لم يكن هذا النص وحده في الكتاب المقدس ، فهناك نصوص اخرى تُشجع على هذا الزواج العجيب وتُجيز زواج الأب من ابنته ، والاخ من اخته ، والام من ابنها وسوف نتناولها جميعا وباختصار .وهذه واحدةٌ منها .
وصفت التوراة طوبيا بأنه كان خائفا لله كما في سفر طوبيا 2: 9 ((وأما طوبيا، فإذ كان خوفه من الله أعظم من خوفه من الملك)).
وقالت عنه أيضا انه كان يبكي في الصلاة كما في سفر طوبيا 3: 1((حينئذ أن طوبيا طفق يصلي بدموع)).
وأن الله يستجيب صلاته سفر طوبيا 4: 1 ((وإذ خال طوبيا أن قد استجيبت صلاته)).
وأن الله يرسل الملائكة لتخدم طوبيا وتحرسه في الطريق الذي يسير فيه . ولكن كما نعرف ان الكتاب المقدس يأمر بقتل من يُمارس الزنا بأخته او قريبته او ابنته ويعتبره ملعون (1) فكيف نجمع بين هذه النصوص وهذا النص الغريب الذي يقول فيه كما في سفر طوبيا 8: 9 ((وقال طوبيا: أيها الرب إله آبائنا، لتباركك السموات والأرض .والآن يا رب، أنت تعلم أني لا لسبب الشهوة أتخذ أختي ــ سارة ــ زوجة، وإنما رغبة في النسل الذي يبارك فيه اسمك إلى دهر الدهور. وقالت سارة أيضا: ارحمنا يا رب ارحمنا حتى نشيخ كلانا معا في عافية)).
ففي هذا النص يتحدث وبكل وضوح ان سبب زواج طوبيا من اخته سارة هو لكي يحصل على الاطفال الذين سوف يُباركون إسم الله إلى دهر الدهور. والغريب اننا نرى اخته سارة أيضا مسرورة بهذا الزواج وتطلب من الله ان يجعلهما يشخيان معا في عافية.
ولا ادري هل شحت النساء في زمن طوبيا فيضطر عندها إلى الزواج باخته كما شح الرجال في زمن لوط عندما قلب الله مدائنهم فاضطرت ابنتا لوط ان تزنيا بأبيهما لكي تخلقا نسلا في الأرض وكانت هذه حجتهما أيضا (2) وهذا من أعجب الاعاجيب أنهم يُمارسون زنا المحارم تحت ذريعة الحصول على نسل يُبارك الله .
واما (أمنون) ابن نبي الرب (داود) فقصته كما وردت في سفر صموئيل الثاني 13: 5 ((كان لداود بنت جميلة اسمها ثامار، فأحبها اخوها أمنون بن داود. ومرض أمنون وسقم من أجل ثامار أخته لأنها كانت عذراء، وعسر في عيني أمنون أن يفعل لها شيئا. فاضطجع أمنون وتمارض، فجاء داود ليراه. فقال أمنون: دع ثامار أختي فتأتي وتصنع كعكتين فآكل من يدها. فأرسل داود إلى ثامار قائلا: اذهبي إلى بيت أمنون أخيك واعملي له طعاما. فذهبت ثامار إلى بيت أمنون أخيها وهو مضطجع. وأخذت العجين وعجنت وعملت كعكا أمامه وخبزت الكعك، وقدمت له ليأكل، فأمسكها وقال لها: تعالي اضطجعي معي يا أختي. فقالت له: لا يا أخي، لا تذلني لأنه لا يفعل هكذا في إسرائيل. لا تعمل هذه القباحة. أما أنا فأين أذهب بعاري؟ فلم يشأ أن يسمع لصوتها، بل تمكن منها وقهرها واضطجع معها ــ وبعد ان فرغ منها ــ قال لها أمنون: قومي انطلقي. فجعلت ثامار رمادا على رأسها، ومزقت الثوب الملون الذي عليها، ووضعت يدها على رأسها وكانت تذهب صارخة. فقال لها أبشالوم أخوها:هل كان أمنون أخوك معك؟ فالآن يا أختي اسكتي. أخوك هو. لا تضعي قلبك على هذا الأمر. ولما سمع الملك داود بجميع هذه الأمور اغتاظ جدا. ولم يكلم أبشالوم أمنون بشر ولا بخير)). يعني نبي الله داود كان راضيا عن فعل ابنه وزناه بأخته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- حيث نرى ذلك بكل وضوح ان التوراة تعتبر من يفعل هذا الزنا ملعون سفر التثنية 27: 22 (ملعون من يضطجع مع أخته بنت أبيه أو بنت أمه).
2- سفر التكوين 19: 33 ((وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل، في المغارة هو وابنتاه. وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ، وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض. هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه، فنحيي من أبينا نسلا. فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي. نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعي معه، فنحيي من أبينا نسلا.فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا، وقامت الصغيرة واضطجعت معه، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما)).