جهل التوراة هل يعني جهل الله او خطأ الوحي أو كذب موسى ؟

2020/01/12

مقدما أقول : سوف ترى الخلط المزري في اجوبة بعض من ينتمون لهذا الكتاب والتزوير واللي القاسي للنصوص من أجل تبرير وتمرير مثل هذه الاكاذيب. وكذلك انصح كل من يُريد أن يكتب ردا أن لا يلجأ ((للكوكلي)) لأنه حمّال اسفار إنما عليه ان يعتمد على المراجع المطبوعة. 

 

تجهل التوراة من هو آخر ملوك بابل . فقد ورد في سفر دانيال أن بيلشاصر هو آخر ملوك بابل وتبدو التوراة مطمئنة إلى ذلك كما جاء في سفر دانيال 7: 1 : (( في السنة الأولى لبيلشاصر ملك بابل)) أو قوله في سفر دانيال 8 : 1 : (( في السنة الثالثة من ملك بيلشاصر الملك)) او قوله في سفر دانيال 5 : 1 : ((بَيْلْشَاصَّرُ الْمَلِكُ صَنَعَ وَلِيمَةً عَظِيمَةً لِعُظَمَائِهِ الأَلْفِ، وَشَرِبَ خَمْرًا قُدَّامَ الأَلْفِ)). إذن هنا التوراة متأكدة من أن بيلشاصر حكم بابل واستمر حكمه لسنوات فتورد اسمه ثمان مرات في التوراة، ثم تختلق التوراة قصة مفادها أن بيلشاصر هذا رأى يدا مجهولة تكتب على الجداري عجز عن فك رموزها كل السحرة والعرافين وغيرهم ، إلا نبي اليهود دانيال حل رموزها واخبره بأن ملكه سوف يزول وبذلك اقحموا إسم اليهود في تاريخ بابل وجعلوا من نبيهم دانيال ثالث رجل في المملكة مع أن كل الآثار لا تذكر ذلك ولا تورد خبرا لمثل هذه القصة ، التوراة وحدها تفردت بذلك. 

فإذا كان بيلشاصر آخر ملوك بابل فما بلنا لا نرى لذلك ذكرا في سجلات بابل او ما جاورها من ممالك ؟؟ فكل ما عُثر عليه لحد الآن يؤكد بأن آخر ملوك بابل هو نابونيدوس كما نرى ذلك في اللوح المسماري الذي عُثر عليه وفيه سرد لملوك بابل فيقول أن أن نابونيدوس هو أخر الملوك بابل قبل كورش وهذا يؤكد عدم تولى بيلشاصر الحكم أطلاقا ولربما كان في أحسن الأحوال ولي عهد لأبيه. 

ويؤكد ذلك نص موجود في التوراة ايضا يقول بان كورش في سنة ملكه الأولى بعد احتلاله لبابل ولا يوجد ذكر لبيلشاصر النص في سفر عزرا 5: 13 (( في السنة الأولى لكورش ملك بابل أصدر كورش الملك امرا ببناء بيت الله هذا ))

وانا اعتقد أن كاتب التوراة خلط بين اسمين هما بيلشاصر ولي العهد ، وشيشبصر ملك يهوذا أو الرئيس الذي عينه كورش واليا من قبله لبناء الهيكل وإليك النص كما في سفر عزرا 5 : 14 ((حَتَّى إِنَّ آنِيَةَ بَيْتِ اللهِ هذَا... أَخْرَجَهَا كُورَشُ الْمَلِكُ مِنَ الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي بَابِلَ ... وَأُعْطِيَتْ لِوَاحِدٍ اسْمُهُ شِيشْبَصَّرُ الَّذِي جَعَلَهُ وَالِيًا )).

من بين كل ذلك إلا يحق لنا أن نتساءل هل التوراة كتاب مقدس فعلا ؟ وهل أن ما جاء فيها من خلط وتشويش هو من الرب الله فعلا ، أم أن الوحي اشتبه عليه تمييز الاسماء ، أو أن موسى اخطأ في ذلك . 

يارب استرنا ممن يُعادون الحقيقة ويرفضونها

أخترنا لك
هل سنِّ يسوع صياما ، ومن الذي شرّع له الصيام؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف