أهمية حواشي المكاسب في صقل وبناء الملكة العلمية

2020/06/18

كتوصية نذكرها للأخوان وذكرها لنا كبار الأعلام رحمة الله على الماضين، أنَّ حواشي المكاسب فرصة ثمينة جداً عند الإنسان أن يصقل ويبني ملكته العلمية والاجتهادية بشكل قوي جداً؛ لأنه عمالقة وكبار محققين تنافسوا في التدقيق في النكات الصناعية، وبالتالي هي مواطن فرص ليتمرّس الإنسان ويتدرّب ويتقوّى .

ومراراً ذكرت أنَّ الحواشي القوية على المكاسب المعروفة:
حاشية الميرزا محمد تقي الشيرازي صاحب ثورة العشرين، وأنا أخيراً اطلعت عليها لأنه سابقاً لم تكن متوفرة أما الآن فقد طبعت وموجودة على الانترنيت ، وحاشية السيد اليزدي وحاشية الآخوند وحاشية الميرزا علي الايرواني وحاشية النائيني أو الشيخ محمد حسن المامقاني.

فعلى كلٍ هذه حواشي جيدة حينما تراجع ، غير كلمات السيد الخوئي والسيد الخميني وغيرهما ، فسجال جيد إذا راجعه الانسان فكلما يراجع الإنسان هو يغنم لنفسه وتصقل ملكته بقوة تنبني وتقوى حتى بغض النظر عن المحاكمة بين هذه المساجلات ، نفس الاطلاع عليها شيء جيد، والمحاكمة بينها مرحلة أخرى، والخروج بنتيجة هي مرحلة ثالثة أخرى، ولكن هذه المرحلة الأولى مهمة أيضاً وهو الاطلاع عليها والنكات والنفائس ، فعلى كلٍّ هذا شيء مثمر جداً ...

وأتذكر حتى أني سألت أستاذنا السيد محمد الروحاني رحمة الله عليه وهو في أواخر عمره عن وصية علمية وتحف علمية ، وهو كان يدرّس البيع وقد أخذنا عنده البيع كاملاً ، فهو ذكر أنه حتى لو نضج الإنسان وكان محققاً مع ذلك حينما يغوص في الحواشي تصقل ملكته كتحقيق أكثر فأكثر؛ لأنها توجد فيها نكات مهمة ، وهي ليست لأجل تنقيح هذه الأبواب والفروع، هذه الملكة يستطيع أن يستثمرها الإنسان في أبواب أخرى وهذا شيء مهم ، هنا معركة آراء ومصارعات علمية قوية في أسس عامة في الاستدلال مثمرة ومفيدة جداً.


الشيخ محمد السند

بحث الفقه 9 / 4 / 1440
أخترنا لك
فقه الحب والبغض 10 : المرحلة الأولى في تحديد معنى الحب والبغض في الله . الحاجة التشريعية لتحديد موازبن الحب والبغض في ا

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة