يخطئ كل من يظن أن البكاء حالة سلبية.

2020/01/12

لا تلُم في البكاء فالدمع لو لم يجري في الخد كان في القلب جمرا 

ماذا اقول على قلوب قست فأصبحت كالحجارة لا بل اشد قسوة ، ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشيه الله وما الله بغافل عما تعملون عميت عينٌ لا تبكي لقد زرع الرب دموعا في مآقينا وجعلها سواقي تحفر اخاديد على صفحات الروح حتى تلين لها العاطفة ولم يغفل الرب ذكر الدموع في كتبه لا بل رأى ذلك يجري على انبياءه ورسوله فمنهم من بكى حتى ابيضت عيناه ومنهم من بكى حتى حفرت الدموع سواقي على خديه ، ألم تر إلى عالمنا المسيحي برمته يحتفل بمناسبة يوم شهادة يسوع ويوم قطع رأس يوحنا المعمدان مجالس الفرح والرقص والسكر والعربدة التي يقوم بها اتباعنا المسيحيين وكما معروف عنا في مجالسنا الدينية غير قادرة على خلق المشاعر الاجتماعية تجاه الشهيد او المظلوم . لأن الضحك والابتهاج يشبه الشهوة التي هي انغماس في اللذات ، والبكاء يشبه الحب الذي يأجج مشاعر الوجد والشوق لدى الحبيب. 
مثلا أن البكاء على العظماء والمقدسين امثال الحسين عليه مكارم الرب هذا البكاء يصون بقاء هذه الجذور العاطفية في النفوس ويصونها من الضعف والزوال ويؤجج عوامل الثأر ويحافظ على بقاء هذا الحق طريا . مثلا انا قرأت اثناء مروري على كتب التاريخ أن النبي محمد عليه بركات الرب عندما نظر إلى جثة عمه حمزة فلم ينظر إلى شيء كان أوجع لقلبه من ذلك فقال : لن اصاب بمثلك، ما وقفت موقفا أغيظ لي من هذا رحمة الله عليك أما والله لئن اظفرني الله بقريش لأمثلن بسبعين منهم مكانك. قال ابن مسعود : ما رأينا رسول الله باكيا أشد من بكائه على حمزة ، فقد وقف على جنازة عمه، وانتحب وشهق حتى بلغ به الغشي وهو يقول ، يا عم رسول الله واسد الله وأسد رسوله يا حمزة يا فاعل الخيران ، يا حمزة يا كاشف الكربات يا مانع عن وجه رسول الله ص . وهذه هي نفس المراثي التي يقوم بها المحزونون تأسيا بنبيهم المكرم . 
ولكن ماذا فعل الامويون ؟ فبعد ان قتلت هند أم معاوية حمزة . عمد ابنها إلى قتل الحسين وسبعين من اهل بيته واصحابه . لماذا لأن النبي يوم أحد قال : بأنه سوف يقتل سبعين من بني امية لو ظفر بهم ولكن النبي عفا عنهم ، وهم نفذوا ذلك ولم يعفوا 

ka333

أخترنا لك
هذا هو حال المرأة عند رب التوراة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف