المرأة بين الدين والحضارة. الحلقة الأولى

2021/01/18

 
أنا امرأة واتكلم عما أراه وأسمعه من الرجال إما شفاها او من خلال ما كتبوه في الماضي والحاضر ومن أشهر رجالاتهم : ((أنتِ بوابة الشيطان. أنتِ من اجترأ وأكل من الشجرة المحرمة. أنتِ أول من كسر الشريعة الإلهية ... أنتِ من دمّر الرجل المخلوق على صورة الله ورمى به خارج فردوسه)). (1)
وياليت الأمر توقف على ما يقوله الرجال ولكن المؤلم هو ما يقوله الله الرب في وصف مخلوقته حواء التي خلقها :((وغاية الخبث خبث المرأة وكل خبث ولا خبث المرأة ولا غضب شر من غضب المرأة مساكنة الاسد والتنين خير عندي من مساكنة المرأة الخبيثة خبث المرأة يغير منظرها ويرد وجهها اسود كالمسح لا يعثرك جمال امرأة ولا تشته امرأة لحسنها غضب ووقاحة وفضيحة عظيمة المرأة التي تتسلط على رجلها المرأة الشريرة ذلة للقلب وتقطيب للوجه والم للفؤاد التي لا تنشئ سعادة رجلها انما هي تراخ لليدين وتخلع للركبتين من المرأة ابتدأت الخطيئة وبسببها نموت نحن اجمعون. لا تجعل للماء مخرجا ولا للمرأة الشريرة سلطانا ان لم تسلك طوع يدك تخزيك امام اعدائك فاقطعها عن جسدك لئلا تؤذيك على الدوام)). (2)
قبل البداية لا بد من التنويه بأن هذه النظرة لم تتغير عن المرأة والمرأة لم تحصل على حقوقها في أوربا حتى زمن الحرب العالمية الثانية حيث اعطى هتلر للمرأة ما لم تكن تحلم به ، واخذ منها مالم تسمح بأخذه . أعطاها حقوق العمل وحرية التصرف وحرية الرأي . واخذ منها فلذات اكبادها وقودا للحرب أدخلها مصنع الانتاج ومصانع الانجاب ، وكل امرأة تُنجب اكثر من ثلاث أولاد لها جوائز تنالها. 
الحرب اكلت الرجال ،والمصانع بحاجة لليد العاملة فكانت المرأة قطع الغيار التي حلت بدل القطع التالفة من الرجال في الحرب ويُبين لنا حجم الكارثة في نقص الرجال من خلال خطاب هتلر الذي القاه في تجمع الناس في مصنع صواريخ المدفعية الثقيلة في شتوتكارت حيث قال : ((اذا انتهت الحرب فسوف تحصل كل واحدة منكن على بيت وسيارة ورجل)).(3) 
أصبحت المرأة تعاني معاناة مريعة من خلال نقص الرجال في الحربين وتحققت نبوءة الكتاب المقدس التي جاء في سفر إشعياء 4: 1 ((فَتُمْسِكُ سَبْعُ نِسَاءٍ بِرَجُل وَاحِدٍ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاَتٍ: «نَأْكُلُ خُبْزَنَا وَنَلْبَسُ ثِيَابَنَا. لِيُدْعَ فَقَطِ اسْمُكَ عَلَيْنَا. انْزِعْ عَارَنَا)) . نص محزن يعكس حالة المرأة تحت قوانين الرجال وقراراتهم الظالمة. يطلبن الرجال فلا يجدن وعندما يجدن الرجل يقلن له : نحن ننفق على انفسنا ناكل خبزنا ونلبس ثيابنا فقط نريد اسمك كرجل يُخيّم علينا ونرضى ان نتشارك نحن السبع نساء بك فقط ليكُن اسمك علينا. 
وانتهت الحرب وحاولت المرأة ان تنتقم من الرجل اذي اخذ منها فلذات اكبادها حطبا لحربه المجنونة وأخرجها من بيتها ليلقيها في مصاعب حياة العمل فجمع لها مهام المرأة ومهام الرجل. مهام المرأة في الحمل والانجاب والرضاع وادارة شؤون البيت والحيض والنفاس ومهام الرجل في العمل ومصارعة الحياة من أجل لقمة العيش. فازدادت تعاستها وعلى اثر ذلك تكونت امبراطورية ((الفمنست: التعاضدية النسوية ضد الرجل)) وتغلغلت المرأة في كل مناحي الحياة. ولكنها مع ذلك لم تحصل على ما تريد وبقيت النظرة نفسها التي يضعها الرجل امامها كل يوم 
سنوات طويلة وانا اتابع حال المرأة في الغرب ، حيث الشعارات البراقة التي يُصدّرونها لبقية أنحاء العالم والصيحات التي تُنادي بالاقتداء بالغرب في مجال ((حرية المرأة)). حتى أصبحت عندي حصيلة هذا التتبع ارقام مخيفة وحقائق مروعة تتعلق بحال المرأة في الغرب. وكلها تقارير موثقة من اكبر مؤسسة دولية غربية يجلس فيها كل ممثلو شعوب الكرة الأرضية تلك هي الامم المتحدة وفروعها الأخرى. لا يحق لي أن اتحدث وأنا بعيدة عن هذه الدول ، ولكني لما حللت بها منذ سنوات بدأت رحلتي في هذا الاتجاه لكوني امرأة وان الأمر يخصني ،فكانت الحصيلة البحث الصغير الآتي. 
لا أناقش حال المرأة الشرقية التي يقودها سوء الحظ إلى بلدان أوربا. أنا لا أريد أن اُخطّأ القرآن عندما اقول بعكس ما يقوله القرآن يقول : ((ولن ترضى عن اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) . أنا لا ادري ماهو نوع (الرضا) (4) الذي ذكره القرآن هنا لربما هناك تفسيرا لا أعلمه فالمسلمون ادرى بتفسير ذلك . ولكني اقول لعل القرآن يقصد نوعين من الرضا .
الرضا الخارجي : وهو بعد اتباعك ملتهم سوف يظهرون لك الابتسامة واللطف في التعامل والذي يعتبره المتبعون لملتهم تعاطفا وحبا قلبيا نظرا لتأثير ثقافة الاسلام التي كان ينتمي لها المسلم وبساطة وثقتهم السريعة بمن يبتسم لهم. 
الرضا الداخلي : وهو ان يرضى عنك اليهودي أو النصراني لكونك فعلا اتبعت ملته واصبحت مثله نسخة مستنسخة من الكفر بمقدسات الاخرين وعدم احترام الشعوب ونهب ثرواتها وشرب للخمر واكلك للخنزير وممارستك لكل انواع التحلل والتحرر من كل القيم السابقة والتخلص من الموروث العائلي .... وغيرها. 
طبعا كلا الأمرين لا يتحققان حيث تبقى العقبة الكبرى والتي تقف سدا بوجه رضا اليهود والنصارى عنك ، وهو انك ((شرقي)) عيونك سوداء وشعرك اسود عنصر متدني. الغباء والحماقة والتخلف فيك طبيعة لا يُمكن تغييرها. وهذا ما نراه ونلمسه يوميا ، وخصوصا إذا أصبحت على علاقة مباشرة معه في الدائرة الضيقة من الأعمال مثل ((الترجمة)).
يتبع . الحلقة الثانية 
المصادر ـــــــــــــــــــ 
1- من كتاب : تحت ملابس النساء . المؤلف ترتليانوس أوفري 1973. 
2- يقول القس أنطونيوس فكري في تفسير سفر يشوع بن سيراخ تفسير سفر حكمة يشوع بن سيراخ: ((أصعب خبث هو خبث المرأة فهي لضعفها تدبر بخبث، هي تلجأ للحيلة لا للمواجهة فالمصيبة التي تدبرها المرأة التي تبغض هي أصعب مصيبة بل يشبه الخبث والانتقام من المرأة برأس الحية بما فيها من سم وإذا لم يستطع الرجل السيطرة على امرأته فليطلقها: إقطعها عن جسدك)). لا اورد تعليق القس على جملته الاخيرة، فلا يفهم قوله شخص آخر ،الذي برر فيه اطلاقه لكلمة الطلاق هنا لكونها محرمة في ديانته. 
3- كتاب : كوبلز فنّ الدعاية النازية . هنريخ شتوت هوفمان 1962. 
4- (( حتى تتبع ملتهم )) باتريس لومومبا اتبع ملتهم ،كان وثنيا ثم تنصّر ولكنهم قتلوه لأنه حاول ان يبني نظام ديمقراطي حقيقي في الكونغو فقاموا بتصفيته عام 1961على الرغم من اعتناقه للمسيحية. هؤلاء لا يهمهم اتّباع ديانتهم بقدر ما يهمهم أن تكون مصالحهم بخير
أخترنا لك
غاليليو ضحية الجهل البابوي .

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف