بمناسبة يوم الغدير وجه لي احد الاخوة عدة اسئلة على موضوع حرب
صافوراء طالبا المزيد من المعلومات ، ارسلت له هذه الملحق على الخاص
وانشره هنا طلبا للفائدة وتتميما للبحث .
اخي الطيب . لعلي لم ار تعليقك هناك على موضوع صافوراء . واقول :
بما ان اصل الموضوع ثابت في التوراة وهو أن موسى تزوج صافوراء بنت
كاهن يثرون وجب البحث عن بقية الموضوع الذي اختفى اصله من التوراة ،
وهذا يستتبع امرين .
الأول : ان يرى الباحث ماذا جاء في الاديان اللاحقة وما ذكروا حول
هذا الموضوع حيث ان هذه الاديان ستحكي طرفا مما حدث في تلك الامم
طلبا للعبرة فلابد ان تمر على الاحداث الكبرى التي عصفت بالديانات
التي سبقتها.
الثاني : ان يذهب الباحث للملاحق الخاصة بالتوراة فيبحث عن بقية
القصة ، كما فعلت انا في موضوع : (من هم الذي مسخهم الرب قردة
وخنازير) حيث وجدت النص في ملاحق التوراة ولم اجده في التوراة .
وكما فعلت أيضا في قصة (موسى والخضر) التي اختفت من التوراة أيضا
فوجدتها في التلمود .
واعلم اخي الطيب ان اي شيء يختفي من التوراة فهذا يعني ان فيه ضرر
او اساءة لليهود فيُحاولون حذفه لا بل يحذفوه ولكنهم لا يرموه بعيدا
بل يضعونه في ملاحق خاصة مثل التلمود . وهذا ما وجدته انا حيث بقيت
ايام ادور وادور إلى عثرت على ما قاموا بحذفه فوضعته للناس .
المشكلة ان روايات المسلمين في ظاهرها حول شخصية صافوراء ، وخصوصا
الشيعة تخالف القرآن ويُخالف بعضها البعض ، لأن الآيات القرآنية قد
أعطت عن بنت شعيب انطباعاً حسناً رضياً، حيث دلت على كمال عقلها،
وحسن أدبها، وبالغ حيائها، وعلى أنها تملك مواصفات المرأة الصالحة،
والمتزنة، العامر قلبها بالحكمة، في حين ان هناك روايات تصفها بانها
حاربت وصي موسى .(1) وهذا ما بحثته انا ولكن وجب اشارة إلى ان لشعيب
بنات قيل اربع وقيل سبعة وبينهن اثنان هما صافوراء وصفيراء.
بعد وفاة موسى تسلم يشوع زمام قيادة الأُمة، وأصبح قائداً لبني
إسرائيل طوال الحقبة التي تم فيها الاستيلاء على معظم أرض كنعان.
لقد استطاع يشوع وهو ما زال في سهل موآب، أَن يجند قواته ويجهزها
وينظمها لخوض المعارك التي اشتدت بعد أن اجتاز نهر الأُردن، ولكن
الغريب ان يشوع خاض ثلاث معارك: واحدة في المنطقة الشمالية، وأُخرى
في المنطقة الوسطى، وثالثة في المنطقة الجنوبية، أسفرت كلها عن
انتصاره .
والأغرب من ذلك ايضا ان الاثنين معا عصفت بدولتهم الفتن ولم تدم
حكومتهم إلا بضع سنوات وكذلك فإن معارك علي بن أبي طالب كانت ثلاث
أيضا واحدة في الشمال في سهل صفين مع معاوية ، وواحدة في الوسط قرب
الكوفة مع الخوارج ، والأخرى في الجنوب بالقرب من البصرة. فلم يكن
هذا التشابه اعتباطيا بين معارك يشوع وعلي بن ابي طالب ، انها سنن
التاريخ.
الامر الآخر الذي تتشابه به اوجه التاريخ بين يشوع وعلي ،هو ان يشوع
امره الرب ان يخرج من المدينة لان موسى قد مات فقال في سفر يشوع 1:
2 (( كان بعد موت موسى عبد الرب ان الرب كلم يشوع بن نون خادم موسى
قائلا. موسى عبدي قد مات. فالآن قم اعبر هذا الأردن أنت وكل هذا
الشعب إلى الأرض التي انا معطيها لهم أي لبني إسرائيل)). وهذا نفسه
حصل مع علي بن ابي طالب حيث بعد وفاة النبي ورجوع الامر إليه هاجر
إلى الكوفة التي اصبحت فيما بعد معقلا له ولشيعته. فأرسى فيها اولى
لبنات الدولة العالمية وجعلها عاصمة العالم الاسلامي
الموعود.تقابلها دولة يشوع في سهل وادي مجدو التي اسسها لشعب
إسرائيل ، والتي انحرفت فيما بعد فأصبحت هدفا لهذه الدولة العالمية
الموعودة ، دولة حفيد علي .
إذن اين هي حرب صافوراء على يوشع وصي موسى .
صافوراء التي تزوجها موسى توفيت بعد انجابها للطفل الثاني (ألعيزر)
حيث ان لموسى اثنين من الأولاد كما في سفر أخبار الأيام الأول 23:
15(( ابنا موسى : جرشوم وأليعزر)). فعمد موسى إلى الزواج من اختها
صفيراء لكي ترعى اولاد اختها، ولم تنجب له اطفالا وكانت تتمنى دائما
ان يوصي موسى لأحد ابناء اختها لان الطفل ابن امه وعلى شريعة امه في
عقيدتهم (2) وهي تريد ارجاع مجد أبيها كاهن يثرون ، ولكنها صُعقت
عندما اوصى موسى لخادمه يشوع.
وجن جنونها وبعد ما توفى موسى عمدت إلى شن حرب خاطفة مدمرة ضد وصيه
يشوع وهي المعركة التي وقعت في المنطقة الجنوبية وهي أولى معارك
يشوع. ولدى البحث عن مصدر حرب صافوراء المشار لها في فهرست حروب أرض
كنعان من (صَين إلى أدوم) والموجود منه نسخة في مكتبة كنيسة مار
بهنام في منطقة الخضر في الموصل والذي يقول فيها في الجزء الثاني ص
: 54 : ((فكانت حربها من اجل ان تعيد مجد أبيها فلم ترتض ان يكون
ملك أبيها لغير أليعزر فخرجت صفيراء تقود الجيوش وهي في محملها الذي
يحمله عبيدها ولكنها خسرت وماتت وهي باكية على مجد ابيها)).
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــ
1- قال الشيخ النمازي في مستدرك سفينة البحار ( ج6 / ص296 ) :
صفوراء بنت شعيب زوجة موسى بن عمران ، خرجت على وصيه يوشع. وفي
بشارة المصطفى ج36 ص5 قال عن عبد الله بن مسعود قال :« قلت للنبي:
يارسول الله من يغسلك إذا مت ؟ قال : يغسل كل نبي وصيه ، قلت : فمن
وصيك يارسول الله ؟ قال : علي بن أبي طالب ، فان يوشع بن نون وصي
موسى خرجت عليه صفوراء بنت شعيب زوجة موسى.
2- سفر الأمثال 6: 20 (يا ابني ، احفظ وصايا أبيك ولا تترك شريعة
أمك اُرْبُطْهَا عَلَى قَلْبِكَ دَائِمًا. قَلِّدْ بِهَا عُنُقَكَ.
22 إِذَا ذَهَبْتَ تَهْدِيكَ. إِذَا نِمْتَ تَحْرُسُكَ، وَإِذَا
اسْتَيْقَظْتَ فَهِيَ تُحَدِّثُكَ)