الذكرى الثانية والعشرين لرحيل العلامة السيد علي البدري (رض)

2020/02/03


 ليلة ٧ جمادى الاخرة 1419 هـ توفي جدي وعم سيدي الاستاذ الوالد، الخطيب والداعية الى مذهب اهل البيت (ع) الحجة الكامل والعالم الفاضل السيد علي البدري (رض).

ولد رحمه الله سنة 1928م في الكرادة الشرقية، واولع بالبحث عن الحقيقة المذهبية منذ نعومة اظفاره مستندا في ذلك على امهات المصادر الاسلامية ومرتبطا بعلماء منطقته امثال السيد صادق الهندي والسيد مرتضى العسكري والسيد عبد المطلب الحيدري والسيد جعفر شبر والشهيد السيد مهدي الحكيم (رضوان الله عليهم) وكذلك كانت له علاقات طيبة ووثيقة مع علماء آخرين امثال السيد سعيد الخطيب احد علماء بعقوبة وكذلك مع السيد عبد الحسين القزويني احد علماء النجف وايضا كان له علاقة عميقة مع مرجعية السيد ابي القاسم الخوئي ومرجعية السيد محمد باقر الصدر رحمهما الله .

كرس عمره وانفق الكثير من ماله رحمه الله في سبيل التعريف بمذهب آبائه الائمة الاثني عشر عليهم السلام ونشر فضائلهم في السودان ومصر وسوريا وساحل العاج وتنزانيا وغيرها من البلاد .

وقد وجدت في بعض مذكرات هشام آل قطيط ان الفقيد الراحل كان له دور كبير في تشيُّع الشهيد المظلوم الشيخ حسن شحاته وغيره من اعلام شيعة مصر المستبصرين.

قُدر له ان يستقر في ايران بعد تسفير اهله اليها واعتقال اولاده واخواته واولادهم ثم اعدامهم.

كان رحمه الله موضع ثقة مراجع الشيعة في ايران ايضا وزودوه بوكالات العمل الديني منهم السيد محمد الشاهرودي والسيد محمد الشيرازي والسيد الخامنئي والشيخ الأراكي .

كان له رحمه الله فضل كبير في ايقاد روح العلم وشحذ الهمة نحو المعرفة الدينية للعلامة البدري في السنوات الاولى من شبابه .

محنته مع النظام الصدامي :
كانت محنة الفقيد الراحل كبيرة مع النظام الصدامي ؛ إذ اعتبر النظام هذا الفرع من عشيرة (البو بدري) فرعا غير مرغوب فيه وذلك لأسباب عديدة :
فالتشيع من جهة ، ونشاط الفقيد الراحل المترجم له جهة ثانية ، ونشاط ابن اخيه وصهره على ابنته الكبيرة (العلامة البدري) الذي تعرض في اواخر سنة 1972 للقبض عليه ولكن الله انجاه وخرج خفية من العراق من جهة رابعة ، ثم اعتقال صهره الآخر من جهة خامسة ، ثم نشاط اخيه السيد حميد البدري والقاء القبض عليه وعلى زوجته وبحوزته السلاح والمنشورات الاسلامية المعادية للنظام واستشهد تحت التعذيب من جهة سادسة ، بسبب ذلك كله أقدم النظام على القاء القبض على كل أفراد أسرة الفقيد الراحل، والده واخوانه واولادهم ونسائهم وهم كل الفرع الشيعي في عشيرة (البو بدري/ الكرادة الشرقية) ومصادرة ممتلكاتهم والغاء قيدهم من السجل المدني / ثم القاء والد الفقيد وهو طاعن في السن واخيه الكبير في السن ايضا ونساء الأسرة وأطفالها على حدود الجمهورية الاسلامية . ولاحقت السلطة البعثية من بقي من افراد الاسرة حتى بلغ عدد المعتقلين من اسرة الفقيد ومتعلقيه ستا وعشرين (26) شخصا منهم امرأتان احداهن زوجة اخي الفقيد والثانية ابنة اخته ومنهم ولدان للفقيد ومنهم سبعة اخوة له ومنهم سبعة اولاد اخيه ومنهم صهران للفقيد على ابنتيه وصهران له على اختين له وصهران له على ابنتي اخته ومنهم ولدان لأخته وقد استشهدوا كلهم في سجون النظام الغاصب.

انتقل إلى رحمة ربه في يوم الاحد 6 جمادى الثانية1419 هـ الموافق لـ 27 سبتمبر  1998 ودفن في مقبرة البقيع الواقعة في مدينة قم المقدسة قرب مسجد الجمكران.

وقد ابّنه الدكتور معروف عبد المجيد المصري بقصدية طويلة منها :

خفف خطاك فأنت بالعلياء
ياحادي الاحزان والارزاء

حسب على نسب على دين على
علم وتلك مناقب الشرفاء

لك في العراق مشاهد ومواقف
عادت بها امجاد عاشوراء

ودمشق لم تعرف لغيرك جرأة
نهضت بها كنهوض كرب بلاء

واسأل تجب طهران كيف تحررت
ولك الفتوح قوافل الاسراء

كم من خطاب كنت فيه مبلغا
لشريعة القرآن والحكماء

ومجالس اصغت لصوتك فاهتدت
والوحي رهن عزائم الامناء

احييتها ولرب ميت امة
اسقيته غدقا زلال الماء

من قال ودعت الحياة وانت في
شفة الدنا انشودة الخطباء

او قال تنزل في التراب وانت في
غرف الرضا ومنازل النعماء

طب يا علي بجنة لك زينت
يا خيرة الاسماء والابناء

يا نجل من فاق الوجود كرامة
وحفيد حيدر اول النقباء . . .

كتب هذه الترجمة حفيده
اخي واستاذي حجة الاسلام والمسلمين
د. السيد حسين البدري
بتاريخ 22 شعبان سنة 1434 ه‍.

رحم الله من اهدى له ثواب الفاتحة سورة.
أخترنا لك
يا أيها المفهرسون رفقاً بالتراث

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة