الرمز الديني المسيحي! الوثنية على رقابنا.
2021/02/05
لكل دين رمز يُمثله ولكنه في الواقع لا أساس له في التشريعات
الصحيحة ، وكل هذه الرموز إما وثنية او اعتباطية تم اختيارها
بناءا على تسميات وهمية اخترعها متنفذون غايتها ان تُقرن اسمائهم
بها طلبا للشهرة وخلود الذكر. صليب نجمة سداسية هلال قرن تعشيق
الماتا شمعدان وغيرها.
من بين اشهر الرموز الدينية (الصليب) الذي لا تكاد تجدٌ مسيحيا
إلا ويضعه في رقبته ولو سألته عن هذا الرمز لرأيت الاختلاف
المُريع في الاجوبة وكلها لا تشبه بعض ففي اجوبتهم يتحاشون
التركيز على أن هذا الصليب هو اداة القتل الأكثر وحشية في
التاريخ وهو من الأدوات الرومانية لتعذيب السجناء وقتلهم. وقد
شهد هذا الصليب اكثر الحروب دموية في التاريخ فكان رمزا لها
كانت الابدان تقشعر من رؤيتها له.
انا كتبت حول هذا الموضوع تحت عنوان (على ماذا صُلب يسوع) ولم
يرد او يعترض اي رجل دين مسيحي. فكل الترجمات العربية تتُرجم
كلمة (ستافروس) اليونانية إلى صليب وهذا خطأ مقصود يخدم غرضا
معينا ، لأن الصحيح أن (ستافروس) تعني وتد او سارية او عمود
(1) مستقيم وليس هذا الصليب ذي العارضتين الذي نراه مُعلّق في
رقبة المسيحيين او على كنائسنا. وقد اشار الكتاب المقدس وبكل
وضوح بأن يسوع لم يُصلب على صليب بل خشبة مستقيمة يتم تَسمير
المجرم عليها بالمسامير كما يقول : (إذا كان على إنسان خطيّة
حكمها الموت فقُتل وعلقتهُ على خشبة فإن المعلّق ملعون من
الله). (2) هنا الترجمة صحيح خشبة وليس صليب.
المشكلة الكبيرة التي وقع بها من قال بأن المعلق على خشبة
ملعون هي أن بولص اليهودي المتنصر استغل هذا النص فوجه
الشتائم لشخص يسوع المسيح مسمما بذلك الافكار فقال : (يسوع
صار لعنة عوضا عنّا.لأنه مكتوب ملعون كل معلّق على خشبة).
(3) في هذا النص أيضا بيّن بولص بأن يسوع (الملعون) تم صلبه
على خشبة عمود وليس صليب.
وفي معرض تبريرها لتعليق الصليب على رقاب المسيحيين
وعبادته من دون الرب تقول دائرة المعارف : (الذي يعبد
الصور والتماثيل فإنه يعبد من يُمثلها). (4)
فما هي حقيقة الصليب؟
باختصار اقول: لم تذكر الكتب المقدسة ان المسيحيين في
القرن الأول او الثاني او الثالث اتخذوا من الصليب
رمزا دينيا فلم يكن يعرفه أحد ، وإنما كان المعروف أن
الرومان كانوا يستخدمون الصليب كرمز لألهتهم الوثنية
وأن الأمبراطورقسطنطين وبعد ثلاثمائة سنة من (موت
يسوع) تبنى الصليب كشعار لجيوشه يخطونه على ملابسهم
او على دروعهم (تروسهم) فارتبط الصليب منذ ذلك الحين
بالمسيحية فأصبح رمزا لها . وعندما اخبرت خالي بذلك
وقرأ البحث ضحك كثيرا وقال ما تقولينه كله صحيح ولكن
التخلي عن رمز الصليب مثل التخلي عن يسوع نفسه أو
الانجيل. هكذا رسخ ذلك في عقول الناس حتى اصبح الصليب
من متممات الدين المسيحي الرئيسية مع علمنا انه رمزٌ
وثني لآلهة الرومان.
نعم يعلمون انه رمزٌ وثني ، ولكن ما يدرّه من اموال
لا يُمكن التغاضي عنها.
المصادر والتوضيحات:
1- انظر كتاب الصلب في العصور القديمة باللغة
الانكليزية تحت عنوان ستافروس و كسيلون. وكذلك
انظر المعجم النقدي وفهرست كلمات العهد الجديد
الإنكليزي واليوناني الطبعة 11 ، بقلم إثلبرت و
. بولينغر . صفحة 818.
2- سفر التثنية الاصحاح 21 : 22 ــ 23.
3- انظر غلاطية الاصحاح 3 : 13.
4- دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة .
صليب.