الكل في قبضة الله فأتعضوا يا اولي الالباب !!!

2023/01/21

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الكل في قبضة الله فأتعضوا يا اولي الالباب !!!


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلاة على المبعوث رحمة للعالمين الرسول المسدد والعبد المؤيد ابي القاسم محمد وآله ائمة الهدى والنور المتصل بين الارض السماء علي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولده المعصومين السلام اجمعين
قال تعالى في جليل خطابه ومحكم كتابه :- 
(أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ) ٩٧الاعراف
(أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ) ٩٨الاعراف
(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)٩٩الاعراف

١- ان المقصود من الإيمان والتقوى ليس هو مجرد ادعاء الإسلام وادعاء أتباع مبادئ الأنبياء وتعاليمهم،
بل هو نفوذ حقيقة الإيمان والتقوى في جميع أعمال الإنسان، وجميع شؤون الحياة، وهذا أمر لا يتحقق بمجرد الادعاء والزعم.

واليوم من المؤسف جدا أن نجد  ان التعاليم الإسلامية ومبادئ الأنبياء متروكة أو شبه متروكة في كثير من المجتمعات الإسلامية، فملامح هذه المجتمعات ليست
ملامح مجتمعات المسلمين الصادقين الحقيقيين.

٢- لقد دعا الإسلام إلى الطهارة والاستقامة والأمانة والاجتهاد والجد، فأين تلك الأمانة والاجتهاد؟
وإن الإسلام يدعو إلى العلم والمعرفة واليقظة والوعي، فأين ذلك العلم والوعي واليقظة؟!
وإن الإسلام يدعو إلى الاتحاد والتضامن ووحدة الصفوف والتفاني، فهل سادت هذه الأصول والمبادئ في المجتمعات الإسلامية الحاضرة بصورة كاملة، ومع ذلك بقيت متخلفة؟!
لهذا يجب أن نعترف بأن الإسلام شئ، والمسلمون اليوم شئ آخر.

وفي الآيات ولمزيد من التأكيد على عمومية هذا الحكم، وأن القانون أعلاه ليس خاصا بالأقوام الغابرة بل يشمل الحاضر والمستقبل أيضا - يقول:
هل أن المجرمين الذين يعيشون في نقاط مختلفة من الأرض يرون أنفسهم في أمن من أن تحل بهم العقوبات الإلهية، فتنزل بهم صاعقة أو يصبهم زلزال في الليل وهم نائمون
(أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون )
وهل هم في أمان من ذلك العذاب في النهار وهم غارقون في أنواع اللهو واللعب
(أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون )

يعني أنهم في قبضة القدرة الإلهية في جميع الأحوال والأوقات، ليلا ونهارا، في اليقظة والنوم، في ساعات الفرح والترح، وبإشارة واحدة وأمر واحد يقضي عليهم جميعا، ويطوي صفحة حياتهم نهائيا، دون الحاجة إلى مقدمات وأسباب قبلية، أو لمرور الزمان لهذا العمل.
أجل في لحظة واحدة، ومن دون أية مقدمات يمكن أن تحل أنواع المصائب والنوائب بهذا الإنسان الغافل.

٣- والعجيب أن البشرية الحاضرة، رغم كل ما أحرزته من تقدم ورقي في
الصنائع وفي التكنولوجيا، ومع أنها سخرت طاقات الكون والطبيعة المختلفة لخدمة نفسها، مع كل ذلك تجد انها ضعيفة وعاجزة تجاه هذه الحوادث، بنفس المقدار من العجز والضعف الذي كان عليه إنسان العصور السابقة. يعني أن الإنسان لم يتغير حاله تجاه الزلازل والصواعق و الاعاصير والفيضانات وما شابه ذلك ، حتى بالنسبة إلى إنسان ما قبل التاريخ.
وهذه علامة قوية على نهاية عجز الإنسان وشدة ضعفه امام قدرته وقوته تبارك وتعالى...

وهذه حقيقة يجب أن يجعلها الإنسان نصب عينيه دائما وأبدا.
وفي الآية اللاحقة يعود القرآن الكريم إلى ذكر وتأكيد هذه الحقيقة بشكل آخر فيقول: أفأمن المجرمون من المكر الإلهي في حين لا يأمن مكره إلا الخاسرون
( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)

و " المكر " يعني في اللغة العربية كل حيلة ووسيلة لصرف الشخص عن الهدف الذي يمضي إليه، سواء كان حقا أو باطلا.
وقد أخذ في مفهوم هذه اللغة نوع من التدرج والنفوذ التدريجي.
وعلى هذا فالمراد من (المكر) الإلهي، هو أن الله تعالى يصرفهم بخططه القوية التي لا تقهر عن حياة الرفاه واللذة دون اختيارهم ويقطعها عليهم. وهذه إشارة إلى العقوبات الإلهية الفجائية والمهلكة.
[ ] وسوأل يرد في المقام والاية تجيب عنه وكأنها جواب لسوأل مقدر
٤- إن الجملة التي وردت في ختام الآية الحاضرة تقول: (لا يأمن أحد ) - الا الخاسرون - من المكر الإلهي والعقوبة الإلهية، وهنا يطرح هذا السؤال، وهو: هل تشمل هذه العبارة الأنبياء والأئمة العظام والصالحين؟
لقد تصور البعض أنهم خارجون من هذا الحكم، وأن الآية تختص بالمجرمين. ولكن الظاهر أن هذا الحكم عام يشمل الجميع، لأنه حتى الأنبياء والأئمة كانوا مراقبين لأعمالهم دائما كي لا تصدر منهم أدنى زلة أو عثرة، لأننا

نعلم أن مقام العصمة ليس مفهومه أن المعصية مستحيلة عليهم، بل يعني أنهم مصونون عن الإثم والمعصية بفعل إرادتهم وإيمانهم وحسن اختيارهم، إلى جانب العنايات الربانية.
إنهم كانوا يخافون من ترك الأولى ويتجنبونه، ويخشون أن لا يتمكنوا من القيام بمسؤولياتهم الثقيلة. ولهذا نقرأ في الآية (١٥) من سورة الأنعام حول الرسول الأعظم( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم)
ولقد رويت في تفسير الآية -
(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُو)
أيضا - أحاديث تؤيد ما قلناه:
" صليت خلف أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام)، فسمعته يقول: " اللهم لا تؤمني مكرك.
ثم جهر فقال: فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ".

ونقرأ في نهج البلاغة أيضا: " لا تأمنن على خير هذه الأمة عذاب الله
لقول الله سبحانه: فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " .
إن عدم الأمن من المكر الإلهي - في الحقيقة -

يعني الخوف من المسؤوليات والخوف من التقصير فيها، ومن المعلوم أن الخوف يجب أن يكون في قلوب المؤمنين دائما إلى جانب الأمل بالرحمة الإلهية بشكل متساو، وأن التوازن بين هذين هو منشأ كل حركة ونشاط، وهو الذي يعبر عنه في الروايات بالخوف والرجاء.
وقد جاء التصريح في هذه الروايات بوجوب أن يكون المؤمنون دائما بين الخوف والرجاء، ولكن المجرمين الخاسرين نسوا العقوبات الإلهية بحيث صاروا يرون أنفسهم في منتهى الأمن المكر الإلهي.

وفي الآية اللاحقة يقول القرآن الكريم - بهدف إيقاظ عقول الشعوب الغافية وإلفات نظرهم إلى العبر التي كانت في حياة الماضيين: ألا يتنبه الذين ورثوا


السيادة على الأرض - من الأقوام الماضية - إلى ما في حياة الماضيين وقصصهم من عبر، فلو أننا أردنا أن نهلكهم بذنوبهم لفعلنا أو لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم.
ويمكننا أيضا أن نتركهم أحياء ونسلب منهم الشعور وحس التشخيص والتمييز بالمرة بسبب توغلهم في الذنوب، بحيث لا يسمعون معها حقيقة، ولا يقبلون نصيحة، ويعيشون بقية حياتهم حيرى ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون.
وذلك قوله تعالى
(أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ ۚ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ)

637935581994852163

أخترنا لك
حقيقة الايمان التسليم والطاعة لا الانقلاب والعصيان

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف