تتمة توضيحية لموضوع نبوخذ نصر ودانيال والرشيد والكاظم

2021/02/05

شعر بعض الاخوة وكأن للموضوع تتمة ، وهذا واقع واجبتهم على ذلك ، ولكني في الواقع وجدت صعوبة في صياغة التتمة نظرا للخلط المريع والمفجع اليُرثى له في وقائع سرد قصة دانيال مع ثلاث ملوك هم نبوخذ نصر ، بليشاصر ، داريوس. فعلى ما يبدو فإن كاتب هذه النصوص إما كان (سكران) او أنه وكعادة اليهود عندما يسرقون تاريخ الامم وينسبون لهم ولأنبيائهم وقائع مع عظماء الملوك والحضارات وقد اشرت إلى ذلك في اكثر من بحث منها مثلا اكذوبة سبي اليهود التي انطلت على الأمم كما انطلت اكذوبة المحارق في الحرب العالمية الثانية ولابد من قراءة الجزأين من بحث (كذبة ينهار بسببها تاريخ أمة) المنشور على صفحتي وعلى موقع كتابات في الميزان . لكي يعرف الاخوة مقدار (الفوضى) المعلوماتية المغلوطة في الكتاب المقدس . اما تتمة الموضوع حيث خرجت من هذا الخلط بهذه المختصرة المعتصرة وانا اخشى من وجود خلل فيها ايضا. ولكني بذلت جهدي .
أن نبوخذ نصر آمن على يد دانيال بعد أن رأى منه معاجز كثيرة منها تفسيرة لرؤياه التي اخافته سفر دانيال 2: 1ــ 46 (وفي السنة الثانية من ملك نبوخذنصر، حلم نبوخذنصر أحلاما، فانزعجت روحه وطار عنه نومه)، وعندما فسره دانيال له آمن برب دانيال وقال له : (حينئذ خر نبوخذنصر على وجهه وسجد لدانيآل، وقال: «حقا إن إلهكم إله الآلهة ورب الملوك وكاشف الأسرار، حينئذ عظم الملك دانيآل وأعطاه عطايا كثيرة، وسلطه على كل ولاية بابل وجعله رئيس الشحن على جميع حكماء بابل). 
ثم مات نبوخذنصر وورث الملك بليشاصر و أيضا تكررت نفس الحالة حيث غضب الملك على دانيال وحاول قتله بتحريض من الكهنة ولكن دانيال قام بتفسير كتابة ظهرت على جدار بيته فأرعبته ثم طلب من الكهنة تفسير ذلك فعجزوا ولكن دانيال فسر له الكتابة، وقال له دانيال عليك أن تؤمن بالله، فآمن بليشاصر ايضا على يد دانيال والبسه حلة ارجوانية وجعله حاكم ثالث في المملكة اكراما له ولعلمه سفر دانيال 5: 29 (حينئذ أمر بيلشاصر أن يلبسوا دانيآل الأرجوان وقلادة من ذهب في عنقه، وينادوا عليه أنه يكون متسلطا ثالثا في المملكة).
ثم احتل داريوس المادي بابل واخذ اسرى منها كان بينهم دانيال وأيضا قام داريوس برمي دانيال في جب الاسود أيضا بتحريض من الكهنة ولكن الرب انجاه ولما علم داريوس بذلك اكرم دانيال وآمن بربه سفر دانيال 6: 20ــ 28 (يا دانيآل عبد الله الحي، هل إلهك الذي تعبده دائما قدر على أن ينجيك من الأسود؟ فنجح دانيآل هذا في ملك داريوس وفي ملك كورش الفارسي).
وهذا نص إيمان داريوس على يد دانيال : (ثم كتب الملك داريوس إلى كل الشعوب والأمم والألسنة الساكنين في الأرض كلها: ليكثر سلامكم. من قبلي صدر أمر بأنه في كل مملكتي يرتعدون ويخافون قدام إله دانيآل، لأنه هو الإله الحي القيوم إلى الأبد، وملكوته لن يزول وسلطانه إلى المنتهى هو ينجي وينقذ ويعمل الآيات والعجائب في السماوات وفي الأرض. هو الذي نجى دانيآل).
من هذه القصص كلها ناخذ عبرة وهي أن طغاة غير المسلمين أكثرهم يؤمنون إذا لزمتهم الحجة ولم يُكابروا، ولكن طغاة المسلمين لا يؤمنون حتى لو جاء لهم وحي فهم يبقون على عنادهم ولذلك نرى كل جبابرة بني امية وبني العباس والعثمانيون قتلوا كل من خرج عليهم او قتلوا كل من رأوه يُشكل خطرا عليهم على رغم علمهم بأن هذا الذي يقتلوه افضل واعلم منهم . ومحاورة الامام الكاظم مع الرشيد مشهورة حيث افحم الكاظم هارون الرشيد فكتم له حقدا بدلا من ان يؤمن كما فعل جبابرة بابل وفارس وآشور الذين كانوا يعبدون الاصنام.
أخترنا لك
ثبّت ذلك في ((الصحيحين)) ومن قال بغير ذلك يُقتل وتُصادر امواله !! أكبر مهازل العميان في هذا القرن.

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف