الحب والبغض في الله 13 : المرحلة الثانية في الأدلة على حكم الحب في الله تعالى . المقام الثاني في الدليل من السنة . النقطة الاولى في ادلة الوجوب .الدليل الاول على الوجوب حديث ( اوثق عرى الايمان ) .
2020/06/01
بسم الله الرحمن الرحيم
الفقه . الدرس ١٣ الثلاثاء . ١٨ شهر رمضان.
١٤٤١
الحب والبغض في الله . المرحلة الثانية في الأدلة على حكم الحب
في الله تعالى . المقام الثاني في الدليل من السنة .
النقطة الاولى في ادلة الوجوب .الدليل الاول على الوجوب حديث ( اوثق
عرى الايمان )
. الدليل الثاني : حديث ( من اوثق عرى الايمان ) .
وحمزة بن عبد الله الجعفري _ وإن لم اظفر بتوثيق له _ الا أنه من رجال
الفقيه في المشيخة ، فضلا عن رواية البرقي عنه فقد روى عنه ما يزيد
على عشرين موردا ثلاثة عشرة منها روى فيها حمزة عن جميل بن دراج
واربعة منها عن اسحاق بن عمار وروى عنه الكليني قليلا جدا وكذا الصدوق
ولكنهما لم يرويا عنه بطريق غير البرقي ، ورواياته عموما ليس
فيها خلل ، وقد ذكر الشيخ في الاستبصار روايتين له وقدم عليهما
سواهما، ولكنه لم يطعن بأي منهما من جهته ، فالرجل ليس موثقا معتبرا،
ولكن أحاديثه مما يسرع فيها تحقق الوثوق بصدورها إن اعتضدت
بغيرها.
وعمر بن مدرك أبو علي الطائي ذكره البرقي والشيخ في أصحاب الصادق عليه
السلام قليل الرواية عندنا ، فالرواية لا يعول عليها سندا ، خصوصا مو
توقفنا في قبول التوثيق العام لأصحاب الصادق عليه السلام
استنادا الى توثيق المفيد او ابن عقدة لهم ، ومن ثم لا يصح البناء على
مضمونها الا إن اعتضدت بطرق او بنصوص اخرى .
ولا يكفي لذلك ما رواه البرقي نفسه في موضع آخر عن محمد بن عيسى ، عن
أبي الحسن علي بن يحيى - فيما أعلم - عن عمرو بن مدرك الطائي ، عن أبي
عبد الله ( عليه السلام ) ... قريب منه .
لأنه عن عمرو بن مدرك ابي علي الطائي نفسه ، ولأن أبا الحسن علي بن
يحيى لم اجد توثيقا له ، مضافا لما في تعبير ( في ما أعلم ) من موجب
للارتياب في الجزم بالنقل .
لكن الانصاف أنه قد يمكن القول باستفاضة نقل هذا المضمون عن رسول الله
صلى الله عليه وآله بنحو يوجب الاطمئنان بصدوره ، أو على الاقل يوجب
الوثوق بذلك لأن الحراني روى في تحف العقول بهذا اللفظ (وقال
صلى الله عليه وآله لأبي ذر : أي عرى الايمان أوثق ؟ قال : الله
ورسوله أعلم ، فقال : الموالاة في الله والمعاداة في الله والبغض في
الله ).
ورواه الشريف الرضي في المجازات النبوية فقال ( رواه البراء بن عازب
عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : أي عرى الاسلام أوثق ؟ فعدد
الحاضرون شيئا شيئا من شرائع الدين ، فقال عليه الصلاة والسلام . أوثق
عرى الاسلام أن يحب في الله ويبغض في الله ) .
ولعله هو ما رواه المفيد نقلا بالمعنى في كتاب الاختصاص _ على
الكلام في نسبة الكتاب اليه _ قال (وروي عن البراء بن عازب قال : كنت
مع رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم فقال : أتدرون أي عرى
الإيمان أوثق ؟ قلنا : الصلاة ، قال : إن الصلاة لحسنة وما هي بها ،
قلنا : الزكاة فقال : لحسنة وما هي بها ، فذكرنا شرائع الإسلام ، فقال
: صلى الله عليه وآله : أوثق عرى الإيمان أن تحب الرجل في الله وتبغض
في الله ) .
ويضاف الى ذلك أنه رواه ابن أبي شيبة في المصنف تارة عن البراء وأخرى
عن مجاهد وثالثة عن ابن مسعود .
ورواه ابن أبي الدنيا والطبراني في معاجمه الثلاثة الكبير والأوسط
والصغير، والهيثمي ، والبيهقي وابن عبد البر وغيرهم وعبر بعضهم بدل
الايمان بالاسلام .
بل و روى الصدوق في الفقيه عن النبي أنه قال ( يا علي : أوثق عرى
الايمان الحب في الله ، والبغض في الله) .
والقطب الراوندي في دعواته : عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : "
أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله ".
وهو يكفي عن استقصاء باقي القرائن لإثبات صدوره ، إذ يكفي تحقق
الوثوق بالصدور خصوصا مع ملاحظة قوة مضمونه ، فالحديث معتبر .
وأما دلالته فهي ظاهرة جدا في الوجوب لكونه عبر فيها عن الحب في الله
بأنه أوثق عرى الإيمان وقدمه على الفرائض الوجبة المهمة جدا في الشرع
، ولا سيما الصلاة، التي ورد فيها ما ورد ما شدة أهميتها على سائر
الفرائض .
وأما ما ذكره بعض الاعزة من احتمال ان المراد منها حب اهل البيت
عليهم السلام وولايتهم وبغض اعدائهم ومن نازعهم سلطانهم
اولا لانه قرن بأركان الاسلام بل فاقها جميعا وعدّ من اوثق عرى
الايمان وهو يقرب ان المقصود منه الولاية
وثانيا لان التعبير في الرواية حب ولي الله وبغض عدو الله والولي
والعدو وان كانا قد ينطبقان على عموم المؤمنين وعموم الكفار الا ان
الاقرب في اطلاقهما مرتبة خاصة
وبالتالي يكون هذا المضمون قريب الافق من مضمون رواية " بني الاسلام
... ولم يناد بشئ كنا نودي بالولاية "
نعم هذا المضمون في غير رواية البرقي خال من ذلك ولكن لامانع مع ذلك
من البناء على الخصوصية ولو احتملناها في رواية واحدة
فيناقش : بأن الاطلاق في الحب في الله لا يتقيد عرفا بما ذكر ،
بل يصلح لبيان ابرز المصاديق له ومجرد مناسبة الاحتمال
المذكور مع حديث الولاية لا يصلح حجة عرفية على فهم الحديث ،
خصوصا مع كون هذا الفقرة من الحديث لم تذكر في أغلب طرقه.
الثاني : ما رواه البرقي في المحاسن عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ،
عن سعيد الأعرج ، عن أبي عبد الله ( ع ) قال : من أوثق عرى الايمان أن
تحب في الله ، وتبغض في الله ، وتعطى في الله ، وتمنع في الله .
أما سنده ففيه مالك بن عطية الذي وثقه النجاشي بصراحة .
وأما سعيد الأعرج الذي لم يرد فيه توثيق مباشر من الاعلام ، ولكنه قد
يوجه اعتباره بكونه ممن روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى ، وأيضا برواية
صفوان عنه فقد قال الشيخ : ( سعيد الأعرج له أصل ، أخبرنا به جماعة ،
عن أبي المفضل ، عن ابن بطة ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع ، وعبد الرحمان بن أبي نجران ، جميعا ، عن علي بن
النعمان ، وصفوان بن يحيى جميعا ، عنه ).
كما أنه من رجال كامل الزيارات .
وذلك بمجموعه لا يدع شبهة في اعتباره .
فالحديث معتبر سندا
واما دلالته فظاهرة في الوجوب .