ماذا يجري ؟

2024/02/28

ماذا يجري ؟
إيزابيل بنيامين ماما آشوري.
من يتابع تاريخ الحملات الصليبية الساعية لإنقاذ القدس من أيدي المسلمين ويرى الحشود البشرية والمادية والسياسية والاقتصادية الهائلة التي تم حشدها طيلة اكثر من مائة عام ،واستمر ذلك حتى منتصف القرن التاسع عشر حيث شنّت بريطانيا الحرب تلو الحرب على الدولة العثمانية حتى انتزعت فلسطين من أيديهم. ولكن القوات البريطانية المدعومة من الفاتيكان والعالم المسيحي قامت بتسليمها إلى اليهود عند انسحابها من فلسطين سنة 1948. فلم نر أي اعتراض او احتجاج من قبل الشعوب المسيحية كلها ضد قرار الدولة البريطانية. مع أن فلسطين تُعتبر كلها إرثا مسيحيا تاريخيا لكونها حسب رواياتهم موطنا لولادة اعظم أنبيائهم أمثال زكريا ، ويوحنا ، ويسوع المسيح ، والقديسة مريم العذراء وفيها مشاهد وقبور الكثير من الحواريين والقديسين وكذلك على أرض فلسطين تقع كنيسة القيامة اقدم أماكن العالم المسيحي.
فهل الحروب الصليبية كانت كذبة وأن المسيحية تعلم أن يسوع المسيح لم يولد في فلسطين في بيت لحم كما يزعمون. وأن هدف الحروب الصليبية هو استعمار الشرق المسلم وسرقة كنوزه وآثاره ومخطوطاته، ومصادرة معلوماته وإنجازاته العلمية.
والأغرب من ذلك والأعجب اهتمام العالم المسيحي برمته وعلى رأسه الفاتيكان (بسلب) قطعة ارض في العراق قرب الناصرية لبناء اكبر كنيسة في الشرق الأوسط من أجل تحويل اهتمام المسيحيين إلى (أور) بدلا من قبلتهم في فلسطين، لابل أن اليهود يسعون جاهدين بدعم من العالم الغربي إلى إفراغ فلسطين من أي اثر ديني لغيرهم وعلى راس ذلك الدعوة إلى نقل البيت المقدس إلى مكة، لبناء هيكلهم المزعوم. وكذلك نقل كنيسة القيامة إلى بازليك إيطاليا في الفاتيكان.
ولعل عجيبة العجائب وغريبة الغرائب التي تُذهل العقول هي قيام نسبة كبيرة من كيانات العالم الإسلامي ــ ما عدى نسبة قليلة ــ بدعم الدولة العبرية إسرائيل سرا وعلانية وقيامها بتحالفات اقتصادية وأمنية خطيرة معها ،مع أن هذه الكيانات تزعم أن القدس هي قبلتهم الأولى وانها مسرى الأنبياء ومعراج نبيهم إلى السماء.
وعلى النقيض من كل ذلك نرى نسبة كبيرة جدا من اليهود 80% يتظاهرون ضد إسرائيل ويتبرؤون منها ولا يعترفون بها ولا يهاجرون إليها ويعتبرون قيامها مخالف للتوراة.
السؤال هو، ماذا يجري في نظركم.
الجواب الذي يتعلق بالجانب المسيحي اعرفه. ولكن ماذا يفهم المسلمون على ضوء ما يجري.
أخترنا لك
نساء حول المهدي القديسة بردجد.الجزء الثالث:

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف