الحفلات التنكرية وارتداء الاقنعة .

2021/01/25

 
ست ايزابيل
يا ريت تنورينة بمعلومات حضرتك عن الحفلات التنكرية في الجامعات العراقية 
ومن اين اتت هذه الافكار ومن اول من قام بها وما الغاية من ذلك 
اكون ممنون من حضرتك
 
 
مقدما اقول لك . امة العرب بعد ان كانت مبدعة يقتبس منها العالم ، اصبحت تنسخ وتقتبس ما يقوم به العالم الغربي حتى لو كان شرا ، وهذا ما دعى إليه اعمدة الثقافة العربية ممن سار في ركاب الماسونية فقالوا : يجب تقليد الغرب واقتباس تجربته حلوها ومرها خيرها وشرها .(1)
 
أخي العزيز علي شريف الصالحي . مسألة الحفلات التنكرية ليس لها تاريخ محدد او مارسها شعب معين ولكن كل الأدلة تُشير إلى أن محافل الماسونية الأولى التي كانت على درجة عالية من السرية هي اول من استخدم الاقنعة لستر وجوه اعضائها . لأن الاعضاء في بداية الامر كانوا خليط من رجال الدين اليهود الطبقة العليا (السنهدريم) ورجال السياسية والبلاط . ثم تحولت الممارسات التنكرية إلى تقليد شعبي عن طريق لبس وجوه وازياء الآباء القديسين وكذلك لبس اقنعة تمثل الشيطان وأخرى تمثل الملائكة والقديسين وعرضه ذلك على مسارح ثم انتقلت الظاهرة إلى الشارع حيث يتخذها الناس للتحلل من اي قيم وضوابط وممارسة ما يحلو لهم تحت ستر الاقنعة وهي مثل (كذبة نيسان) حيث يُحلل التقليد الشعبي الكذب في يوم معين . 
وهناك رواية تقول ان يوسف الصديق اول من وضع قناعا فرعونيا مذهبا على وجهه (وتنكر) لاخوته لكي يختبرهم وقد جرت العادة منذ ذلك التاريخ ان من يُريد ان يقول شيئا يتنكر لكي يمتلك الجرأة على قول ما لم يستطع قوله . وهذا ما نراه جليا واضحا في نص توراتي يقول في 
سفر التكوين 42: 7(( ولما نظر يوسف إخوته عرفهم، فتنكر لهم وقال لهم : من أين جئتم)). وهذا ما أيده القرآن تقريبا حينما قال ((وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون)). 
وكان اليهود كما اشرت كثيروا التنكر لخداع الناس او لسرقة المعلومات منهم كما نرى في سفر صموئيل الأول 28: 8 (( فتنكر شاول ولبس ثيابا أخرى)). 
ولكن في المسيحية فقد كانت الحفلات التنكرية الأولى تجري في أعياد القديسين حيث يرتدون ملابس القديسين ويقومون بتمثيل ذلك على المسارح ، ثم انتقلت إلى القصور الفارهة للدوقات والبارونات في القرن الوسيط حتى ان الملوك مثل شارل الأول والاميرة كاترين وغيرهم كانوا على رأس المتنكرين وكان جواسيس الملك يختفون خلف الاقنعة لمراقبة الحضور والاستراق لهم وهم يتحدثون . 
ثم حل القرن الثامن عشر فاستعار الكاتب وعالم الرياضيات الانجليزي (لويس كارول) استعار مسألة التنكر والبس ابطال قصته كلهم اقنعة الحيوانات والطيور وغيرها وهي قصة (أليس في بلاد العجائب) 1895 علما ان كاتب الرواية نفسا تنكر تحت إسم آخر حيث ان اسمه الحقيقي هو (تشارلز دودجسون) ولكنه اطلق على نفسه لويس كارول حيث كان الكاتب لا يرغب ان يعرفه احد لانه كان متدينا جدا، ولا يريد ان يشتهر عنه انه يكتب روايات للاطفال ثم تحولت قصته إلى اكبر الحفلات التنكرية التي تجري إلى هذا اليوم. 
ولكن ثبت أيضا أن استخدام الاقنعة في الاحتفالات التنكرية كان في افريقيا من قبل مجموعات (الطواطم)حيث يرتدون اقنعة لطرد الشياطين او جلب المطر وغيرها ولا تزال عملية التنكر في بعض احتفالات افريقيا جارية إلى هذا اليوم . 
ولكن التقليد القديم في تنظيمات الماسونية والتجمعات السرية الأخرى لا يزال ساريا حيث يرتدي الاقنعة الجميع حتى لا يعرف الاعضاء بعضهم البعض. وهم يستمدون شرعية ذلك من التوراة حيث تقول ان يعقوب تنكر وخدع ابيه وسرق النبوة من أخيه اسماعيل وهو الذي جاء في سفر التكوين 27 : 11 . 
هذه لمحة عابرة عن تاريخ الحفلات التنكرية والبحث بحاجة إلى توسعة والمعلومات المتوفرة قليلة عن ذلك . 
تحياتي اخي العزيز .
إيزابيل بنيامين
ــــــ 
1- القول هو لطه حسين حيث يقول : (( لابد أن نسير سير الأوربيين، ونسلك طريقهم ونقتبس من حضارتهم، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب وما يكره، وما يحمد وما يعاب)) المصدر : ص80 أوهام العلمانية حول الرسالة والمنهج د. توفيق الواعي .وانا اقول : لماذا شرها .. ولماذا مرها . ولماذا ما يُكره منها . شيء عجيب وتقليد اعمى وانقياد ابله 
أخترنا لك
تتمة مهمة لموضوع : شخصية تسير مع الزمن . إييليا

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف