علماء في النجف الأشرف آية الله [ الشيخ العارف ابو الحسن الانواري ]

2020/01/23



مولده ونشأته :
هو الشيخ أبو الحسن الانواري وهو عالم جليل وزاهد عابد.. ولد في مدينة زنجان ونشأ فيها حيث درس في حوزتها العلمية منذ نعومة اظفاره تحت ظل جده لأمه المرحوم الشيخ عبدالكريم المعروف بالزنجاني من تلامذة الشيخ الاخوند ثم انتقل الى مدينة النجف الاشرف 1946م وقد اتخذها مسكنا له حيث تتلمذ فيها على يد اساطين العلماء في الحوزة العلمية المباركه أمثال آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره الشريف) وآية الله العظمى السيد ابي القاسم الخوئي (قدس سره الشريف) حيث تخرج من مدرستيهما مستسقيا من معينهما الثر وحكمتهما المتناهية .. وقد تصدى للتدريس في الحوزة العلمية المباركة حيث تتلمذ على يديه العديد من طلبة العلوم إضافة الى مزاولته اليومية كإمام للجماعة في جامع آل النجم في مدينة النجف .

صفاته واخلاقة :
كان الشيخ الانواري إضافة الى كونه أستاذا عالما في مجال الدرس فقد كان زاهدا عابدا قد انتهج طريقه في الطاعة والعبودية ضاربا أروع الأمثلة في التقرب الى الله تبارك وتعالى .
اما اخلاقه فقد تميز رحمه الله بالخلق الكريم والسماحة بالتعامل مع الغير واحترام الكبير والصغير حتى بلغ به الامر الى انه كان لا يكلف أحدا حتى اهل بيته في قضاء أي حاجة من حوائجه صغيرة كانت ام كبيرة وكان كثيرا ما يستشهد بالحديث الشريف (ملعون ملعون من القى كله على احد) ، وكان من تواضعه انه اذا دعي الى مجلس عزاء لم يحضره في اخر الوقت وانما كان يبكر في الحضور الى ذلك المجلس قبل غيره حتى لا يقام له او توسع له المجالس من قبل الناس حين دخوله عليهم وهم يجتمعون في ذلك المجلس .
واما في درسه فقد ذكر كثيرا من تلامذته انه كان رحمه الله حينما يستقر فيه المقام بين تلامذته يخاطبهم قائلا : (انا معكم في مجال التباحث فيما بيننا جميعا وليس مقامي معكم مقام الأستاذ والتلميذ) .
ومن تواضعه واخلاقه الكريمة اذ ينقل ان احد طلبته الذين كانوا يحضرون عنده قد ترك درس الشيخ رحمه الله وبعد مدة من الزمن صادف ان تلاقيا في مكان ما فما كان من الشيخ الانواري الا ان يثني على هذا الطالب ثناءا منقطع النظير حيث اخبره قائلا : (ان انقطاعك عن درسنا هو دليل تدينك وحرصك على درسك لانك قد شعرت انه ليست هناك فائدة ترتجى من الدرس فتركته لتستفيد من هذا الوقت فيما هو فيه فائدة لك 

من كراماته :
ينقل عن الشيخ الانواري رحمه الله انه في صباح يوم ما قد سرق سارق من منزله مقدار من المال وهو كل ما كان يملكه من هذه الدنيا اذ لم يبق له رحمة الله عليه يوم ذاك دانق او دينار يشتري به رغيفا من الخبز فما كان من الشيخ الا ان يكتم سره ولم يخبر أحدا بهذا الامر العسير وفي ليلة ذلك اليوم طرقت عليه الباب وحين فتحه وجد احد الأشخاص الذين كلفهم ابن الشيخ الانواري وهو خارج البلاد في إيصال مبلغ من المال لأبيه حيث اخبره ذلك الشخص : (ان ولدك قد ارسل لك هذا المقدار من المال) وحين عد الشيخ الانواري هذا المبلغ وجده نفس مقدار المبلغ الذي سرق منه في الصباح لم يزد ولم ينقص على ذلك .
وله في مثل هذا قصص أخرى يطول بها المقام.

وفاته :
توفي الشيخ الانواري في ايران وجيئ بجثمانه الطاهر الى النجف  الاشرف حيث مثواه الاخير ودفن في مقبرة الشيخ عبدالغفار الانصاري في نهاية شارع الرسول في المدينة القديمة.
أخترنا لك
الشيخ الطوسي وحوزة النجف

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة