا بدلا
من السيد المسيح هو أن بابا نويل العصري كان في بدايته إعلان ترويجي
لشركة (كوكا كولا) ومن وقتها انتشر بابا نويل في ثوبه الجديد (نيو
لوك) وهو يحمل بيده زجاجة الكوكا كولا .
هذا والمسيحية ذاهلة عن ذلك ولا تعرفه.