اسواق كربلاء قديماً مدونات تاريخية

2020/05/19

✍️ محمد الطالب

من خصوصيات اهالي كربلاء قديماً كان هناك حراك تجاري يسبق استهلال شهر رمضان الكريم ، وتبضع لما تحتاجه الاسرة في الشهر الفضيل من مواد غذائية واحتياجات منزلية , وهذا النوع من الحراك التسويقي غالباً ما يكون حراك نسوي اذ تقوم النساء بالتسوق لشهر رمضان وتهيئة جميع متطلبات المنزل .

عرفت كربلاء قديماً بأسواقها المركزية ومحالها التجارية التي لازال البعض منها قائما الى وقتنا هذا ، (كالخفافين والميدان وباب الخان والعلاوي و الزينبية و سوق الحسين وسوق التجار العرب ) ذلك لما تمتلكه هذه المدينة من مكانة دينية وجغرافية جعلت منها مركز للسياحة الدينية وحركة التجار ، وقد شكلت هذه الاسواق دوراً بارزا ومهما في ذاكرة المدينة وحفظ تراثها من خلال ما شهدته وقامت بتوثيقه من احداث دارت فيها ، اذ كانت بالإضافة لوظيفتها التجارية ، ملتقى لمثقفيّ المدينة من مؤرخين وفنانين وادباء .

كانت الاسواق معروفة ومتنوعة، وهناك ميزة لكل سوق في المدينة  مثلا سوق العلاوي للخضروات سوق البزازين وتجار الاقمشة وسوق الصاغة كذلك سوق الخفافين أو( النعلجية ) كما يطلق عليه أهالي المدينة القديمة, وبالعادة كانت بعض هذه الاسواق بشكل خانات كبيرة تُعرف عند اهالي المدينة بالقيصريات وكانت مشهورة في كربلاء ومعروفة ، اتذكر منها قيصرية (ابو معاش) وقيصرية الحاج (علي الوكيل) وقيصرية (رضا الصحاف) والحاج ( كاظم ) والحاج ( مهدي ) والقيصرية الاخبارية , وقيصرية ( حسن نصرالله ) وقيصرية الحاج ( حسون طابور غاسي ) و( حسان شعيب ), هذه القيصريات كان يتم منهن التسويق.

العملية كانت بالشكل التالي ، حينما تدخل الى سوق الامام الحسين مثلا كانت القيصريات الواحدة داخل الاخرى وعلى نفس الامتداد , كذلك الطابق الثاني من القيصريات كان يتم استثماره للمكاتب وما شابه ذلك ، فكان يتم الشراء والتسويق من خلال هذه الاسواق ,ومن الجدير بالذكر انه لم يكن هناك اسواق اخرى في الاحياء كما هو الحال الان , لذا كانت هذه القيصريات هي المعين الوحيد للمدينة .

أخترنا لك
بحرية الحرس الثوري تحتجز ناقلة نفط تحمل علم بنما في مضيق هرمز

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف