اشهر نبي تصفه التوراة بأنه جحش!

2021/02/04

سألت أحد القساوسة يوما ، فقلت له : كيف يصف الرب نبيا من افضل أنبياءه بأنه جحش.
فقال : وأيٌ نبي هذا ؟ 
قلت له اشهر نبي ويجري ذكره على لسان كل انسان لربما يوميا مئآت المرات . ذلك هو إيوب، المشهور بالصبر والمضروب به المثل.والذي يصفهُ الرب في سفر طوبيا 2: 12 بأن الرب ابتلاه لكي يصبح قدوة للصابرين على طول الزمان فقال : ((وإنما أذن الرب أن تعرض له هذه التجربة لتكون لمن بعده قدوة صبره كأيوب الصديق)).
ففي هذا النص يطلق عليه الرب أنه صدّيق ، ولكن في نصوص أخرى يصفه بالجحش عديم الفائدة.
فقال أين : قلت له يقول سفر أيوب 6: 4 ((فأجاب أيوب وقال: هل ينهق الفرا على العشب، أو يخور الثور على علفه؟)).
فقال : ولكن هذا النص ليس فيه كلمة جحش؟
فقلت له : وهل ينهق أيوب ، وهل تعلم من هو حيوان الفرا؟ فسكت ولم يجب .
فقلت له : الفرا هو الجحش الصغير الذي لا يصبر على الجوع ومن هذا النص نفهم أن المثل يدل على جهل واضعه او قائله، لأن أيوب مشهور بالصبر ، وجحش الفرا لا صبر له وبمجرد أن يجوع يعلو نهيقه ، فكيف يكون ذلك؟ ولزيادة التوضيح اورد لك نصا من التوراة نفسها تُفسر لك كلمة (فرا). يقول في سفر أيوب 11: 12 (أما الرجل ففارغ عديم الفهم، وكجحش الفرا يولد الإنسان).
فقال : نعم صحيح ولكن هذا ليس كلام الرب ولا كلام النبي ايوب ، هذا كلام صوفر النعماني صديق أيوب . فلماذا تحسبيه على الرب ؟
فقلت له : ولكن من الذي دوّن كلام (صوفر النعماني) في الكتاب المقدس؟ هل الرب دوّنه او أيوب دونه ، أم أن صوفر هو من قام بتدوينه ؟
فقال : من قام بتدوين التوراة هو الذي كتب هذا النص ، ونقله بأمانة .
فقلت له : إذن إن هذه التوراة ليست هي التي جاء بها موسى من جبل الدخان (حوريب)، حيث كانت بإملاء الرب وكتابة موسى كما تنقل لنا التوراة (1) ، وبما انك انكرت أن يكون هذه من كلام الوحي او كلام النبي ، إذن هو من كلام الناس ، ومن هذا نفهم أن التوراة الحالية هي من كتابة الناس، وبناءا على ذلك أيضا نستدل أن نسبة تسعون بالمائة هي من الناس وليس من الوحي لأن الرب لا يصف انبياءه بأنهم (جحوش).
ولو انتبهت يا قداسة الاب لما جرّهُ هذا النص من فهم خاطئ لدى المفسرين لعرفت مقدار الحيف الذي لحق بأنبياء الرب خصوصا هذا النبي المؤمن الصابر حيث نرى اشهر مفسر للكتاب المقدس هو (الأب هيسيخيوس الأورشليمي والبابا غريغوريوس الكبير وغيرهم) حيث فسّروا هذه الفقرة بقولهم : ((صار أيوب غبيًا كالحمار الوحشي (جحش الفرا) الذي تعود أن يسكن البرية ما قاله صوفر هو حقيقة سقط فيها الإنسان بوجه عام، لكن ما يشوب كلامه أنه يعني أيوب فيحسبه في مرتبة حيوانات البرية الغبية، والتي بلا نفع. يشير بهذه الكلمات إلى أيوب، مساويًا إياه بجحش البرية. إذ قال: لأن سهام الرب في جسدي... هل ينهق جحش البرية بلا سبب، إن لم يكن باحثًا عن طعام؟ لهذا يقول صوفر: بهذه الكلمات الباطلة التي لا جدوى منها يحدر أيوب إلى التفاهة، إذ يقول صوفر أنه يجب أن يعوي كثيرًا جدًا ولا يتنهد كثيرًا متجنبًا أن يكون إنسانًا. إنه يقارنه بجحشٍ يتضور جوعًا)).
أعوذ بالرب من غضب الرب كيف يصف الكتاب المقدس نبيا صابرا طيبا مؤمنا بأنه مثل الجحش ثم يقول عنه ان ايوب صار غبيّا كالحمار الوحشي ثم يحسبهُ في مرتبة حيوانات البرية الغبية والتي بلا نفع. ثم يقول عنه بأنه ينهق وتارة أخرى يقول : أنه يجب أن يعوي كثيرا لأنه مثل جحش يتضور جوعا.
فقال : يا بنيتي أن كلام المقدسين ليس اهانة.
فضحكت كثيرا من كلامه لأنه أولا جعل (المقدسين) فوق الانبياء ويُجوّز لهم اهانتهم . والثاني : وبلا شعور منه ذكر بأن ما موجود في التوراة كلها من كلام المقدسين . طبعا وكلمة مقدسين هم يطلقونها على كل من هب ودب . 
المصادر ـــــــــــــــــــ
1- حيث تخبرنا التوراة بأنها من صنع الله وخط يده كما في سفر الخروج 32: 16((واللوحان هما صنعة الله، والكتابة كتابة الله منقوشة على اللوحين)).
أخترنا لك
التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه ؟!

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف