قلت له : هل تستطيع ان تُبين لي كيف يتكون الليل والنهار؟
فقال : وهل هذا سؤال ؟
فقال له صاحبه : احذر من كمائن هذه اللاهوتية.
فقال : الليل والنهار يتكون بسبب الشمس ودوران الأرض حول
نفسها.
قلت له : جيد . ومن أين يأتي النور في الليل ؟
قال : من القمر المضيء في انحاء السماء.
قلت له : هل الليل والنهار خُلقا قبل الشمس والقمر . ام أن الشمس
والقمر خُلقا قبل الليل والنهار ؟
قال : طبعا الشمس والقمر خُلقا قبل الليل والنهار ، لأن الشمس هي
السبب في تكوين ذلك.
قلت له : وهل قرأت ما جاء في سفر (الخليقة) ؟
قال : نعم . وماذا به انه يتكلم عن الخلق في بدايته . قلت له اقرأ
عليك ثم اجبني .
قال تفضلي .
سفر التكوين : (( في البدء خلق الله السماوات والأرض. وكانت الأرض
خربة وخالية. وعلى وجه الغمر ظُلمة، وقال الله : ليكن نورٌ ، فكان
نور. ورأى الله ألنور أنهُ حسنٌ. وفصل الله بين النور والظلمة. ودعا
الله النور نهارا ، والظلمة ليلا. وكان مساءٌ وكان صباحٌ يوما
واحدا. وكان مساءٌ وكان صباحٌ يوما ثالثا. وقال الله : لتكن أنوارٌ
في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل، وتكون لآيات وأوقات وأيام
وسنين. وتكون أنوارا في جلد السماء لتُنير على الأرض. فعمل اللهُ
النورين العظيمين: النور الأكبر ـــ الشمس ـــ لحُكم النهار، والنور
الأصغر ــ القمر ــ لحُكم الليل ، والنجوم. وجعلها الله في جلد
السماء لتُنير على الأرض. وكان مساءٌ وكان صباحٌ يوما رابعا)).(2)
قال نعم جيد شيء جميل انك تحفظين ذلك . ولكن اين الاشكال؟
قلت له : الاشكال في بداية السؤال . هل خلق الله الليل والنهار قبل
الشمس والقمر ؟؟ لأن النص يقول ان الرب الله خلق الأرض في اليوم
الأول ، وخلق فيها الليل والنهار، وخلق الشمس والقمر في اليوم
الرابع. فكيف يكون الليل والنهار سابق لخلق الشمس والقمر باربعة
أيام.؟ (3)
سحبهُ صاحبه من قبّائه وقال له : ألم اقل لك احذر من كمائن هذه
اللاهوتية.
التفت لي وقال : انظري يا بنتي . لغة الله لا تشبه لغة
البشر؟؟!!
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــــــ
1- كان ذلك على هامش تأبين شهداء كنيسة سيدة النجاة الذي اقامته
كنيسة القديس اوغسطين في العاصمة السويدية ستوكهولم حيث قال هذا
الاب في كلامه على ان الشمس التي خلقها الرب في اليوم الرابع هي شمس
البر والايمان يسوع المسيح فجعلني ذلك اتميز غيضا عليه وقررت
الايقاع به.
2- سفر التكوين 1: 1
3- يعترف القس انطونيوس فكري في تفسيرة فيقول : فالشمس لم تكن قد
خلقت في اليوم الأول وحتى اليوم الثالث ثم خلق العظيمين أي الشمس
تنير صباحًا والقمر ينير ليلًا أي في اليوم الرابع . وكعادته في
الهروب لم يتطرق القس انطونيوس في تفسيره لهذا الاشكال كيف يكون ليل
ونهار ، قبل خلق الشمس ، وكيف يكون نور في الليل قبل خلق القمر.
وأما القمص تادرس يعقوب فقد قفز من اليوم الأول إلى الخامس هاربا من
مصيبة خلق الليل والنهار قبل خلق الشمس. ولكن العلامة أوريجينوس
يقول في تفسيره: المسيح هو نور العالم الذي يضئ الكنيسة بنوره. كما
يستمد القمر نوره من الشمس فينير الظلام، هكذا تستمد الكنيسة النور
من المسيح لتضئ علي الذين هم في ظلمة الجهل!!
والرب لم افهم شيئا . —