احمد علي الحلي
المحقّق أثناء عمله في تحقيق كتاب ما أو رسالة لا بدّ أن يعتمد على
نسخه الخطيّة، وأثناء معرفة نسخ الكتاب وجمعها وتحقيقها وكتابة ترجمة
مؤلِّفه تكون للمحقّق جولة في عالم فهرسة المخطوطات وكتب التراجم
وبيبلوغرافيا الكتب ـ التي تعتمد على فهارس المخطوطات ـ، وفي طريقه
هذا يعثر على جملة من الأخطاء الناتجة من عدم دقّة المفهرس، وقلّة
معرفته بالكتب، وقلّة معرفته العلميّة في فن الفهرسة، إضافة لعدم
الصبر الذي يتطلّبه هذا العمل الشاق وعدم التحرّي بالسؤال من أهل
الخبرة، والتسرع رغبة لإنهاء العمل وإخراجه رغم علّاته، فيأتي
البناء عليها اعتماداً على ما ذكره المفهرس دون التثبت والوقوف على
النسخ الخطّيّة للكتاب.
وخير مثال على ذلك أنني اشتركت في كتابة مقدّمة عن الشيخ علي بن أحمد
بن محمّد بن هلال الكركيّ (ت 984هـ)، فوجدت من الأخطاء في الفهارس عنه
ما شاء الله بسبب ما ذكرت آنفاً، وسأذكر بعضها باختصار روماً لتوفير
الوقت ولأكتب عن ذلك مفصّلا في مقدّمة كتاب له يخرج من مركز تراث
النجف الأشرف التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في
العتبة العبّاسيّة المقدّسة، وهو بتحقيق فضيلة السيّد أحمد آل محمود
الموسويّ، وقد تناولت تلك الأخطاء وتصحيحها عند ذكر إجازاته
ومستنسخاته وكتبه في مقالة ستطبع لاحقاً في مجلة تراث شيعه.