النبوءة الثالثة لسر فاطمة

2021/01/15

إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 
اصر الكثير من أصدقائي أن اكتب لهم عن نبوءة فاطمة وكثرت الطلبات على الخاص والعام . وانا مترددة لأن ما سأكتبه سيكون خطيرا وسيكشف سر سبب اعتقال ((لوسيا)) ووضعا تحت الاقامة الجبرية في دير مجهول .
((لوسيا)) آخر من تبقى من الذي شاهدوا السيدة فاطمة عام 1917 . ولم يُكتشف سر وجودها حية إلا بعد موافقة البابا بولس السادس (جيوفاني باتيستا) للأب أغسطينوس الذي كان الأب الروحي للكنيسة العظمى في مدينة فاطمة في البرتغال بزيارة لوسيا في معقل اقامتها الجبرية كما تقول صحيفة : ربيكا الإيطالية : ((الراهبة لوسيا، التي كانت متحصنة في دير، فلا يحق لها أن تغادره ولا أن تتلقى الزيارات !)) .
يقول الأب أغسطينوس أن لوسيا استقبلته بقلب حزين جدا وخاطر منكسر قائلة له : أبتي، أن سيدتنا المقدسة ذات النور الزاهر حزينة جدا لعدم الاهتمام بنبوءة عام 1017 . وأنا جدا سعيدة بمكاني هذا حيث هيأ لي وقتا كافيا للقاء بسيدتي روحيا ولمرات عديدة مع اني أعيش في عزلة عن الناس وانقطاع كامل عن العالم الخارجي إلا إن لي بلقائي بها عزاءا فريدا لا يشعر به إلا من جللته أنوارها الزاهرة.
خرج الأب اغسطينوس من مقابلتها حاملا منها رسالة إلى البابا بولس السادس حبر الكنيسة الكاثوليكية الأعظم في روما وسلمه الرسالة يقول الأب أغسطينوس بأن البابا فتح الرسالة وبدأ بقراءتها ثم بدأت يده ترتعش بشدة ثم اهتز جسمه كله . وعند الانتهاء من قراءة الرسالة لم يقوى البابا على النهوض وطلب ماءا ليشرب ثم امر البابا بوضعها ضمن رسائل الفاتيكان الأكثر سرية ومنذ أكثر من (90) عاما تعهدت الكنيسة مرات ومرات في اظهار سر رسالة (لوسيا) ووضعها بين يدي الباحثين إلا أن الكنيسة لم توف بعهدها مع انها حددت تاريخ لذلك .
ولكن نستطيع ان نعرف سر الرسالة من خلال سلوك البابا بعد قراءته لرسالة سر فاطمة فالذي حدث أن البابا بعد قراءته للرسالة تحسنت نظرته كثيرا للدين الإسلامي حتى أنه اصدر بيانا يُبين فيه موقف الكنيسة من الدين الإسلامي.
ففي 28 أكتوبر 1965 أذاع البابا وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني بعنوان ((في علاقات الكنيسة مع الديانات غير المسيحية)) وتطرقت إلى الإسلام واعتبرته الأكثر إيجابية وانفتاحًا فقالت الوثيقة ((إن الكنيسة تنظر بعين التقدير للمسلمين الذين يعبدون الإله الواحد الحي القيوم الرحمن القدير الذي خلق السماء والأرض وكلّم الناس بالأنبياء، ويسعون بكل نفوسهم إلى التسليم بأحكام الله كما سلّم إبراهيم الذي فخر الدين الإسلامي به، وأشاد أيضًا بموقع يسوع وأمه مريم العذراء في الديانة الإسلامية وكذلك بخصوص التطابق تقريبًا في التعاليم حول يوم القيامة من قيامة الموتى ودينونة الله للناس فضلاً عن القواسم المشتركة العديدة في الحياة الأدبيّة والصلاة والصوم والصدقة. ودعت الوثيقة إلى تناسي المنازعات والعداوات التي حصلت في الماضي وترسيخ التفاهم من أجل جميع الناس ولتحقيق العدالة الاجتماعية والقيم الروحية والسلام والحرية)) (1).
(( أنشأ البابا أيضًا المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية والذي يصدر مجلّة إسلاميات - مسيحيات الشهرية التي تنشر أبحاثًا ونصوصًا يعدّها ويكتبها لاهوتيون وفقهاء من المسيحيين والمسلمين، وفي 17 مايو 1964 أسس البابا أمانة سر خاصة بالمسلمين في 22 نوفمبر 1974 باسم الأمانة العامة للعلاقات مع المسلمين والتي نظمت عددًا وافرًا من المؤتمرات واللقاءات سيّما مع جامع الأزهر في مصر ولكن كان تركيز البابا في مؤتمراته أكثر على عدد من هيئات قم الدينية في إيران ، كما تم تنشيط العلاقات مع عدد من المنظمات الشيعية والممثلة للجاليات الإسلامية في أوروبا . (2)
كل هذه التغييرات حصلت في سلوك الكنيسة الرومانية العظمى بعد قراءة رسالة لوسيا عن أسرار فاطمة الثلاث .
وكان آخر من التقى بلوسيا هو البابا يوحنا بولص الثاني قبل وفاته بسنوات الذي كان يصر على أن لايراها ولا يلتقي بها أحد .
وماتت لوسيا قبل سنوات في منفاها ومحل اقامتها الجبرية ليُدفن معها سرا طالما اقلق الفاتيكان وهز عروش المسيحية برمتها ونشر الفاتيكان آخر صورة لها ، وماتت لوسيا وضاع قبر ((لوسيا)) كما ضاع قبر من ظهرت لها.
الحلقة الثانية اسرار فاطمة الثلاث .
المصادر ـــــــــــ
1- راجع بيان المجمع الفاتيكاني الثاني ، الموسوعة العربية المسيحية، 24 يناير 2012.
2- راجع مجلة المسرة، كانون الأول 1978، العدد 640، ص.838 —
أخترنا لك
قس معاند

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف