الكرد ودورهم في معركة الظهور. حرب المياه الجزء الثاني

2021/01/31

عندما نشرت الجزء الأول من البحث انتظرت طويلا لأرى ردود الافعال ولكن عمق الادلة التي قدمتها في البحث لم تعط مجالا لأحد ان يُعلق عليه او يرد عليه، لأني كتبت البحث بطريقة محاكمة النصوص وليس شرحها.إلا شخص واحد كردي حمل اسما كبيرا ولقبا علميا رد على بحثي ببحث طويل عريض شرّق وغرّب فيه ولم يُصب اهدافه ولا مراميه.
المشكلة ان هذا الكاتب الكردي ابتدأ رده على بحثي قائلا : ( أن ثورة العشرين انطلقت من كردستان).
وأنا لا ادري ما علاقة ثورة العشرين بالموضوع الذي طرحته؟
 
ثم ذهب إلى مشكلة المياه بين كردستان وإيران وتعرض إلى نهر القارون وقال انه يُغذي العراق فدخل في مغالطات جغرافية اوقعته في مطبات لم يخرج منها سليما لأن نهر الكارون ليس له علاقة بأنهار العراق بل هو نهرٌ يصبُ في نهاية شط العرب على حافة عبادان، ولكنه اشار من حيث لا يدري بأن هناك حرب مياه قادمة وستكون حرب شرسة جدا سيكون فيها الاكراد لاعبا اساسيا تستغلهم قوى صهيونية وضعتهم ـــ الميديون ـــ في مخططاتها. 
 
الموضوع. 
كما تقول التوراة كوثيقة تاريخية بين أيدينا فإن (الأكراد) زراعة يهودية خالصة ففي سفر الملوك الثاني 17: 6 نقرأ هذا النص الخطير (( في السنة التاسعة لهوشع أخذ ملك اشور السامرة، وسبى إسرائيل إلى اشور وأسكنهم في حلح وخابور نهر جوزان وفي مدن مادي)). وهذه هي حدود مملكة كردستان البدائية حيث تشكلت النواة الأولى للأكراد. 
الأكراد امة ضعيفة بنص التوراة ، وتبقى امة ضعيفة إلى حين حلول موعد الغضب الأكبر حيث تقول النبوءات في إرمياء : ((وعندما يحين الوقت لتحقيق وعد الله لتدمير بابل، سيطلق الله ضعيفا من المناطق الواقعة إلى الشمال من بابل)). 
 
وكذلك فان امة اليهود امة ضعيفة أيضا عددها قليل وهي لا تستطيع ان تخوض حربا مباشرة بل تستعين دائم بالشعوب الأخرى لتحارب نيابة عنها وهو ما وصفه القرآن المقدس(وحبل من الناس) ولذلك نرى ان أحلام اليهود في الحصول على الأرض والمياه اوسع واكبر من عددهم وفي قراءة للنص الذي يُجسد هذه الاحلام نرى سعة الأرض التي يحلمون بالوصول إليها والاستحواذ على مياهها كما نقرأ ذلك واضحا في سفر التثنية 11: 24 (( كل مكان تدوسهُ بطون أقدامكم يكون لكم . من البرية ولبنان. من النهر نهر الفرات إلى البحر الغربي نحو مغرب الشمس يكون تخمكم)). 
 
وتشمل النبوءة ارض فلسطين والأردن ومصر وجزء من السودان واجزاء من تركيا وسوريا والعراق انتهاءا بالخليج العربي. 
 
هذه الأرض الواسعة المترامية الأطراف لا يستطيع اليهود ان يُسيطروا عليها نظرا لقلة عددهم ولذلك سوف يدفعون الأتراك والأكراد والامريكان والخونة من العرب وغيرهم من الحلفاء إلى الحرب نيابة عنهم ، وأما دور اليهود فيسكون ذو شعبتين. 
 
الأولى : تغذية الصراع بكل الوسائل حتى اضعاف الاطراف المتقاتلة وتزويدهم بالسلاح ودعمهم اعلاميا وماليا ولكن ليس من اموالهم ، بل من اموال يتبرع بها زعماء وملوك خونة لا ضمير لهم. 
 
والثاني : سيقوم اليهود من بعيد بقصف المناطق الاستراتيجية المهمة بالصواريخ ولربما بالقنابل النووية لأن لا قدرة لهم على المواجهة. واغلب اليهود سوف يكونوا مختبئن في الملاجئ تحت الأرض ، وعندما ينهك الجميع ويضعفوا يخرج عليهم اليهود بما يملكونه من اسلحة فيقضون عليهم ويتركون بقية الأمم ضعيفة لكي تخدمهم حيث نرى ذلك واضحا في سفر إشعياء 61: 5 ((ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حرّاثيكم وكرّاميكم. أما انتم تأكلون ثروة الأمم، وعلى مجدهم تتأمرون)).
 
ومن أجل السيطرة على منابع المياه لخنق الشعوب عطشا واضعافهم سوف يسعى اليهود لتشكيل عدة دول منها في جنوب السودان على منابع النيل ، ودولة كردية تضم اجزاء من إيران وتركيا وسوريا والعراق وستكون اكثر الأنهار ضمن هذه الخارطة الجديدة ومنها نهري دجلة والفرات (ايوفرات وحداقل) انهار الجنة كما تصفهن التوراة ، حيث بدأت اطماع الأكراد تبدو واضحة ترعاها إسرائيل وبدات حركة بناء السدود الكبيرة في كردستان وما جاورها إيذانا ببدء تحقق نبوءة ـــ مخطط ـــ حرب قرقيسيا او حرب كنوز الفرات وقد بدأ تسليح كردستان فعليا. 
 
لا أريد ان اكتب تاريخ الاكراد ولكني اريد ان استعرض دور الاكراد في كل ما يحدث على ارض العراق الطيب وما رسمته التوراة من دور لهم.(1) 
 
اليهود تكفلوا بكتابة تاريخ الاكراد ووضعوا لهم ذكرا في توراتهم وتلمودهم وجعلوا منهم امة مقتدرة قوية بعد ان كانوا شراذم متوزعة في اعالي الجبال يتناحرون فيما بينهم قبليا وعرقيا. فعمد اليهود إلى الفئة الاقرب إلى قلوبهم الميديين ـــ البرزانيون فيما بعد ـــ فدوّنوا لهم تاريخا استحوذ على قسم كبير من التوراة ونسبوا لهم معارك اسقطوا من خلالها الامبراطورية الآشورية وجعلوا لهم مستقبل مرعب يتمحور حول سقوط بابل العظيمة وهاهو دورهم قد حان .
 
امة صغيرة منسية كما تقول التوراة (لا يعرفون يمينهم من شمالهم) سيتسببون في ارباك مريع في الشرق الأوسط.(2)
 
ففي منتصف القرن العشرين تركت أغلب الأقلية اليهودية من الأكراد كردستان وذهبوا إلى دولة إسرائيل، واندمجوا مع سكانها وتكلموا اللغة العبرية ليُعاد صياغتهم من جديد ثم ارجاعهم لكردستان الموعودة التي تجري على اراضيها ثلثي مياه المنطقة.
 
وإلى هذا اليوم لازالت مزارات أنبياء اليهود تحيط بكردستان من كل جوانبها لتحكي تاريخ المنطقة الصحيح. ومن الأماكن الأثرية اليهودية الهامة في كردستان قبور بعض أنبياء اليهود التي ذُكرت أسماؤهم في التوراة، مثل النبي ناحوم في مدينة القوش في شمال العراق، والنبي يونان (يونس) في مدينة نينوى القديمة، والنبي دانيال في كركوك ، ومعابد متوزعة هنا وهناك. 
 
ولو تناولنا مثال واحد من يهود كردستان البرزانيين لكانت المرشدة الدينية (أَسْنَاتُ البرزانية) التي وُلدت سنة (1590) م وعاشت في كردستان العراق حتى سنة (1670) م. كانت ابنة الحاخام (صموئيل بارزاني) في كردستان وتزوجت في وقت لاحق من الحاخام يعقوب مزراحي الذي كان رئيساً لمدرسة دينية يهودية في العمادية وكان أستاذاً فيها. 
كانت أَسْنَاتُ البرزانية مشهورة لمعرفتها شرائع التوراة والتلمود وبعد وفاة زوجها في وقت مبكر أصبحت رئيسة المدرسة الدينية في العمادية وأستاذة كبيرة فيها لأنها كانت من أكبر العلماء العارفين بشرائع التوراة في كردستان (3) ساكتفي بهذا النص على قلته لأن فيه دلالات كثيرة للقارئ ، اضافة إلى ان الاخوة ذكروا الكثير في مشاركاتهم على الجزء الأول من الموضوع. 
 
فحسب نبوءة التوراة فإن الاكراد من قطاع الطرق الناهبين لأراضي الناس سوف يكون لهم دور في خراب العراق وما جاوره، وهناك نبوءة في سفر إشعياء جدا خطيرة يتنبأ فيها عن الاكراد ودورهم في مصائب هذه المنطقة وهي رؤيا طويلة فيها رموز كثيرة تشير إلى دور الاكراد في سلب ونهب وتخريب العراق وما حوله ففي سفر إشعياء 21: 2 يقول : ((قد أعلنت لي رؤيا قاسية: الناهبُ ناهبا والمخربُ مخربا. اصعدي يا عيلام. حاصري يا مادي. قد أبطلت كل أنينها)).وقد بدأ الاكراد فعلا نهب وسلب اراضي بابل ــ العراق ــ . 
 
ثم يستمر إرميا النبي فيقول بان هناك قوى اربعة سوف تدمر الأكراد وتُبدد احلامهم كما هو معتاد في لغة إرميا الرمزية فإنه يطلق عليها الرياح الاربعة وهي سوريا ،العراق ، تركيا إيران . حيث ستشعر بالخطر وتُعارض اقامة امبراطورية كردية فتحدث عندها المجزرة الكبرى حيث سيهب اليهود مع حلفائهم الغربيين لنصرة البرزانيين اليهود. 
 
كما نقرا في سفر إرميا 49: 34 (( كلمةُ الربِ التي صارت إلى إرميا النبي على عيلام قائلة : وأجلبُ على عيلامَ أربع رياح من أربعة أطراف، وأذريهم لكلِ هذه الرياح ولا تكون آمة إلا ويأتي إليها منفيو عيلام وأرسل ورائهم السيف حتى أفنيهم)). 
 
اي سيتم نفي الاكراد بعد هذه المعركة ، كما نفاهم الرئيس العراقي صدام حسين إلى جنوب العراق في السبعينات. 
 
وهناك موضوع آخر لم يتطرق اليه احد عادة وهو من هم الذين سيهاجمون بابل؟
ان الكرد يمثلون جزءا متكاملا في تدمير بابل في المستقبل.ولكن كما لم يعر احد اي اهتمام للكرد في التاريخ كأمة هامشية، لم يعر احد اي اهتمام للفقرات الخاصة بتدمير بابل ايضا. ولكن أشعياء يشرحه كما يلي حيث نرى في سفره 13: 17-18: (( هانذا أهيّجُ عليهم الماديين فتُحطم القسي الفتيان، ولا يرحمون ثمرة البطن ولا تشفق عيونهم على الأولاد)). 
 
فلم يذكر ارميا الفرس والرومان والعرب والترك ليبدأوا بالهجوم، ولكن الأكراد سيكونوا هم السبب لربما بإيعاز من شركائهم اليهود، وهذه معجزة في ان الأكراد القدماء استمروا كشعب في مناطقهم القديمة لما يربو على الالفين عام يتكاثرون في صمت لا حضارة لهم ولم يندمجوا بين الامم وهي نفس عادات اليهود. 
 
ولكن هل ان الكرد المعاصرين هم في الحقيقة احفاد الميديين القدماء؟
 
يرجع المؤرخون اصل الكرد المعاصرين الى الميديين القدماء في الشرق الاوسط، ولايزال الكرد يعيشون على الاراضي الميدية القديمة في الشرق الاوسط مع بقايا من اليهود فملك آشور عندما سبى اليهود فإنه نفاهم إلى أرض الماديين ــ الكرد ــ وهذا ما نراه واضحا في سفر الملوك الثاني 1 : 17 . ويعكس لنا هذا السفر مدى التعايش الديني والاجتماعي بين الاكراد الماديين واليهود الاسرائيليين كما يحدث حاليا في مسامعنا وامام أعيننا ان الاكراد يرجعون شبرا فشبرا الى اصلهم وجذورهم اليهودية.(4)
 
اضافة إلى ذلك فإن التوراة تتحدث عن (استير) (5) ملكة اليهود التي حكمت على اجزاء واسعة من ارض فارس ــ مادي ــ فإن استير هذه عاشت في منطقة الماديين ، كردستان الحالية. 
ومن المعاصرين فإن المؤرخ التركي أحمد أوجار فجر قنبلة كردية دفعت عائلة برزاني إلى محاولة اغتياله ، فقد امتلك وثائق تؤكد أن ( البرزاني يهودي ) وذكر أن البروفيسور الكردي اليهودي يونا سابار الاستاذ بجامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس أكد ذلك في كتابه الأخير.
وكذلك فان المؤرخ احمد أوجار نفسه عندما بحث في أرشيف الوثائق العثمانية أكد وجود وثيقة دامغة تظهر أن حاخاما يهوديا باسم (شالوم برزاني) نفي أولا إلى سلانيك، ومن ثم تم ترحيله إلى القدس، ومن المعروف جيدا حسن علاقة الملا مصطفى البرزاني وولده مسعود بدولة اسرائيل الداعمة لاستقلال الكرد في العراق فقط بعيدا عن الاجزاء الأخرى، التي يطالب بها الكرد في ايران وسوريا .
 
فهل يأخذ ابناء المناطق المستهدفة من قبل الكرد ذلك على محمل الجد ويعدوا العدة لما اهو اسوأ؟ 
وهل سوف تتدخل وزارة الموارد المائية فتمنع الاكراد من بناء السدود العملاقة على روافد الانهر . 
 
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــ
1- بعض الاجابات هي رد على سؤال احد الاخوة الذي يقول فيه : (انا اعلم ان التغيرات الثيولوجية في الشرق الاوسط هي التمهيد لحركة ظهور المهدي. داعش والنصرة والانشقاقات الشيعية وعلو وهبوط الانظمة ــ الربيع العربي ــ وكذلك دخول وخروج الامريكان للمنطقة ولكن... انا لست افهم مكان الكرد في كل هذا. ارجو منك اعانتي هل هناك نبوءة غفلناها ولماذا ركز الامريكان عليهم هذه المرة) اريد ان اقرأه قبل اي احد ارجوك.. ربما نتعاون عليه انا وانت اذا سمحت. وتأكدي انه لن يخرج مني... الكرد امة ليست كباقي الامم فهي اكثرها خمولا تاريخيا ولم نجد لهم اي اشتراك في عجلة الانسانية. قوميون لدرجة القرف واريد بمعونتك ان افهم درجة ضلوعهم بالحرب المرتقبة . مايريبني هو ادخال الانگليز الاكراد خلال رسم حدود العراق في سايكس بيكو ولم يضموا ارضهم لتركيا.. الشياطين كانوا يخططون منذ مائة عام على جعل اكراد العراق قنبلة موقوتة تنفجر في معركة الظهور.. ما رأيك؟
 
2- وصفت التوراة الشعب الكردي الذي يعيش في اعالي نينوى بأنه شعب (أبله) لايعرف يمينه من شماله وإذا سأله احد عن اذانه فإنه سوف يُطوّح بيده حول رأسه في حركة دائرية ثم يقول لك هذه أذني. فتقول التوراة كما في سفر يونان 4: 11 (نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذي لا يعرفون يمينهم من شمالهم)). 
 
3- نقلا عن موقع المجلس اليهودي الامريكي American Jewish Committee دراسة عن تاريخ يهود كردستان.
 
4- وثائق دامغة حول هذا الموضوع تناولها الكتاب الذي صدر ونشر في العام 1982 من جامعة yale تحت عنوان ( الأدب الشعبي ليهود كردستان – انطولوجيا ) للكاتب البروفيسور يونا سابار اليهودي الكردي، عضو الهيئة التدريسية في جامعة كاليفورنيا فرع لوس انجلوس، يتناول بمجمله حياة اليهود الكرد في شمال العراق.احتوى هذا الكتاب على وثائق اخرى هامة وغريبة وصادمة اهمها وأغربها وأكثرها حساسية هي ما تتعلق بعائلة البرزاني.
 
5- استير الملكة التي رفعت مجد اليهود فخلدوها في فصل كامل ادرجوه ضمن اسفار التوراة زاعمين انه من الوحي ، استير هذه يتيمة رباها مردخاي ، وهي نفسها (هداسا) العاهرة اللعوب التي استخدمها اليهود فيما بعد لاسقاط وزارة (هامان) رئيس وزراء (احشويرش) الملك الفارسي كما تنص التوراة نفسها حيث جاء عنها في سفر أستير 2: 7 (( وكان مربيا لهدسة أي استير .. لانه لم يكن لها أبٌ ولا أم. وكانت الفتاة جميلة الصورة وحسنة المنظر)).
أخترنا لك
سؤال يؤسس لموضوع . هل نزلت التوراة دفعة واحدة ؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف