لعل الزواج في المسيحية من أعقد المسائل التي دفعت الكثيرين إلى نبذ
التشريعات المتعلقة بالزواج واللجوء إلى المحاكم المدنية والاستعاضة
بها عن تلك التشريعات. لا بل أن الكثير من شباب المسيحية ومنذ قرون
لجئوا إلى إقامة العلاقة خارج إطار الزواج ( الزنا) فيصبح عندهم عدة
أطفال ثم يُقرروا الزواج فيما بعد. لا بل الأدهى من ذلك أن بعض
الأحكام التي وردت في الكتاب المقدس شجعت على (زنا المحارم) كما سوف
ترى .(1)
هناك وصايا جميلة تسبق الزواج في المسيحية ومن يقرأها سوف يُصاب
بالسرور والأمل والتفاؤل، ولكنه بمجرد أن يتعمق أكثر ستُصيبهُ الخيبة
والألم من هذه الأحكام التي لا يفهم منها أي شيء وإذا لجا إلى الآباء
المقدسين أوقعوه في حيرة. ومن هنا فإن المسيحية برمتها حرمت حتى هذه
اليوم زواج الآباء المقدسين هربا من هذه الإشكالات، ولكن الآباء لم
يصبروا على ذلك فضغط الغريزة والحنين إلى أحضان الأسرة الدافئة ونعمة
الأولاد دفعهم أن ينشقّوا ويتمردوا ثم يتزوجوا.
من يتصور بسبب هذه التعاليم الهشة (طلاق وزواج) أدى إلى انشطار
الكنيسة نصفين؟ (2)
من هذه الأحكام الجميلة نقرأ ما يلي في سفر طوبيا 7: 12 ((أعطوا
بناتكم لمن يخاف الله)) ففي وصية الرب للأب يقول : ((لا تخف ان تعطيها
لهذا فان ابنتك له ينبغي ان تكون زوجة لأنه يخاف الله)) ولكن ماذا عن
الزوجة هل من الممكن العثور على زوجة بالمواصفات التي ذكرها الكتاب
المقدس فقال عنها في سفر الأمثال 18: 22 ((مَنْ يَجِدُ زَوْجَةً
يَجِدُ خَيْرًا وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ امْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ
مَنْ يَجِدُهَا؟ لأَنَّ ثَمَنَهَا يَفُوقُ اللآلِئَ اَلْبَيْتُ
وَالثَّرْوَةُ مِيرَاثٌ مِنَ الآبَاءِ، أَمَّا الزَّوْجَةُ
الْمُتَعَقِّلَةُ فَمِنْ عِنْدِ الرَّبِّ)).
ثم يُبين الرب المعاني الأخرى للجمال ويُركز على التقوى فيقول كما في
سفر الأمثال 31: 11. ((اَلْحُسْنُ غِشٌّ وَالْجَمَالُ بَاطِلٌ، أَمَّا
الْمَرْأَةُ الْمُتَّقِيَةُ الرَّبَّ فَهِيَ
تُمْدَحُ)).
أما الطرف الثاني وهو أب البنت فالكتاب المقدس يصف حال الرجل الذي
عنده بنت بأنه مُسهّد البال دائم التفكير بمستقبل ابنته التي يحبها
لأنها الأضعف في أولاده ومن هنا فإن الكتاب المقدس يصف ذلك بوصف محزن
في الواقع كما يقول في سفر يشوع بن سيراخ 42: 9 ((البنت سهاد خفي
لأبيها وهمٌ يسلبهٌ النوم مخافة من العنوس اذا شبت والصلف اذا تزوجت
وفي عذرتها من التدنس والعلوق في بيت ابيها)).
ثم يوصي الرب من يتزوجون بأن يقوموا ببعض الاجراءات قبل الدخول حتى لا
يُشارك الشيطان الرجل في امرأته ففي أدبيات الكتاب المقدس هناك طقوس
يجب إجرائها في ليلة الزواج الأولى قبل الدخول في الزوجة وهي كما في
سفر طوبيا 6: 17 ((قال له الملاك رافائيل استمع فأخبرك من هم الذين
يستطيع الشيطان ان يقوى عليهم إن الذين يتزوجون فينفون الله من قلوبهم
ويتفرغون لشهوتهم كالفرس والبغل اللذين لا فهم لهما أولئك للشيطان
عليهم سلطان فأنت إذا تزوجتها ودخلت المخدع فامسك عنها ثلاثة ايام ولا
تتفرغ معها الا للصلوات)).
وهذا ما وجدته أيضا عند المسيحيين والمسلمين ولكن بصورة اخف ففي
المسيحية يجثو الزوج أمام سرير العرس ويصلي إلى الرب عاقدا يديه على
صدره طالبا منه نيل البركة في الزوجة والأولاد. وكذلك المسلمون فأنا
حضرت الكثير من الزواجات حيث يوصون الزوج قبل الدخول أن يُصلي ركعتين
مثل صلاة الصبح لإبعاد الشيطان وطلب الذرية الصالحة والبركة في
الزوجة.
ثم تأت الوصية للزوجين بعدم الخيانة وتدنيس المضجع كما في رسالة بولس
الرسول إلى العبرانيين 13: 4((لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ
كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ)) ولكن بولص كعادته
متذبذب الأحكام لا يستقر له حال فقد وضع نصا مبهما حيّر فيه الشباب
فقال في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 38 ((مَنْ زَوَّجَ
فَحَسَنًا يَفْعَلُ، وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَن)) .
وعندما تسال بولص عن علة هذا التشريع وكيف يكون الشاب أحسن لو لم
يتزوج فيقول كما في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 8 ((إِنَّهُ
حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا. فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا
بِلاَ هَمّ )) . يعني يُحرم الزواج لأن جنابه لم يتزوج ولا أريد أن
أبين سبب عزوف (بولص) عن الزواج فأنا اخجل من ذكر
ذلك!
كما قلنا المشكلة ليست في المرأة بل في الرجل ومن حقه ذلك فقد بيّن
لنا يشوع شيئا مهما كما جاء في سفره يشوع بن سيراخ 36: 23 ((المرأة
تتزوج اي رجل كان لكن في البنات من تُفضّل على غيرها. جمال المرأة
يبهج الوجه ويفوق جميع منى الإنسان وان كان في لسانها رحمة ووداعة
فليس رجلها كسائر بني البشر من حاز امرأة فهي له رأس الغنى وعون
بإزائه وعمود يستريح إليه حيث لا سياج يُنتهب الملك وحيث لا امرأة
ينوح التائه)). فهو يقول بأن المرأة تقبل بأي شاب يتقدم لها ، ولكن
الرجل يبحث عن مواصفات جاء على ذكرها يشوع في نصه ثم اعتبر غير
المتزوج كالنائح التائه الذي لا يدري على ماذا ينوح
.
ثم وبعد أن تتم الموافقة ويتم كتب الكتاب يصطحب الأب ابنته إلى بيت
زوجها ويُسلمها إلى زوجها مع ترديد أدعية جميلة لهما،وبعد الانتهاء من
المراسيم يتم وضع الوليمة أمام الضيوف ثم لا يدخل بها حتى يُصلوا ثلاث
أيام كما في سفر طوبيا 7: 16 ((ثم اخذ بيمين ابنته وسلمها الى يمين
طوبيا قائلا اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب يكون معكما وهو يقرنكما
ويتم بركته عليكما. ثم اخذوا صحيفة وكتبوا فيها عقد الزواج وبعد ذلك
أكلوا وباركوا الله ووعظ طوبيا البكر وقال لها يا سارة قومي نصلي الى
الله اليوم وغدا وبعد غد فانا في هذه الليالي الثلاث نتحد بالله وبعد
انقضاء الليلة الثالثة نكون في زواجنا فلا ينبغي لنا ان نقترن اقتران
الأمم الذين لا يعرفون الله)).
أما اليوم فإن ما ذكرته أعلاه لا وجود له، فكما قلت في مقدمة البحث
أنه بسبب الإبهام في النصوص وتضاربها فقد عزف الجميع عنها وأبدلوها
بأمور أخرى وهي التي تجري في كنائسنا اليوم .
أحكام أخرى حول الزواج .
الأرملة والمطلقة لم تعاني في أمة من الأمم كما عانت من أحكام الكتاب
المقدس ، لقد شن عليها الكتاب المقدس حربا ضروس مناقضا نفسه في مواضع
كثيرة ، فبينما نرى أن الرب يوصي بالأرملة وأيتامها ، نراه في مكان
آخر يشن عليها حربا فيحرمها من ابسط حقوقها وهو الزواج بعد وفاة زوجها
. ثم يأتي العهد الجديد فيُزيد الطين بلّة فيضع حدا لزواج الأرملة وهو
سن الستين عاما فلا يجوز للأرملة الشابة أن تُفكر بالزواج لأنها سوف
تكون في بطر . على كل حال هذا ما سوف تتكفل النصوص
ببيانه.
في البداية أوصى الرب في الأرملة وأيتامها ولعن من يؤذيها كما في سفر
الخروج 22: 22وسفر التثنية 27: 19 مَلْعُونٌ مَنْ يُعَوِّجُ حَقَّ
َالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ لاَ تُسِيءْ إِلَى أَرْمَلَةٍ مَا وَلاَ
يَتِيم)) .
ولكن الرب ينسى فيسيء للأرملة وأيتامها إساءة بالغة من خلال تحريمه
الزواج بها كما في سفر حزقيال 44: 22 ((وَلاَ يَأْخُذُونَ أَرْمَلَةً
زَوْجَةً، بَلْ يَتَّخِذُونَ عَذَارَى)) .
وأما بولص فهو يضع التشريعات على هواه (من جيب الصفحة) ، فيُقرر بان
يكون عمر الأرملة أكثر من ستين عاما لكي يحق لها أن تتزوج من رجل واحد
فقط ! فهو يقول في رسالته الأولى إلى تيموثاوس 5: 5 ((أَرْمَلَةٌ،
إِنْ لَمْ يَكُنْ عُمْرُهَا أَقَلَّ مِنْ سِتِّينَ سَنَةً، امْرَأَةَ
رَجُل وَاحِدٍ)) ثم يُصدر تشريعا آخر يرفض فيه زواج الأرامل الحدثات
الشابات ويشتمهن فيقول كما في نفس النص : ((أَمَّا الأَرَامِلُ
الْحَدَثَاتُ فَارْفُضْهُنَّ، لأَنَّهُنَّ مَتَى بَطِرْنَ عَلَى
الْمَسِيحِ، يُرِدْنَ أَنْ يَتَزَوَّجْنَ، يَتَعَلَّمْنَ أَنْ يَكُنَّ
بَطَّالاَتٍ، يَطُفْنَ فِي الْبُيُوتِ. وَلَسْنَ بَطَّالاَتٍ فَقَطْ
بَلْ مِهْذَارَاتٌ أَيْضًا، وَفُضُولِيَّاتٌ، يَتَكَلَّمْنَ بِمَا لاَ
يَجِبُ)).
ثم يضعون نصا على لسان يسوع يزعمون فيه بأنه حرّم الزواج من المطلقة
كما في إنجيل متى 19: 9 ((وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ
امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي،
وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي )). ولكن التلاميذ
اعترضوا على يسوع بأن هذا التشريع من شانه أن يُعطل الزواج. قَالَ
لَهُ تَلاَمِيذُهُ: ((إِنْ كَانَ هكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ
الْمَرْأَةِ، فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ)) . ولكنه أكد عليهم
ذلك كما في إنجيل مرقس 10: 11((فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ طَلَّقَ
امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا وَإِنْ
طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي)).
فتبين من خلال النص أن التلاميذ كانوا أفضل من يسوع في فهمهم للحالة
الاجتماعية على ضوء هذا التشريع المجحف. ولكن التلاميذ اصروا على
معرفة سبب عدم التزوج من المطلقات فقال لهم يسوع كما في إنجيل متى 22:
30 ((لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ
يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي
السَّمَاءِ)) . وأنا لا أدري ما دخل القيامة بالغرائز التي خلقها الله
وبماذا سوف يُجيب الله الرب الذين يزنون تحت ضغط الغريزة حين يقولوا
له انت اعطيتنا الغرائز وقطعت علينا الطريق فلماذا
تُحاسبنا.
العهد القديم حصر حرمة الزواج من الزانية بطبقة الكهنة فقط ولكن بولص
عمم ذلك وجعله مطلقا واجلس المطلقات والأرامل في بيوتهن ورمى بهم في
حضن الرذيلة. سفر اللاويين 21: 7 ((إِمْرَأَةً زَانِيَةً أَوْ
مُدَنَّسَةً لاَ يَأْخُذُوا، وَلاَ يَأْخُذُوا امْرَأَةً مُطَلَّقَةً
مِنْ زَوْجِهَا.((
ولكن لعل اغرب أحكام المطلقات في العهد القديم أن الزوج إذا لم تعجبه
زوجته لعيب فيها وطلقها ثم تزوجت ففي حال طلاقها من الزوج الثاني او
في حال وفاته لا يحق للزوج الأول ان يُرجعها لأنها تحولت إلى رجس نجسة
كما في سفر التثنية 24: 1((إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ
بِهَا، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ وَكَتَبَ لَهَا
كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ
بَيْتِهِ، فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لَهَا
كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ
بَيْتِهِ، أَوْ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ الأَخِيرُ الَّذِي اتَّخَذَهَا
لَهُ زَوْجَةً لاَ يَقْدِرُ زَوْجُهَا الأَوَّلُ الَّذِي طَلَّقَهَا
أَنْ يَعُودَ يَأْخُذُهَا لِتَصِيرَ لَهُ زَوْجَةً بَعْدَ أَنْ
تَنَجَّسَتْ لأَنَّ ذلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ)).
إضافة إلى ذلك هناك الزواج بعد الاغتصاب ، وهذا النص يُشجع على افتراس
البنات ثم دفع مبالغ لذويهن ويتزوجون بهن كما في سفر الخروج 22:
16((وَإِذَا رَاوَدَ رَجُلٌ عَذْرَاءَ لَمْ تُخْطَبْ، فَاضْطَجَعَ
مَعَهَا يَمْهُرُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً إِنْ أَبَى أَبُوهَا أَنْ
يُعْطِيَهُ إِيَّاهَا، يَزِنُ لَهُ فِضَّةً كَمَهْرِ الْعَذَارَى)).
طبعا وهذه طريقة لبعض الشباب الذين يخونون أسرهم ثم يُمارسوا الجنس
لكي يفرضوا واقعا على ذويهم يضطرون تحت ألم الفضيحة إلى الموافقة على
هذا الزواج سترا للحال. والنص نفسه يتكرر في موضعين ولا ادري ما السبب
في تكراره مع اختلاف بسيط حيث يقول في سفر التثنية 22: 29 ((إِذَا
وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ ، فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ
مَعَهَا، فَوُجِدَا. يُعْطِي الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا
لأَبِي الْفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَتَكُونُ هِيَ لَهُ
زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. لاَ يَقْدِرُ أَنْ
يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ)).
وأحلت التوراة الزواج من العمة أخت الأب وقد كانت ثمرة هذا الزواج
لأحد الأنبياء اشرف نبيين هما موسى وأخيه هارون فقد تزوج عمران من
عمته كما في سفر الخروج 6: 20((وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ
عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى
)).
وأخيرا نختم هذا البحث بحادث طريق تُشرع فيه التوراة اغرب حكم زواج
لمن لا يُنجب أولاد ويتوفاه الموت ففي سفر التثنية 25: 5 ((إِذَا
سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعًا وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ،
فَلاَ تَصِرِ امْرَأَةُ الْمَيْتِ إِلَى خَارِجٍ لِرَجُل أَجْنَبِيٍّ.
أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ
زَوْجَةً، وَيَقُومُ لَهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. وَالْبِكْرُ
الَّذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ الْمَيْتِ وَإِنْ لَمْ
يَرْضَ الرَّجُلُ أَنْ يَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيهِ، تَصْعَدُ
امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَى الْبَابِ إِلَى الشُّيُوخِ وَتَقُولُ: قَدْ
أَبَى أَخُو زَوْجِي أَنْ يُقِيمَ لأَخِيهِ اسْمًا فِي إِسْرَائِيلَ.
لَمْ يَشَأْ أَنْ يَقُومَ لِي بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. فَيَدْعُوهُ
شُيُوخُ مَدِينَتِهِ وَيَتَكَلَّمُونَ مَعَهُ. فَإِنْ أَصَرَّ
وَقَالَ: لاَ أَرْضَى أَنْ أَتَّخِذَهَا. تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ
أَخِيهِ إِلَيْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ، وَتَخْلَعُ نَعْلَهُ
مِنْ رِجْلِهِ، وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي
إِسْرَائِيلَ بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ)).
في هذا النص الكثير من التجني على الرجل المثكول بأخيه ، الأخ حزين
على أخيه ولا يطيب له مواقعة زوجة أخيه بهذه السرعة على الأقل انتظار
حتى يحول الحول على موت أخيه ، ولكن زوجة الأخ تخشى من ضياع الفرصة
لأنها ترملت وتعلم حكم الأرملة في التوراة حرمانها من الزواج ، فهي
تتقدم بهذا العذر لكي تفوز بزوج يسترها ويسد خلتها . ولكنها مع الشيوخ
بدلا من أن يُثمنوا موقف الرجل ويُقدروا له حزنه على أخيه يملئون وجهه
بزاقا وكفخا بالنعل ، ولا يكفيهم ذلك بل يكتبون لافتة على باب داره
يكتبون عليها : (( بيت مخلوع النعال)).
رحماك يارب .
15/5/2013 كوبنهاكن.
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــ
1- كما في قصة زنا نبي الرب لوط بابنتيه .
2- أراد الملك هنري الثامن الزواج بآن بولين فلم يستطع بسبب زواجه من
كاترين ..تقدم بطلب طلاق من زوجته كاثرين الى الكنيسة. الا أن الكنيسة
رفضت هذا الطلب فدبت الخلافات بين الملك والكنيسة الرومانية مما ادى
إلى انفصال انكلترا عن روما